تتنوع ثقافات الطعام في المملكة بتنوع مناطقها الثلاث عشرة، وثراء مواردها الطبيعية؛ حيث تعد منطقة الرياض من المناطق التي تتعدد أكلاتها التقليدية الأصيلة بتعدد محافظاتها ومراكزها، إلا أنها تبقى رمزاً أصيلاً للضيافة إلى جانب تذوق الزائر، واستمتاعه بتناول تلك الوجبات الأصيلة.وخصص مهرجان الوليمة للطعام السعودي؛ الذي تنظمه هيئة فنون الطهي، جناحًا خاصًا لمنطقة الرياض لعرض الأصناف المتعددة من الأطعمة التي تشتهر بها، فضلاً عن العديد من المنتجات الطبيعية والحرف اليدوية التي تتميز بها، حيث برع أبناؤها وبناتها في ترسيخ استدامتها ونقلها جيلاً بعد جيل. يشار إلى أن هيئة فنون الطهي قد مددت فترة إقامة المهرجان أسبوعًا إضافيًا تنتهي يوم السبت الموافق 9 ديسمبر، مستهدفةً إبراز جهود المملكة في الاهتمام بالطعام بوصفه أحد الموروثات الوطنية الأصيلة، إلى جانب تشجيع شباب وفتيات الوطن ممن يملكون اهتمامًا بمجال الأطعمة لتحويل هواياتهم في هذا المجال إلى فرص عمل ومشاريع تجارية مربحة.ومن الأكلات المشهورة التي تتميز بها منطقة الرياض، القرصان، والجريش، والثريد المطازيز، فضلًا عن المراصيع، والحنيني، والهريس الذي يعد من الأطباق المعروفة، خصوصًا في شهر رمضان، وهو عبارة عن القمح الخشن، واللحوم المضاف إليها الزبدة، حيث يتم نقعه قبل يوم من طبخه، ثم خلط جميع المكونات جيدًا، كما يمكن صنع الهريس من لحم الضأن أو الدجاج، مع تتبيله بالعديد من البهارات؛ منها الهيل والقرفة، والكمون، والفلفل الحار، والكركم.أما طبق القرصان الذي يصنف كواحد من أشهر الاكلات النجدية على المائدة السعودية، وسهلة الإعداد، حيث يتكون من قطع اللحم مضاف إليها البهارات والملح والخضراوات الطازجة، كما أنها مليئة بالعناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات التي يحتاجها جسم الإنسان.ويعد طبق الجريش من الأكلات المشهورة ليس بمنطقة الرياض بحسب بل على مستوى دول الخليج، نظرًا لسهولة تحضيره المكون بشكل أساسي من الأرز واللبن والبهارات التي تضيف لها النكهة المميزة، فيما يتم تحضير طبق المراصيع من الدقيق الأسمر أو الأسود، بحيث يتم عجن الدقيق الأسود مع الماء الدافئ والخميرة والملح، ومن ثم يوضع على النار أو الصاج حتى ينضج. ويعتبر طبق المرقوق كذلك من الأطباق سهلة التحضير، إذ يتكون بشكل أساسي من الدقيق الأسمر ومجموعة من الخضراوات كالباذنجان والكوسا والليمون الأسود. بينما يعد الحنيني من الحلويات التقليدية في شهر رمضان على وجه الخصوص، حيث تتكون من التمر والطحين والزبدة مع الهيل والزعفران، فمن خلال هذه المكونات سيحصل الجسم على حاجته من الطاقة من اليومية التي فقدها أثناء الصيام.يشار إلى أن مهرجان (الوليمة) للطعام السعودي، هو الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ويسعى للتعريف بثقافة وتراث الأطعمة السعودية محليًا وعالميًا، وتقديم المملكة بوصفها وجهة عالمية لعشاق الطهي، فضلًا عن فتح المجال لصناعة واعدة تتسم بالتطور والاستدامة التنموية.