تشارك منطقة تبوك، زوار مهرجان الوليمة للطعام السعودي، في نسخته الثالثة، موروثها من المنتجات والأطباق والوصفات التقليدية التي تشتهر بها، لا سيما فترة الشتاء، حيث تعد مصدرًا مهمًا للقيمة الغذائية التي تمدُّ أهلها بالطاقة والدفء على حد سواء. ويقول صاحب مطعم (تيليا)؛ وهي علامة تجارية تُقدِّم الأكل السعودي بطريقة مختلفة: "إن جناح تبوك يقدم أطباق الأرز والجريش على طريقته الخاصة، وفيما يستقبل صفاً طويلاً من ضيوف الجناح ويوزع عليهم أطباق الجريش الساخن، يعدد أصناف ومكونات الوجبة ويعرف بتفاصيلها". بدورها، تُعدُّ الطاهية نعمة أم عبدالله، أطباق المنسف في منطقة الطهي الحي في جناح مدينة تبوك؛ والمنسف هو ثريد لحم الضان ولبن وخبز القمح البلدي أو الأرز، حيث تشير إلى أن المنسف وجبة غير معروفة بشكل كافٍ لدى أغلب مناطق المملكة، ومع توافد زوار مهرجان الوليمة، تكون الفرصة ثمينة للتعرف إلى تنوع وغنى وتجارب المطبخ السعودي، فالكثير يتناوله للمرة الأولى، وقد استطابه وفطن لمذاقه وتطلع لمعرفة تفاصيل بشأنه. وأضافت: "كنت سعيدة وأنا أقف لساعات طويلة أتحدث مع الكثير من الطاهيات السعوديات، والمتطلعات لتطوير مهاراتهن في إعداد وتحضير مختلف الأصناف في المطبخ السعودي، منوهةً بأن هذا المهرجان هو خارطة حيّة للذائقة الوطنية من خلال مناطق تفاعلية بمثابة حوار بين ثقافات الأكل والمطابخ والوجبات". ويلتقي طبق المنسف مع ثقافات المطبخ العربي في دول مختلفة، ويعدّ أشهر وجبات الأردن، ويمتد انتشاره ليشمل منطقة بادية الشام الواقعة بين العراق والأردن وجنوبي سوريا، وهو الطبق الوطني في الأردن، ويطبخ بمختلف المناسبات، وله شعبية في مناطق مختلفة شمال المملكة العربية السعودية. كما يستمتع الزائر إلى مهرجان الوليمة، بفرصة تقريب المسافات، والتعرف إلى أصناف المأكولات التي تتفاوت في طرائقها ومكوناتها بين منطقة وأخرى، ويجعلها رابطًا واحدًا؛ هي حدود المملكة وتنافسها على إكرام الضيف وحسن الوفادة. يذكر أن هيئة فنون الطهي قد مددت فترة إقامة المهرجان أسبوعًا إضافيًا تنتهي يوم السبت المقبل، مستهدفةً إبراز جهود المملكة في الاهتمام بالطعام بوصفه أحد الموروثات الوطنية الأصيلة، إلى جانب تشجيع شباب وفتيات الوطن ممن يملكون اهتمامًا بمجال الأطعمة لتحويل هواياتهم في هذا المجال إلى فرص عمل ومشاريع تجارية مربحة. يشار إلى أن مهرجان "الوليمة" للطعام السعودي، هو الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ويسعى للتعريف بثقافة وتراث الأطعمة السعودية محليًا وعالميًا، وتقديم المملكة بوصفها وجهة عالمية لعشاق الطهي، فضلًا عن فتح المجال لصناعة واعدة تتسم بالتطور والاستدامة التنموية.
مشاركة :