ما كانت تحذر منه السعودية ودول الخليج من أن الربيع العربي الذي تحول إلى جحيم عربي أن هذا الجحيم سيأكل أطراف وأصابع أوروبا، وقد أعلن هذا الموقف صراحة الملك عبدالله يرحمه الله، وبالفعل انتقل الإرهاب إلى أوروبا وضرب بقوة في فرنسا وبلجيكا وحتى في أمريكا عبر أسلوب الذئاب المنفردة والخلايا الطرفية. الخطر القائم للاتحاد الأوروبي بقيت بريطانيا أو انفصلت، صوت شعبها على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج، الخطر الأهم للبريطانيين الأمن وتوقف سيل المهاجرين، في حين أن روسيا تزيد من أزمة اللاجئين، تقصف المدن السورية بالقنابل العنقودية، وإيران تدفع بالحشد الشعبي والمنظمات المتطرفة في سوريا والعراق واليمن، تعمل روسيا وإيران وحكومات العراق وسوريا على إغراق أوروبا والوطن العربي وتركيا باللاجئين، تهجير جماعي وقصري إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط لكسر فكرة الاتحاد الأوروبي الذي تراه روسيا كماشة يطبق على حدودها. المهاجرون يندفعون من ثلاثة محاور باتجاه غرب وشمال البحر المتوسط، فمحاور المهاجرين واللاجئين وبقع انطلاقتها هي: أولا: الوطن العربي، سوريا، العراق، ليبيا. ثانيا: القارة الإفريقية وسط وشرقي إفريقيا. ثالثا: شرق وجنوب آسيا، من أفغانستان وباكستان. بريطانيا داخل الاتحاد أو خارجه تخشى من المهاجرين واللاجئين، من المهاجرين الاقتصاديين الذي يأتون إلى بريطانيا بدافع الاقتصاد، ومن يأتي بدافع الإرهاب، ومن يأتي بدافع الجريمة العالمية الجنس والمخدرات وغسيل الأموال تحت مظلة اللاجئين مستفيدين من حرية التنقل داخل دول الاتحاد ثم الدخول إلى بريطانيا عبر التأشيرات من غير دول الاتحاد، كما تخشى بريطانيا وهي مخاوف أوروبا جميعها، تخشى من الاختلال في التركيبة السكانية لصالح الأصول غير الأوروبية، وأيضاً الانتشار غير المسيطر عليه، الانتشار الإسلامي واتساعه في المدن الأوروبية، هذه المخاوف قد تفكك الاتحاد الأوروبي الذي تعتقد دوله حتى لو تفككت أنظمة الاتحاد ستبقى الروابط الأمنية والبوليسية متينة. الربيع العربي الذي فشل الغرب في تقديره، وداعش والجماعات الإرهابية المنفردة، ثم روسيا وإيران والحرب السورية العراقية غيرت من البناء الاتحادي في أوروبا من العملة الموحدة والتنقل الحر والاقتصاد المفتوح لتتحول العناصر الإيجابية وتنقلب إلى عناصر سلبية تجبر الغرب على الانكفاء، وإغلاق حدوده وطلب التأشيرات والضمانات المالية، هذه الإجراءات ستنفذها أوروبا إذا استمرت موجات الهجرات البشرية.
مشاركة :