مسرح القراءة.. نحو فهم مختلف لاكتشاف جماليات النص

  • 3/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كثيراً ما ينظر إلى النص المسرحي، باعتباره نصاً كُتب ليعرض على الخشبة فقط، ويجري تهميش البعد الأدبي المتعلق بهذا النص، وما يحمله من جماليات فنية عالية، تشدّ القارئ وتجعله يسرح في عوالم المسرحية وشخوصها وحكاياتهم، وقدرة اللغة المكتوبة والمنطوقة على التجريد والتكثيف واحتواء الاستعارات تحقيقاً للوظيفة الجمالية البلاغية. ومع أن النص المسرحي مقدر له أن يكون ماثلاً على الخشبة، إلا أن النص الجيد هو الذي يستطيع الجمع بين الغايتين أو الوظيفتين، ويحقق متعة للمتلقي على مستوى القراءة والتمثيل معاً. ومن باب استعادة البعد الأدبي للنص، والدعوة للاهتمام به وتكريس تقليد قراءته، نظمت الأيام أمس الأول في فندق الهوليدي انترناشيونال، أمسية بعنوان مسرح القراءة: نصوص وأصوات، شارك فيها المبدعون: سلمى مختاري من المغرب، وإبراهيم سالم من الإمارات، ورائد دالاتي من سورية، وقدم الأمسية عصام أبو القاسم. وأشار أبو القاسم إلى أنه على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية جرى إعداد هذه النصوص، حيث قام كل من الممثلين الثلاثة بالاشتغال على نص مسرحي من اختياره لتقديمه وقراءته على الجمهور، دون أن يقتصر الأمر على القراءة فقط، وإنما مضيفين إليه عنصر الأداء الصوتي، الذي يضفي إيقاعاً خاصاً للنص المقروء واللمسة الجمالية التي ينتظرها المتلقي. قدّم كل من إبراهيم سالم ورائد دالاتي، أداء مشتركاً لنص اللحاد من تأليف الكاتب السوري عبد الفتاح رواس قلعجي، وهو من مواليد حلب 1938 مسرحي وقاص وشاعر، ترجم وقدّم الدراسات الفكرية والموسوعية، ومن أهم أعماله المسرحية: ثلاث صرخات، السيد، طفل زائد عن الحاجة، باب الفرج، اللحاد. يتناول نص اللحاد - من خلال بعد فلسفي، وصياغة يطغى فيها النفس الشعري - العلاقة بين رسام وحفار قبور، في محاولة لرسم ملامح العلاقة بين الفن والموت من منظورها الحياتي، حيث يستعيد الاثنان عبر حوارهما داخل المقبرة، الكثير من الإرهاصات والأكاذيب التي يعيشها الإنسان، والأقنعة التي يرتديها في محاولة لا واعية للهرب من حقيقة أفعاله. وقدمت سلمى مختاري نصاً بعنوان شجرٌ مُرّ، وهو نص مقتبسٌ من مذكرات كتبت عن معتقلين في المغرب، ويتحدث عن الحياة المُرة التي عاشها سجناء من النساء والرجال في أماكن سرية مجهولة، في فترة الستينات والثمانينات من القرن العشرين في المغرب. ومن داخل السجن، تنطلق الحقائق الضخمة على لسان السجينة، لكي يتحول الحوار إلى نوع من الجنوح، تمر من خلاله موضوعات متعددة مليئة بالصور، والأماكن، والمشاعر، والأفكار.

مشاركة :