مقالة خاصة: الأطباء المصريون بكامل طاقتهم لعلاج أطفال غزة المبتسرين

  • 12/4/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحول مستشفى العاصمة الإدارية، الواقع على بعد 45 كيلو متراً شرق العاصمة المصرية القاهرة، إلى خلية نحل يعمل فيها طاقم طبي على مدار الساعة لعلاج الأطفال المبتسرين الذين تم اجلائهم من قطاع غزة الذي مزقته الحرب. بدأت القصة في 11 نوفمبر الماضي، عندما جذبت صور متداولة عبر الإنترنت انتباه العالم، والتي تُظهر أطفالاً حديثي الولادة ملفوفين في بطانيات خضراء مستلقين جنباً إلى جنب على نقالة بعد أن أصيب مستشفى الشفاء وهو المستشفى الأكبر في غزة بالشلل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي والمياه والأكسجين، تاركة حياة 39 طفلاً مبتسرين معرضة لخطر الموت. وفي 20 نوفمبر، تم نقل 28 طفلاً إلى مصر عبر معبر رفح، وهو نقطة الإتصال الوحيدة بين مصر والقطاع المحاصر. وقال محمد زايد مدير عام مستشفى العاصمة الإدارية إنه "بناء على تعليمات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تم رفع درجة الطوارئ في عدد من المستشفيات المصرية بما في ذلك مستشفى العاصمة الإدارية". وأضاف زايد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المستشفى المجهز بأحدث المعدات استقبل 16 طفلا حديث الولادة وتم وضعهم على الفور في حضانات الطوارئ، مضيفا أن الأطفال كانوا يعانون من مشاكل صحية منها تسمم الدم والجفاف وفقر الدم الحاد، وهي أعراض تتطلب تدخلاً سريعاً. وأضاف الطبيب أن ثمانية أطفال خرجوا من حضانات الطوارئ في حالة جيدة وتم نقلهم لغرف المتابعة لإطعامهم ومراقبة وظائفهم الحيوية، متوقعا خروجهم من المستشفى قريباً جداً. وبحسب أسامة الخولي إستشاري الأطفال بالمستشفى فإنه "فور فرز الأطفال المبتسرين عند استقابلهم بالمستشفى، تم تطبيق بروتوكول علاج دولي على جميع الأطفال حديثي الولادة". وما يزال سبعة أطفال حديثي الولادة يخضعون للعلاج داخل حضانات الطوارئ، ويتلقى طفل رضيع العلاج في حضانات العزل لأنه جاء إلى مصر في حالة حرجة بعد بتر إحدى ساقيه وكان يعاني من تلوث بكتيري بالدم. كان فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى بمثابة بوابة أمل لأطفال آخرين مثل أحمد شبات، البالغ من العمر ثلاث سنوات الذي أصيب بصدمة نفسية جراء تعرضه لثلاث عمليات قصف إسرائيلية قتلت عائلته وتسببت في بتر ساقيه. جاء شبات إلى مصر مع عمه إبراهيم أبو عمشة للعلاج في مستشفى العاصمة الإدارية. "تعرض شبات لغارات متكررة في غزة، واحدة في بيت حانون أدت إلى مقتل والده وأمه وشقيقه، والثانية في الشيخ رضوان أدت إلى إصابته بجروح طفيفة،" وفقاً لخالة الذي أضاف أن القصف الثالث على ملجأ في مخيم النصيرات أدى إلى بتر ساقيه. واستطرد أبو عمشة "لم يتم تنظيف جرح الطفل لمدة ثلاثة أيام التي تلت إجراء عملية جراحية له في أحد مستشفيات غزة، وفقد الكثير من الدماء"، واصفاً الوضع داخل مستشفيات غزة بالمأساوي نظراً لعدم توفر أساسيات العلاج مثل مسكنات الألم والمحاليل. وقال خال الطفل المصاب "حالته الصحية الآن مستقرة بفضل الفريق المصري الذي لم يتواني لحظة عن تقديم كافة أوجه الرعاية اللازمة، لكنه ما يزال خائفا ويعاني من بعض المشاكل النفسية"، متمنيا أن يتمكن الطفل من العيش في مصر للتعافي من صدمة الحرب. وقال أيمن ولاش مدير المركز الصحفي لوسائل الإعلام الأجنبية التابع للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، يوم الخميس، في مدينة رفح إن مصر استقبلت في الفترة من 1 إلى 29 نوفمبر الماضي 389 جريحاً برفقة 328 من أفراد أسرهم. وانهارت يوم الجمعة الهدنة الإنسانية الهشة التي استمرت سبعة أيام بين إسرائيل وحماس. وأعلن المكتب الإعلامي الفلسطيني في معبر رفح الجمعة أن استئناف إسرائيل لهجماتها على قطاع غزة أدى إلى توقف دخول المساعدات الإنسانية من مصر. وسلط مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأحد الضوء على المخاوف بشأن الفئات المعرضة للخطر، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والحوامل والأمهات المرضعات والمصابين وضعاف المناعة.

مشاركة :