تسبب توقيف مدير جامعة «سيانس بو باريس» الفرنسية، ماتياس فيشرا، على ذمة التحقيق في قضية عنف منزلي، في فضيحة مدوية في فرنسا، حيث يعد أحد زملاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقربين. وأفاد مصدر مطلع على القضية وكذلك النيابة العامة في باريس بأن فيشرا (45 عاما) وشريكة حياته أوقفا على ذمة التحقيق في العاصمة مساء الأحد الماضي، بعدما اتهم كل منهما الآخر بالعنف المنزلي. وأوضحت النيابة العامة أنهما أخلي سبيلهما في وقت متأخر من بعد ظهر الاثنين.. وفقا لـ»العربية نت». وأشارت النيابة العامة إلى أن «الوحدة الطبية القضائية لم تجد أن أيا منهما يعاني عجزا كليا عن العمل، ولم يرغب أي منهما في رفع دعوى في هذه المرحلة»، موضحة أن «التحقيق الأولي مستمر». وعلقت الجامعة على الخبر في رسالة تلقتها منها وكالة فرانس برس وجاء فيها أن «سيانس بو علمت من خلال الصحافة بالأنباء المتعلقة بمديرها ماتياس فيشرا، وبما أنها مسألة خاصة تماما، ليس لديها في هذه المرحلة أي تفاصيل أو تعليقات». وتضم «سيانس بو باريس» نحو 15 ألف طالب نصفهم من الأجانب، ويمثل الحاصلون على منح دراسية 25 في المئة منهم، وتعددت في السنوات العشر الأخيرة الفضائح والنكسات المتعلقة بمسؤولي «سيانس بو باريس»، لكنها لم تؤثر سلبا حتى الآن على المكانة الأكاديمية لهذه الجامعة التي توصف بـأنها «مصنع» النخب الفرنسية. وتولى فيشرا منصب مدير الجامعة في نوفمبر 2021 خلفا لفريديريك ميون الذي أجبر على الاستقالة في فبراير من ذلك العام لتعتيمه على شبهات سفاح القربى التي طالت الباحث في العلوم السياسية أوليفييه دوياميل. وكان دوياميل آنذاك رئيسا للمؤسسة الوطنية للعلوم السياسية التي تتمتع بسلطة الوصاية على «سيانس بو باريس». وفي أعقاب هذه الفضيحة، ظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي في البداية، حركة تكشف حالات عنف جنسي في معاهد الدراسات السياسية. وعين فريديريك ميون على رأس «سيانس لو باريس» بعد الوفاة العرضية في غرفة فندق في نيويورك لريشار ديكوان، أحد أبرز مديري الجامعة، إذ تولى المنصب من 1996 إلى 2012 ونجح خلال هذه الفترة في إجراء عملية تحديث عميق للمؤسسة التي تأسست عام 1872، لكن تقريرا لديوان المحاسبة عن الإدارة المالية للجامعة حجب ما تحقق خلال ولاية ديكوان مما تسبب في أزمة حوكمة أولى. وكان فيشرا الذي تخرج في «سيانس بو» عام 2000، زميلا للرئيس إيمانويل ماكرون في المدرسة الوطنية للإدارة.
مشاركة :