يجد الكثير من الناس أن اتباع نظام غذائي صحي يحد من خطر الإصابة بأعراض التهابات المفاصل، مثل الألم والتورم وتصلّب العضلات، بالإضافة إلى أكثر أشكال التهاب المفاصل شيوعًا وهي هشاشة العظام. وقال المركز الاتحادي للتغذية إن التغذية السليمة تساعد على تخفيف متاعب التهاب المفاصل التنكسي المعروف أيضا باسم “الفصال العظمي”. وأوضح المركز أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 تتمتع بتأثير مثبط للالتهابات، وتتمثل مصادرها الغذائية في زيت بذر الكتان وزيت القنب والأسماك مثل الرنجة والسلمون والمكسرات مثل الجوز واللوز والكاجو والبذور مثل بذور عباد الشمس وبذور اليقطين والصنوبر. كما تتمتع الأعشاب والتوابل مثل الكركم والزنجبيل والفلفل الحار والكمون والكزبرة بتأثير مضاد للالتهابات ومحفز للدورة الدموية. ويمتاز البصل والثوم بهذا التأثير أيضا. وتعتبر الكائنات البحرية مثل بلح البحر والسلطعون والروبيان مصادر طبيعية للغلوكوزامين، وهو أحد مكونات النسيج الضام والغضاريف والسائل الزليلي في الجسم. ومن المهم أيضا تناول منتجات الألبان مثل الزبادي والجبن باعتدال فقط للحيلولة دون زيادة الحموضة في الجسم، ومن الأفضل اختيار الأصناف قليلة الدسم. المصادر الغذائية للأحماض الدهنية تتمثل في زيت بذر الكتان وزيت القنب والأسماك مثل الرنجة والسلمون وعلى الجانب الآخر، ينبغي الابتعاد عن اللحوم الحمراء ومشتقاتها مثل الكبد والنقانق. والفواكه المجففة بسبب محتواها العالي من الفركتوز. والوجبات الجاهزة والوجبات السريعة والأطعمة المقلية مثل البطاطس المقلية ومنتجات الدقيق الأبيض والمخبوزات الدهنية مثل الكرواسون. وكذلك الكحول والقهوة نظرا إلى تأثيرها السلبي على التوازن الحمضي القاعدي في الجسم ويمكن أن يتفاعلا بشكل سلبي مع مسكنات الألم. والمايونيز ودهون النخيل بسبب محتواها العالي من الأحماض الدهنية المشبعة. ومن المهم أيضا شرب السوائل على نحو كاف، لاسيما المياه المعدنية وشاي الأعشاب غير المحلى، حيث تعمل السوائل على طرد الأحماض المتراكمة والمواد السامة من الجسم. وهناك بعض العوامل التي تُقلل من أعراض التهاب المفاصل مثل خفض نسبة الكوليسترول في الدم، وبذلك لا يزيد الضغط على المفاصل الملتهبة أصلًا، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالنباتات، والألياف، والدهون، والمواد المضادة للأكسدة، ومضادات الالتهابات وبعض الفيتامينات مثل “أ” و”سي” و”إي”، التي تساعد في منع حدوث المزيد من التهاب المفاصل. ونشر موقع “ميديكل نيوز توداي” المعني بالتقارير العلمية تقريرًا يتضمن أبرز الأطعمة التي يجب على مرضى التهاب المفاصل تناولها لمحاربة المرض بجميع أشكاله. ومنها الأسماك الدهنية مثل السلمون، السردين، التونة والماكريل، والتي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي يمكن الحصول عليها أيضًا من المكملات الغذائية، مثل مكملات زيت السمك وزيت بذرة الكتان وبذور الشيا، وتعمل أوميغا 3 على مكافحة الالتهابات وخاصة التهابات المفاصل. الكائنات البحرية مثل بلح البحر والسلطعون والروبيان تعتبر مصادر طبيعية للغلوكوزامين كما هناك بعض أنواع الزيوت التي تقلل من الالتهابات بالإضافة إلى زيت السمك مثل زيت الزيتون البكر الذي يحتوي على مادة “أوليوكنثل” التي تقلل نسبة الكوليسترول وتخفض الالتهاب. وتعتبر خضروات الكرنب والسبانخ والسلق من الخضروات الداكنة الغنية بفيتامين د، ومضادات الأكسدة الطبيعية، ما يعزز من عمل الجهاز المناعي ومقاومة العدوى والالتهابات. وهناك بعض المعتقدات الخاطئة حول بعض أنواع الأطعمة أنها تزيد من التهاب المفاصل، لكنها على العكس من ذلك وهي: الفواكه الحمضية: يعتقد البعض أنها تزيد من التهاب المفاصل، ولكنها تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، ولكن عصير الجريب فروت يتعارض مع بعض الأدوية لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناوله. تجنب الألبان: هناك ادعاءات بضرورة تجنب الألبان للمساعدة في تقليل التهاب المفاصل وهشاشة العظام، ولكن منتجات الألبان تحتوي على الكالسيوم بنسبة كبيرة، لذلك ينصح الأطباء بتناول اللبن خالي الدسم لتقليل نسبة الكوليسترول. الخضروات النشوية: تحتوي الطماطم والبطاطس والباذنجان والفلفل على مركب “سولانين” الكيميائي، ويعتقد البعض أن هذه الخضروات تسبب التهاب المفاصل، ولكن مؤسسة التهاب المفاصل الأميركية تقول إنه لا يوجد دليل علمي على ذلك. خضروات الكرنب والسبانخ والسلق تعتبر من الخضروات الداكنة الغنية بفيتامين د، ومضادات الأكسدة الطبيعية وعلى الرغم من أن الخبراء لم يوصوا باتباع نظام غذائي معين للأشخاص المصابين بالفُصال العظمي، إلا أن اختيار الأطعمة الصحية يساعد في الحفاظ على وزن صحي. ويعتبر هذا أمرًا مهمًا للأشخاص المصابين بالفُصال العظمي، حيث يشكل الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على المفاصل، وبالأخص الركبتين والوركين. وهناك أدلة على أن النظام الغذائي المتوسطي يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ويعتبر فعالاً في تعزيز فقدان الوزن، وكلاهما جوانب هامة للعلاج الفعال للفُصال العظمي. وفي دراسة قارنت بين علاقة النظام الغذائي والصحة بين الرجال في سبع دول، تبين أن الرجال في المناطق المطلة على البحر المتوسط جنوب أوروبا أقل عرضة بشكل كبير لخطر الموت بسبب أمراض القلب من الرجال في الولايات المتحدة أو شمال أوروبا. ويقوم النظام الغذائي المتوسطي على استهلاك كميات كبيرة من زيت الزيتون، الذي يحتوي دهونا غير مشبعة أحادية التي لا ترفع الكوليسترول كما يحدث مع الدهون المشبعة، وكميات كبيرة من الفاكهة، والخضروات، والخبز، وغيرها من الحبوب، والبطاطا، والفاصوليا، والمكسرات، والبذور، واستهلاك منخفض إلى متوسط لمنتجات الألبان، والأسماك، والدواجن وانخفاض استهلاك اللحوم الحمراء، والبيض بأربعة أضعاف أسبوعيًا، والنبيذ بكميات منخفضة إلى متوسطة. التهاب المفاصل العظمي قد يكون مرضا وراثيا، وبعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة له نتيجة جينات معينة وتوصلت دراسة حديثة إلى أن التهاب المفاصل العظمي قد يكون مرضا وراثيا، وأن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة له نتيجة جينات معينة. وكان يعتقد أن التهاب المفاصل هو مرض ناجم عن التقدم في العمر أو التعرض لإصابة ويحدث نتيجة ضعف العضلات وتآكل المفاصل ببطء بمرور الوقت. وأجرى الدراسة علماء في معهد ويلكوم سانجر وجامعة شيفيلد في بريطانيا، ونشرت في دورية نيتشر جينيتكس. ووجد الباحثون أن هناك تسعة جينات مرتبطة بالتهاب المفاصل، مما يشير إلى أن بعض الناس يكونون أكثر عرضة للإصابة أكثر من غيرهم. وقالت إليني زينجيني وهي المؤلفة الأولى من جامعة شيفيلد “هذه النتائج هي خطوة مهمة نحو فهم الأسباب الجينية لالتهاب المفاصل العظمي وتقريبنا من الكشف عن الآليات الكامنة وراء المرض”. وأضافت أن هذا قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة للمرض. وينقسم التهاب المفاصل إلى عدة أنواع ويعتبر التهاب المفاصل التنكسي أكثرها انتشاراً، وهو مرض مزمن يصيب المفاصل نتيجة تآكل وضعف الغضاريف التي تحمي المفاصل مما يؤدي إلى احتكاكها ببعضها البعض. وتعتبر مفاصل اليدين والركبتين والوركين والعمود الفقري من أكثر المفاصل تأثراً، ولكن يؤثر المرض أيضاً على باقي مفاصل الجسم. ويؤدي التهاب المفاصل التنكسي إلى أعراض عديدة مثل ألم المفاصل وتصلبها وفقدانها لمرونتها. وقد يصاب الأشخاص من مختلف الأعمار بهذا المرض، لكنه ينتشر بشكل كبير بين كبار السن.
مشاركة :