يرى مالك ملحم رئيس مجلس الأعمال الفلسطيني في دبي والإمارات الشمالية أن دولة الإمارات من خلال استراتيجيتها المتمثلة في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على قطاع النفط وتخفيض مساهمته في إجمالي الناتج المحلي، نجحت في تجنيب الدولة العواقب السلبية المترتبة على تراجع أسعار النفط، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى الرؤية الثاقبة التي تمتلكها القيادة الحكيمة في رسم أفضل الخطط لبناء مستقبل أفضل لقطاع المال والأعمال وضمان تحقيق أفضل مستويات العيش للمواطنين والوافدين. وقال ملحم في حوار مع الخليج، إن مجلس الأعمال الفلسطيني يسعى جاهداً لتحقيق أقصى درجات التعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال الفلسطينيين والشركات الإماراتية، حيث يجري العمل الآن بالتعاون مع جهات استشارية وشركات استثمارية ذات قدرة مالية على الإعداد للإعلان عن مشاريع يمكن للشركات الإماراتية المشاركة فيها. وفي ما يلي نص الحوار: * ما هو تقييمك لتطور الوضع الاقتصادي في الإمارات؟ نجحت الإمارات في استراتيجية تنويع الاقتصاد فباتت السياحة والصناعة والاستثمار أسساً هامة يعتمد عليها الاقتصاد في الإمارات، وأثبتت الأيام صحة الرؤية والتوجه لدى القيادة في الدولة حيث باتت الإمارات قادرة على التعامل مع أي أزمة أو أي انخفاض في مستوى الدخل من خلال تنويعها لمصادر الدخل وتنويعها لمصادر الدولة ومشاركتها الفاعلة في عدة مشاريع في العالم من خلال الأذرع الاستثمارية للدولة دليل آخر على عمق الرؤية التي تقف خلف هذه النجاحات، وخاصة مع تراجع أسعار النفط التي أثرت بشكل جلي على اقتصادات العديد من البلدان التي تعتمد بشكل أساسي على قطاع النفط إلا أن الدولة استطاعت تجنب ذلك عبر استراتيجية التنويع التي تبنتها في السنوات الماضية. الاقتصاد الإماراتي يتطور بشكل طبيعي وثابت ومدروس معتمدا على عدة قطاعات شاملة للتصنيع والطيران والسياحة بالإضافة إلى قطاع النفط. وفي الحقيقة إذا أردنا ان نتحدث عن الاقتصاد فلا يمكن أن نمر مرور الكرام بدون الإشارة إلى أن نجاح دولة الإمارات في الفوز باستضافة اكسبو تعبير حقيقي عن أن الاقتصاد يتطور بظل هذه القيادة الحكيمة. * برأيكم، أين تكمن الفرص الاستثمارية في الإمارات ؟ والى أين تدعو شركاتكم من الدولة الأم للاستثمار في الإمارات؟ نحن نؤمن بأن الاستثمار في الإمارات هو استثمار آمن وذو جدوى اقتصادية وكذلك نؤمن بالتخصص ولهذا فإننا نرى أن الاستثمار الأصح هو الاستثمار في مجال الخبرة والعمل، فلو فرضنا أن هناك مختصاً في قطاع تقنية المعلومات أو أن هناك شركة فلسطينية في قطاع تقنية المعلومات فيكون النتيجة الطبيعية ان يكون الاستثمار في قطاع تقنية المعلومات. بشكل عام الاستثمار في الإمارات هو فرصة لرجال الأعمال. وشخصياً، ومن خلال خبرتي مؤمن بأن الاستثمار في قطاع الاختصاص أساس للنجاح يمكن البناء عليه لتعزيز الاستثمار في قطاعات ذات جدوى اقتصادية. وبشكل عام فإن قطاع الخدمات الصحية والتعليم وتقنية المعلومات والحلول التكنولوجية المتقدمة هو فرصة حقيقية لرجال الأعمال. * هل هنالك مشاريع تعتزم الشركات الإماراتية تنفيذها؟ الشركات الإماراتية صاحبة تجربة مميزة ووصل الاستثمار من قبل الشركات الإماراتية إلى دول لا يمكن حصرها وحتماً سيكون هناك دوماً اهتمام في تنفيذ مشاريع في فلسطين. ويجري العمل الآن بالتعاون مع جهات استشارية وشركات استثمارية ذات قدرة مالية على الإعداد للإعلان عن مشاريع يمكن للشركات الإماراتية المشاركة فيها وهذا واجبنا كمجلس أعمال بالتعاون مع جهات الاختصاص وسنسعى دوما لنكون أساساً لتسهيل مهمة الشركات الإماراتية في فلسطين والعكس صحيح. نود الإشارة كمثال إلى أن الاستثمار في قطاع التعليم بالقدس له أهمية خاصه باعتبار حاجة شعبنا إلى هذه الخدمة هناك بالإضافة إلى قطاع السياحة والفنادق وهو بكل صدق ممكن ومربح وإن كان يبدو للبعض أنه صعب. نؤكد أننا على استعداد للتعاون مع كل الشركات الإماراتية لتنفيذ مشاريع في الإمارات وسنكون كرجال أعمال أمامهم ومعهم من حيث الدور والمبلغ الذي سنشارك به، فمن المعلوم ان هناك الآلاف من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين على استعداد للتعاون في هذا المجال. * ما هي القطاعات التي تغطيها شركاتكم في الإمارات؟ مجلس الأعمال الفلسطيني يحتضن مجموعة كبيرة من الشركات التي تمثل قصة نجاح في عدة مجالات منها قطاعات: الهندسة وتقنية المعلومات والتوظيف والاستثمار في عدة مجالات. بالإضافة إلى وجود كفاءات مميزة في قطاعات الخدمات المصرفية والهندسة وكلنا ثقة بأن مجلس العمل هو المكان الصحيح لاستثمار هذه الكفاءات من خلال تعزيز دورها ونجاحاتها في دولة الخير والعطاء وفي إمارة النجاح. ونؤكد أننا على استعداد لفتح أبوابنا دوماً لكل الكفاءات في كل المجالات من خلال عمل لجان متخصصة لكل قطاع مسؤولة عن توفير الدراسات الداعمة للقطاع المذكور وتسهيل أعمال المنتسبين له في كل المجالات. الاستثمارات المشتركة * كم يبلغ حجم الاستثمارات الفلسطينية في الإمارات؟ وماذا عن الاستثمارات الإماراتية في فلسطين؟ لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الشركات الفلسطينية في دولة الإمارات وسيكون هذا الإحصاء صعباً نتيجة تعدد الجنسيات التي يحملها الفلسطيني بحكم الشتات وكنتيجة للاحتلال ومع ذلك لدينا الرغبة الجادة في الوصول إلى رقم يمكن لنا ان نبني عليه أي دراسات مستقبلية. أما بخصوص الاستثمارات الإماراتية في فلسطين فلا نعلم بالضبط كم تبلغ باعتبار ان هذا الأمر يتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية وهيئة الاستثمار الفلسطيني، ولكننا نعمل بجد على زيادتها بكل الطرق سواء بالاستثمار في مجال العقارات والبنية التحتية بالإضافة إلى المجال الحيوي والهام المتمثل بالزراعة والصناعة، وبهذه المناسبة فإننا نؤكد أننا كمجلس عمل فلسطيني سندعم مؤتمر مال وأعمال المزمع عقده في دبي ليكون فرصة لرجل الأعمال الإماراتي ليطلع على فرص الاستثمار في فلسطين والعكس صحيح، حيث إن هذا التواصل بين رجال الأعمال من أهم ما نؤمن به. بالنسبة لي أنا من المؤمنين بأن الاستثمار في فلسطين هو استثمار مجدٍ ولي تجربة شخصية في ذلك ونحن على استعداد لتقديم أي مساعدة للنجاح في هذا المجال. التسهيلات يقول مالك ملحم إن مجلس الأعمال الفلسطيني في دبي والإمارات الشمالية يعمل تحت مظلة غرفة دبي للتجارة والصناعة ويحظى المجلس بالعديد من التسهيلات التي تتعلق بعمله من خلال ذلك فهو يحظى بحق العمل بموجب القانون من حيث ان يكون ملتقى لرجال الأعمال الفلسطينيين ومظلة لنشاطهم الساعي إلى تعزيز نشاط رجال الأعمال الفلسطينيين في الدولة هنا، وكذلك بتسهيل رغبة أي رجل أعمال إماراتي للعمل في فلسطين، حيث إن هناك العديد من المشاريع التي من الممكن ان تكون ناجحة ومفيدة ومجزية مادياً كذلك. ويشار هنا إلى الدعم الذي نتلقاه من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية الممثلة في سفارة فلسطين هنا وعلى رأسها السفير عصام مصالحة حيث إن هذا الدعم المعنوي جعلنا قادرين على توفير برنامج خاص لتسهيل الإجراءات الخاصة برجال الأعمال شاملاً معاملتهم الرسمية وزيارتهم للوطن. قطاع العقارات آمن يعتبر مالك ملحم أن القطاع العقاري آمن ومميز ومن يظن أن قطاع العقارات يعني فقط الربح السريع فهو لا يعي طبيعة الدولة واقتصادها ونحن نؤمن بأن قطاع العقارات مؤشر اقتصادي هام في ظل أن الإمارات أصبحت وجهة التوظيف ومكاناً هاماً لاستقطاب الكفاءات والعقول، وجميعهم بحاجة للسكن وبالتالي هذا قطاع ناجح وندعم الاستثمار فيه.
مشاركة :