تسخير التكنولوجيا لتعزيز الموارد المائية عبر الاستمطار الاصطناعي

  • 12/11/2023
  • 16:43
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

  مسقط- الرؤية تقع سلطنة عمان ضمن حزام الدول الجافة وشبه الجافة والتي تتميز بمناخ جاف وبقلة هطول الأمطار لذلك اتجهت سلطنة عمان للبحث عن حلول وبدائل لمواجهة العجز المائي نتيجة وقوعها ضمن حزام الدول الجافة وشبه الجافة، إذ تمثلت هذه الحلول في وضع خطة رئيسية لإدارة وتنمية الموارد المائية. ومع التقدم التكنولوجي في العالم ظهرت عدة تقنيات تتشارك مع الطبيعة لتعزيز الموارد المائية، فكان التوجه لتجربة الاستمطار الاصطناعي أو تعزيز الأمطار، وهي إحدى أهم التجارب التي ركزت عليها دول المنطقة، حيث أولت الحكومة ممثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه اهتماما بالغاً بفكرة الاستمطار الاصطناعي لدعم مخزونها من المياه الجوفية، فكانت إحدى الحلول التي لاقت اهتماما لتعزيز كميات هطول الأمطار وزيادة منسوب المياه الجوفية. وأنشأت أول محطة استمطار في سلطنة عمان عام 2013 على جبل السراة في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة بارتفاع 2670 مترا، ويوجد حاليا في السلطنة 12 محطة استمطار اصطناعي، منها محطتان على جبال محافظة ظفار و10 محطات على جبال الحجر الشرقي والغربي، ويتركز نطاق تأثير هذه المحطات على مناطق جنوب غرب جبال الحجر الشرقي والغربي، وذلك بسبب تأثير الرياح السائدة في طبقات الجو العليا خلال فصل الصيف حيث تنشط التكونات المحلية للسحب الركامية على هذه الجبال. ويعتمد مشروع الاستمطار الاصطناعي على التقنية الأيونية والتي تعتبر تقنية آمنة للبيئة، إذ إن المحطة بكامل أجزائها تعمل بالطاقة الشمسية ويتم إنتاج الأيونات سالبة الشحنة من الباعث الأيوني بواسطة مصدر جهد عال. وأكدت الأبحاث والدراسات والإحصائيات العلمية نجاح تقنية الأيونات في الاستمطار الاصطناعي، إذ إنه بحسب التقارير الإحصائية الصادرة للأعوام (2013-2018م) فإنَّ هذه التقنية ساهمت في تعزيز الهطول المطري في سلطنة عمان خلال السنوات الماضية بنسبة من 15 إلى 18%، حيث تم جمع بيانات الأمطار من أجهز قياس كمية الأمطار الموزعة حول محطات الاستمطار في مختلف المحافظات. ولايزال مركز الاستمطار الاصطناعي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه عاكفا على إعداد الدراسات والبحوث حول التقنيات الجديدة والتي من شأنها تحديث وتطوير منظومة الاستمطار، مثل مشروع الاستمطار بالطائرات المسيرة (الدرون)، والتي يأمل أن تغطي المناطق التي يصعب استخدام المحطات الأيونية الحالية فيها، كما يعمل المركز على تجربة مشروع مجمعات الطاقة الشمسية بمحافظة شمال الشرقية لاستهداف مناطق أقل ارتفاعا من مواقع المحطات الحالية.

مشاركة :