الفاعوري وجميعان يتأملان شعريا جرح غزة النازف وتعب الحصان

  • 11/22/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن نهجته الذي يعتبر انفتاحا مع مختلف الهيئات والقطاعات الثقافية  وبالتشبيك الثقافي في الوطن العزيز، نظم بيت الشعر – المفرق أمسية شعرية مساء الاثنين، في "منتدى البيت العربي الثقافي" فيعمان، للشاعرين: محمد سلاّم جميعان وعلي الفاعوري،  بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان ورئيس منتدى البيت العربي الثقافي المهندس صالح الجعافرة، وأدارت مفردات الأمسية الأديبة ميرنا حتقوة، وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين، حيث ثمنت مديرة الأمسية مبادرات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورعايته للثقافة والإبداع العربيين. القراءة استهلها الشاعر علي الفاعوري حيث قدم مجموعة من القصائد التي عاين فيها حالات الشاعر معرجا على تفاصيل الحياة والحصان الذي كان الموت آخر صهيله في الحياة، لغة عالية البناء. من قصيدته "الحصان" نقتطف منها: " يَئِسَتْ قوائِمُهُ ومَلّتْ رِيحُهُ/تَعِبَ الحصانُ فمَن عساهُ يُريحُهُ/قد كانَ فيما كانَ يَسبِقُ دَربَهُ/والآنَ يَستَجدي الطريقَ طُموحُهُ/ما ظنَّ يومًا أن يُرى مُتلعثمًا/وهو الذي كانت تفيضُ شُروحُهُ/هو أوّلٌ رغمَ المسافةِ إنّما/خذَلَتهُ في الشّوط الّلعينِ جروحُهُ/لكنّهُ والموتُ آخرُ صهلَةٍ      /لم يَخشَ سكّينَ الحياةِ ذبيحُهُ/ولكي تظلَّ كَمائِها رقراقَةً  /فرّتْ إلى ما ليس يُدرَكُ روحُهُ/أوَلَم يَعُدْ في الوقتِ مُتَّسعٌ لهُ /حتى يَضيقَ على الّلقاءِ فَسيحُهُ/ظُلمًا تساوى منذ مَزّقَ سَرجَهُ/عند الرُّواةِ جميلُهُ وقبيحُهُ / أفعى هي الدّنيا تُبدِّلُ ثوبَها/وبُكاؤُها الثُّعبانُ طالَ فحيحُهُ/ودَمٌ أُريقَ كثيرُهُ في غفْلَةٍ/ماذا يُفيدُ إذا انتَبَهْتَ شحيحُهُ/يا صاحبي إنَّ السفينة أبحَرَتْ/لن ينفَعَ الولدَ الذي .. تلويحُهُ/يا صاحبي والشّامِتونَ بِقِلَّتي/قالوا: طريحُ الحبِّ قلتُ: طريحُهُلن تورِقَ الخطواتُ بعد يباسِها/السرُّ ليسَ السرَّ حين نبوحُهُ / فأقِمْ بهذي الأرض دولَةَ شاعِرٍ/  من أوّلِ الكلماتِ أنتَ فصيحُهُ/واصْعَدْ بهذا الجُرحِ وحدَكَ/ ربَّما  مِن غامِضٍ الصّلواتِ لاحَ مسيحُهُ". القراءة الثانية للشاعر محمد سلام جميعان حيث حلّق عاليابقصائده  الرصينة رسما تباريح الروح وشجون الذات الشاعرة المنصهرة مع الواقع المؤلم، وذهب بالحضور مساحات التوجع الذي أصاب الجسد الفلسطيني في غزة والهجمة الصهيونية والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني بلغة موجعة وصور شعرية مدهشة. ومما قرأ قصيدة "غزة" يقول فيها : "لا تَعْتَبي، وَدَعي العُتْبى وَخَلّلينا ماتَتْ عُروبَةُ مَن صارتْ عُروبَتُهُم باعَتْ لإبليسَ ما قَدْ ظَلَّ من دَمِها وَصادَرَتْ سِدْرَةَ الأنْسابِ يا سَنَدي "لافي"غدا الآنَ في لغةِ الهوى" لِيفي" حتّى الرِّسالات بِعْنا اليومَ سَيِّدَها لا تَعْذُري بعدَ هذا الذَّبْحِ مِن أحدٍ قالوا بِعِزَّةِ فِرْعَونٍ سَنَغْلِبُها لم يَرْحَموا " هاشِماً" في عِطْرِ تُرْبَتِهِ صاحوا  بِكُلِّ عَزيزٍ غادِروا، انْقَلِعوا قَدْ قال " يهوا" هنا أرْضُ المَعادِ لنا ماذا أقولُ، فأهْلُ الشِّعْرِ غاوونا ما عادَ قَيْسٌ يُغَنّي في الهوى لَحْناً يَبْكي " المُثنّى" على راياتِ عِزَّتِهِ قَدْ نابَذَ الأهْلُ أهْليهِمْ فوا أسِفي      يا غَزَّةَ العِزّ أشْعاري مُكَبَّلَةٌ ذُنُوبُنا تَحْتَ سَقْفِ اللهِ واضِحَةٌ ويا سامعينَ نِداءَ الصَّوْتِ مِن شَجَني              نُحْصي ضَحاياكِ كي نَلْقى المُعَزّينا تَسْقي عِطاشَكِ يَحْموماً وغِسْلينا وبايَعَتْهُ هُناكَ إماماً بالمُصَلّينا واسْتَبْدَلَتْ في الضُّحى غَصْباً أسامينا والسِّتُ جَمْلو غَدَتْ في النُّطْقِ جيفينا في سوقِ روما، فلا دُنيا ولا دينا جَميعُ مَنْ تَرْتَجي سَنُّوا السَّكاكينا وسَمَّموا البَحْرَ والزَّيْتونَ والتّينا ولا نَبِيَّاً أتى بَعْدَ النَّبيّينا ثُمَّ اعْبُروا التّيهَ مُمْتَدَّاً إلى سينا وقال في لَوْحِهِ موسى وهارونا في كُلِّ وادٍ على الجُلّى يَهيمونا أو بالُ لَيْلى خَلِيٌّ كَي تُغَنّينا وليسَ يَعْنيهِ إنْ خَذَلَ المُراؤونا كأنَّها لَمْ تَكُنْ مِنّا ولا فينا عن أيِّ بَلوى سَأحْكي مِنْ بلاوينا لَعَلَّ يَغْفِرُ ما فَعَلَتْ أيادينا ما خُنْتُ شِعْري ولا خُنْتُ المُصابينا فلْتَعْذُري حُرْقَةَ الَمَحْروقِ في لُغَتي أنّا تَرَكْناكِ لا مولى ولا أمةً فَلْتَبْحَثي عن سِوانا كُلَّما نَزَلَتْ لا تَندَهي فَبِلادُ العُرْبِ سادِرَةٌ فالجُرْحُ أكْبَرُ، عندَ اللهِ يَشْكونا ولم نُجَرِّدْ حُساماً من مواضينا بالأرضِ زَلْزَلَةٌ تَمْحو العناوينا فليسَ غيْرُكِ بَعْدَ الله يُحيينا". هذا وقام فريق فضائية الشارقة بإجراء الحوارات مع الشاعرين جميعان والفاعوري حول مشاركتهما الفاعلة ضمن أنشطة البيت.

مشاركة :