«بازار».. حلم يتكسر على صخرة الواقع

  • 3/26/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عرضت، مساء أمس الأول، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، مسرحية بازار من تأليف وإخراج محمد صالح، لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، مثّل فيها كل من علي القحطاني وسعيد السعدي وحمدان الهنداسي، ونوال، وراشد النقبي، وعلي عبيد، وسرور الحار، ومحمد سالم، ويوسف الشاعر، وهي من المسرحيات التي تعرض خارج المسابقة. تحكي المسرحية عن حلم جميل للشابة شامة التي تنتظر تحقق ذلك الحلم وتحوله إلى حقيقة، لتعيش حياة هانئة وجميلة مع زوجها المنتظر، لكنّ حبيب القلب يحلم حلماً مزعجاً يربكها عندما يرويه لها، ومع ذلك تبقى قابضة على حلمها الجميل وتنتظره أن يصبح واقعاً. تفتح الستارة على مجموعة تقبض على أسلحتها، وكأنهم ينتظرون حدثاً أو خطباً جللاً، وأصوات عالية وموسيقى، وحديث هنا وهناك، فالمشكلة في العطش والماء والطوي، وهل هو لهم وكيف يمكن الوصول إليه؟ ويبحثون عن شاب مشرد، هو الوحيد في الحي الذي يعرف مكان (الطوي) البئر، ويمكن أن يدلهم عليها، ويعرف من الذي حفرها، وعندما يعثرون عليها يصبح أملهم الوحيد في الخروج من أزمتهم، وانتهاء معاناتهم، ويحاولون أن يعرفوا منه أين هو موقع البئر، ومن الذي يملكه؟ ويضعون فيه كل ثقتهم، فهو منقذهم من حال العطش التي تكاد تفتك بهم وبأطفالهم وعائلاتهم، ووعدهم بأنه سيقودهم إلى البئر، وهم صدقوا ذلك على الرغم من العصبية والتوتر التي سادت لدى غالبيتهم، وعلى الرغم من بغضهم له، ومعرفتهم بأنه إنسان دنيء فاشل لا يأتي من ورائه خير، لكنها الحاجة، وكان المشرد يخطط لأمر آخر، فقد خدعهم جميعاً واغتصب شامة الجميلة الحالمة، فانكسرت، وبدا وكأن الحياة أصبحت عندها بلا معنى أو جدوى وبلا طعم أو قيمة، أما خطيبها أو حبيبها الذي كان ينتظر مثلها يوم زفافهما، فأصيب بحالة من القهر والألم، وعبثاً حاول أن يفهم كيف استطاع ذلك الفاشل الخليع أن يخدعهم. كبير القوم يريد أن يستر عليها ويبدي رغبته واستعداده للزواج منها، هكذا فكر بحل المشكلة، ورأى أن من مسؤوليته أن يفعل ذلك، لكن رجال الحي يرفضون ذلك ويقررون أنها ينبغي أن تموت، ليذهب معها عارها، ينتهي الأمر، حيث تفقد شامة حياتها وحلمها قهراً وتموت، ويحاول حبيبها أن يقف في وجه ذلك القرار، لكنه فتى صغير لا حيلة له، ولا يستطيع أن يقف في وجه رجال الحي بأسرهم. وبعدها تظهر شخصية غامضة تسمى الأسود فيتحلق حوله الرجال، ويدعي أنه هو صاحب البئر، وأنه لا يمكن لأحد أن يأخذ منها شربة ماء إلّا بإذنه، فيصدقونه ويضعفون أمامه ويتوهمون بأنه المنقذ لهم من ذلك العطش، وهو من سيعيد إليهم الطوي والماء، وكأنهم يكررون نفس الخطأ، وبسهولة يصدقون كل من يقول لهم أي شيء عن الطوي، ويبدؤون في التودد له والخضوع، لكي يتكرم عليهم بشربة ماء تروي ظمأهم، وعلى هذا تنتهي المسرحية. تحاول المسرحية أن تقول إن من الخطأ أن يسلم الناس قيادتهم للغرباء والمحتلين والمتسلقين الذين يستغلون حاجتهم وضعفهم، ويعدونهم وعوداً كاذبة، وعليهم أن يكونوا حذرين تجاههم، فمثل هؤلاء لا يأتي من ورائهم خير، لكن العرض عانى من اضطراب في البناء، وأدخل قضية في قضية، عندما أقحم قضية الشرف بالنسبة للمجتمع في مشكلة البحث عن الماء، وهو إقحام لا مبرر له، وعلى مستوى السينوغرافيا كان هناك اضطراب كبير، لم تتبين معه دلالات اختيارات المخرج بالنسبة للإضاءة والموسيقى والديكور.

مشاركة :