في مجلة 'ذي نايشن': إسرائيل تخسر الحرب في غزة

  • 12/11/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - أفاد الكاتبان توني كارسون ودانييل ليفي في مقال لهما نشر في مجلة "ذو نايشن" الاميركية إلى إن إسرائيل تقترب من خسارة المعركة التي تقودها ضد حماس في قطاع غزة مؤكدين أن الفصائل الفلسطينية مع قلة عديدها وعتادها أضحت قادرة على الوقوف ندا للند مع الدولة العربية التي تمتلك أسلحة متطورة وتحظى بدعم غربي كبير. ويقول الكاتبان ان "إسرائيل تواجه احتمال خسارتها الحرب ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية رغم حربها المدمرة وعدم امتلاك المسلحين أسلحة متطورة ودعم دولي واقليمي على غرار ما تمتلكه الدولة العبرية. ويحذران في التقرير من أن إسرائيل قد تخسر هذه الحرب على الفلسطينيين على الرغم من الهجمات الكثيفة على غزة والتي أدت لمقتل وجرح الالاف من الفلسطينيين بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويقولان ان كلا من حماس وإسرائيل تسعيان لفرض شروطهما ورؤيتهما ما سيؤدي الى تغيير سيكون الأبرز ربما منذ حرب 1948 مشددين على ان الوضع في المنطقة لا يمكن ان يعود كما كان قبل اندلاع الحرب. وتحدثا عن صدمة هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الاول خاصة قدرة الحركة على تحييد المنشآت العسكرية الإسرائيلية، وكسر بوابات أكبر سجن مفتوح في العالم وقتل نحو 1200 من الإسرائيليين واسر 240 اخرين. وذكر الهجوم وفق التقرير بهجوم تيت سنة 1968 والتي شنها المتمردون الفيتناميون ضد القواعد الأميركية والتي خلفت قتلى اميركيين لكن خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين وفي النهاية كان لها تثير كبير في الحرب التي انتهت بهزيمة واشنطن وانسحابها. ورغم الاختلاف بين الحالتين باعتبار ان عملية تيت كانت ضمن حرب التدخل الأميركية في أرض بعيدة بينما حرب إسرائيل للدفاع عن احتلالها في الداخل، والتي يشنها جيش من المواطنين مدفوعاً بإحساس بالخطر الوجودي لكن في النهاية يمكن القياس عليها في أهدافها السياسية بعيدة المدى. ويؤكد التقرير انه رغم خسارة الثوار الفيتناميين للهجوم بسقوط عبير من القتلى وتدمير بنيتهم التحتية وقواهم السياسية والعسكرية السرية التي بنوها بصبر على مدار سنوات. ومع ذلك، كان هجوم تيت لحظة أساسية في هزيمتهم للولايات المتحدة وإن كان ذلك بتكلفة باهظة في أرواح الفيتناميين. ويقول المحللان أن شن هجمات دراماتيكية رفيعة المستوى في وقت واحد على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء الفيتنام في يوم واحد كان عملا فريدا حيث حطمت الجماعات الفيتنامية المسلحة بأسلحة خفيفة وهم النجاح الذي روجت له إدارة الرئيس الأسبق جونسون للشعب الأميركي. ويضيفتان ان العملية المفاجئة أوضحت للأميركيين أن الحرب التي طُلب منهم التضحية بعشرات الآلاف من أبنائهم من أجلها لا يمكن الفوز بها وهو ما ينطبق على الصراع بين اسرائيل وحماس. وقامت القيادة الفيتنامية بقياس تأثير أعمالها العسكرية من خلال آثارها السياسية وليس من خلال التدابير العسكرية التقليدية مثل خسارة الرجال والعتاد أو اكتساب الأراضي. وهذه المقاربة فسرت مقولة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الذي قال تعليقا على الحرب " لقد خضنا حرباً عسكرية؛ خصومنا خاضوا معركة سياسية. سعينا للاستنزاف الجسدي. كان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا النفسي. وفي هذه العملية فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر". وتعليقا على ذلك قال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن إسرائيل معرضة لخطر وجودي كبير اذا خسرت امام حركة حماس. ويقول الترمان "إن مفهوم حماس للنصر العسكري يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد مضيفا "ان حماس لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة إسرائيل". وتابع " في هذا السيناريو تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة حولها بغضب وتساعد في انهيار حكومة السلطة الفلسطينية من خلال ضمان أن ينظر الفلسطينيون إليها على أنها ملحق ضعيف للسلطة العسكرية الإسرائيلية".  وأضاف "في الوقت نفسه، تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا عن قبول تجاوزات الجيش الإسرائيلي، ويندلع نقاش أميركي حول إسرائيل، مما يؤدي إلى تدمير الدعم الذي تتمتع به إسرائيل هنا منذ أوائل السبعينيات". ويقول ألترمان أن حماس تسعى إلى "استغلال عنف الجيش الإسرائيلي لتجنيد الفلسطينيين" قائلا " إن قوة إسرائيل تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتحدي النداءات العالمية لضبط النفس. كل هذه الأمور تعزز أهداف حماس الحربية". وتقول المجلة ان الأسابيع التي تلت 7 تشرين الأول/أكتوبر أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما من قبل. ومن المرجح أن يكون هذا هو هدف حماس من شن هجماتها القاتلة. وتضيف "كثيرون في القيادة الإسرائيلية يدعون علناً إلى استكمال النكبة أي التطهير العرقي في فلسطين والآن تم تضخيم تلك الأصوات". غزة - حاولت الدبابات الإسرائيلية شق طريقها والتوغل غربا في قتالها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس داخل مدينة خان يونس وحولها اليوم الاثنين حيث تواجه مقاومة في أكثر من محور وسط قتال كثيف في الحرب التي دخلت شهرها الثالث دون نهاية تلوح في الأفق فيما لا يزال الجيش الإسرائيلي يتكبد مزيدا من القتلى. ويأتي القتال في خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة والتي يقطنها نحو 626 ألف شخص منهم نازحون من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي، فيما تعيد إسرائيل تركيز جهود الحرب على الجنوب. ووسط تقارير من منظمة الصحة العالمية عن وضع صحي "كارثي" في غزة، دعا نشطاء فلسطينيون إلى إضراب عالمي اليوم الاثنين في إطار جهود منسقة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار. وورد في واحدة من الدعوات "حان الوقت- إضراب شامل على مستوى العالم". لكن لم يتضح إذا كانت تلك الجهود ستحظى بدعم عالمي أو سيكون لها أي تأثير على خطط الحرب الإسرائيلية". ورغم الصغط العسكري حذرت حماس الأحد من أن ما من رهينة سيغادر القطاع "حيا" إذا لم تُلبَ مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى. وقال أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رسالة صوتية "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام". وقال دبلوماسيون أمس الأحد إن من المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا غدا الثلاثاء على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار. واستخدمت الولايات المتحدة يوم الجمعة حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وفي مؤتمر دولي في الدوحة عاصمة قطر، التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في هدنة استمرت أسبوعا وشهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة في نهاية الشهر الماضي، انتقد وزراء خارجية عرب واشنطن لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار في مجلس الأمن. وأكد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أنه "لن يكف" عن دعوته لوقف إطلاق النار. وقال إنه حث "مجلس الأمن على أن يضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار" مضيفا "للأسف، أخفق مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يقلل من ضرورة القيام بالأمر". وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعدما اقتحم مقاتلون مسلحون السياج الحدودي وهاجموا بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن حوالي 18 ألف شخص قتلوا منذ ذلك الحين. وقال سكان خان يونس أمس الأحد إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط المدينة، بينما قصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غربي مكان الهجوم. وقال غوتيريش إن المدينة على شفا الانهيار مع احتمال تفشي أمراض وبائية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان بثه التلفزيون إن العشرات من مقاتلي حماس استسلموا غير أنّ الجيش الإسرائيلي لم ينشر أيّ دليل على استسلام أي مقاتلين. ونفت حماس استسلام مقاتليها وقالت إنها دمرت 180 آلية عسكرية إسرائيلية خلال القتال دون تقديم أدلة. وأعلن مجمع ناصر الطبي، المستشفى الرئيسي في خان يونس، أن المستشفيات في غزة بلغت طاقتها القصوى في استيعاب القتلى والجرحى الفلسطينيين. وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنّ أكثر من 100 من جنوده قُتِلوا منذ بدء الهجوم البرّي موضحا أنّ حصيلة الجنود القتلى ارتفعت الى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشف عن هويتهم الاثنين. وفي المقابل تقول كتائب القسام انها قتلت عددا كبيرا من الجنود الاسرائيليين في هجمات من مسافة الصفر وفي كمائن وهجمات بقذائف متنوعة وإن الرقم اعلي بكثير مما يعلته الجانب الاسرائيلي. كما أكدت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصادر اسرائيلية غعن اصابة 5000 جندي اسرائيلي في معارك غزة بينهم 2000 اصيبوا باعاقات ما يشير الى حجم المقاومة في القطاع. وفي حين ينصب اهتمام العالم على الحرب في قطاع غزة، إلا أن المخاوف من اتساع نطاق الحرب تتزايد بعد اندلاع القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس الأحد إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإفراغ قطاع غزة من سكانه وتدفعهم إلى مغادرته. وردا على ذلك وصف إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية هذا الاتهام بأنه "مشين وغير صحيح".

مشاركة :