يستعد المغرب لاحتضان أشغال الدورة السادسة للمنتدى العربي-الروسي، الذي تستضيفه مدينة مراكش يوم 20 من الشهر الجاري، وهو المنتدى الذي يهدف إلى تعميق أواصر الشراكة والتعاون بين الدول العربية وروسيا. المنتدى يعود من جديده بعد توقفه سنة 2019 يحظى المنتدى، الذي تم إطلاقه سنة 2013 استنادا إلى مذكرة التعاون الموقعة بين وزير خارجية روسيا وأمين عام جامعة الدول العربية سنة 2009، (يحظى) بأهمية خاصة في وقتنا الراهن حسب الخبير في الشأن الروسي عماد الطفيلي، موضحا: "نظرا لما يجري في العالم من أحداث ومتغيرات تخص النظام العالمي، وما يتجه إليه من «تعدد القطبية» والابتعاد عن نظام القطب الواحد الذي أثبت فشله وعدم نجاعته في إدارة شؤون العالم". وأشار الطفيلي في تصريح لموقع القناة الثانية إلى أن هناك رغبة روسية في تعزيز تعاونها مع الدول العربية " في كافة المجالات، وبشكل متوازن مع كل الأطراف، والعمل بالدرجة الأولى على وقف إراقة الدماء في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأسرع وقت". وشدد الطفيلي على أن تنظيم المنتدى من جديد بعد توقفه منذ سنة 2019، يؤكد التزام روسيا "بتعزيز علاقاتها مع الدول العربية ولعب دور بناء في معالجة القضايا الإقليمية الملحة، حيث يشكل هذا المنتدى منطلقا هاما للتعاون العربي الروسي". وبخصوص أبرز الملفات المطروحة على النقاش خلال هذه الدورة، أكد الطفيلي أنه إلى جانب القضايا السياسية والأمنية، ستتم مناقشة مسألة تعزيز الروابط الاقتصادية بين روسيا والعالم العربي في مختلف القطاعات، إلى جانب تعزيز التبادل الثقافي بين الطرفين. المغرب وروسيا أكد الطفيلي أن تنظيم المنتدى بمدينة مراكش من شأنه أن يعطي زخما قويا للعلاقات الروسية المغربية، التي حافظت على مكانتها، سيما بعد الحضور الوازن للمملكة المغربية في القمة الاقتصادية الروسية- الإفريقية الأخيرة. من جانبه أوضح أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني أن روسيا "تحاول أن تتعامل بشكل متوازي مع الجزائر والمغرب، فرغم أنها حليفة مركزية للجزائر لكن المغرب يبقى بالنسبة لها شريكا مهما، وعلاقات الشراكة بينهما قديمة منذ ما كان يسمى بمعاهدة القرن التي وقعت بشأن الفوسفاط وتصدير الحوامض واستيراد عدة آليات والغاز، قبل أن تتعزز وتشمل محاور مهمة سياسية واقتصادية واستراتيجية بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لروسيا سنة 2016". وأشار الحسيني في تصريح للموقع إلى أن العلاقات بين البلدين "تطورت بشكل أفضل عما كانت عليه في الماضي، وروسيا تعتبر المغرب شريكا أساسيا في المنطقة بوصفه قطبا مركزيا للربط بين أوروبا وأفريقيا، بالتالي فهو منصة استراتيجية تمكنها من التعاون مع عدة بلدان إفريقية". وأبرز الحسيني أن هذه التطورات "ستلقي بظلالها إيجابيا على ملف الصحراء"، موضحا: "كما نعلم فإن روسيا اتخذت موقف عدم التصويت في مجلس الأمن على كل القرارات التي تخص الملف لكنها لم تعارضها، وهو الأمر الذي اعتبره كثير من المحللين بأنه لا علاقة له بالمغرب بل بالولايات المتحدة الأمريكية التي تحتكر صفة المحرر المركزي لمشاريع قرارات مجلس الأمن بشأن الصحراء". وأضاف الحسيني أن المغرب يسعى "من خلال هذه الملتقيات إلى جعل روسيا تتخذ موقفا أكثر ليونة داخل مجلس الأمن، وهو ما سيفتح المجال واسعا نحو تمكين هذا الأخير من اتخاذ قرارات أكثر شجاعة فيما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية". وشدد الحسيني على أن علاقات المغرب مع روسيا لا تخلق له أي مشاكل مع الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا: "هو يعلم أن هذه الأخيرة تدرك وتتفهم السياسة الجديدة التي يسلكها المغرب، وروابط التعاون مع أمريكا لن تتفكك، الأمر الذي يعكس نجاح الدبلوماسبة الملكية في اختيار الحلفاء والشركاء بناء على قاعدة رابح رابح في العلاقات الاقتصادية وخدمة المصالح الحيوية لكل الأطراف". قم بحفظ هذا المقال
مشاركة :