علماء يكشفون أثر بذور الكتان في الوقاية من سرطان الثدي

  • 12/8/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس: الوكالات في بحث علمي جديد، وجد علماء كنديون أن بذور الكتان ومركبات الليغنان الموجودة فيها بكثرة قد تقي من الإصابة بسرطان الثدي. وكثيرًا ما يحذر الأطباء وخبراء التغذية من أن الأغذية المعالجة بشكل كبير وأن اتباع نظام غذائي غني باللحوم قد يسبب السرطان. لكن، في الوقت ذاته، بدأت البحوث تُظهر أن هناك أغذية يمكنها أيضًا أن تقينا شر هذا المرض. هذه البحوث تناولت بالأخص مرض سرطان الثدي، والذي يصيب سنويًا حوالي ربع مليون شخص ويؤدي إلى وفاة أكثر من 42 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. الإصابة بهذا المرض الخبيث لها عوامل بيئية ووراثية، لكن نمط الحياة والتغذية ممكن أن يكون لها أثر أيضا. وأظهرت دراسات سابقة وجود علاقة بين استهلاك مركب ليفي موجود في العديد من الأطعمة النباتية وانخفاض معدل الوفيات بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث. الحديث هنا يدور عن اللينغان، وهي مركبات كيميائية موجودة بشكل طبيعي في النباتات، وبالأخص في بذور الكتان. ولكن الأسس الجزيئية لهذه العلاقة لم تكن معروفة حتى الآن. في دراسة نشرت في مجلة Microbiology Spectrum، قد يكون علماء من جامعة تورنتو الكندية قد حلو هذا اللغز. فالرابط المفقود هنا هو الميكروبيوم المعوي. فأجسامنا مليئة بالبكتيريا التي تلعب دورًا جوهريا في صحتنا الجسدية والعقلية، وتعرف باسم الميكروبيوم، والذي يتركز بالأخص في الأمعاء. تتغذى هذه البكتيريا على الطعام الذي نتناوله وتساعدنا على هضم المركبات التي لا يمكننا تفكيكها بمفردنا. وهي بدورها تنتج مجموعة من جزيئات الجديدة ثبت أنها تؤدي دورًا في نظام جسمنا، بدءًا من شهيتنا وحتى صحتنا الذهنية. تعديل النظام الغذائي وتقول جينيفر أوشتونغ، الأستاذة المساعدة في قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة نبراسكا، لينكولن، والتي نسقت مراجعة ورقة البحث: “تلعب الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي دورًا مهمًا في تعديل العديد من مكونات نظامنا الغذائي للتأثير على صحة الإنسان”. ومن بين مهمات عدّة، يسهم الميكروبيوم في الأمعاء في هضم القشور الغذائية. لذا قام فريق تورونتو بالبحث في كيفية تأثير إضافة قشور بذور الكتان على الميكروبيوم لدى إناث الفئران صغيرة العمر، وكيف يمكن أن يرتبط ذلك بتطور سرطان الثدي. وعلى وجه التحديد، وجدوا أن القشور تبدو مرتبطة بنشاط جزيئات تنظيمية صغيرة تسمى miRNA. وتتابع الباحثة جينيفر أوشتونغ: “لقد وجدنا ارتباطات بين الأنظمة الغذائية الغنية ببذور الكتان، وتكوين الكائنات الحية الدقيقة في القولون، وأشكال جزيئات miRNA في الغدة الثديية التي تنظم العديد من المسارات، بما في ذلك تلك المرتبطة بتطور السرطان”. أفق جديد للعلاج والوقاية في الدراسة، تبين أن قشور بذور الكتان تغيّر العلاقة بين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء و microRNAs في الغدة الثديية، والتي تنظم الجينات المشاركة في نمو خلايا سرطان الثدي وهجرتها. “إذا تأكدت هذه النتائج، فإن الكائنات الحية الدقيقة تصبح هدفًا جديدًا للوقاية من سرطان الثدي بواسطة التدخل الغذائي”، حسب إيلينا كوميلي، الأستاذة في جامعة تورونتو، التي شاركت في كتابة البحث: هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه الآليات بشكل كامل. لكن هذه النتائج مشجعة وتفتح أفقا جديدا لعلاج السرطان والوقاية منه في المستقبل.

مشاركة :