عظم الله أجرنا في وفاة الشيخ نواف الأحمد الصباح، العابد الناسك الرحيم الودود المتسامح، الذي سيفتقده الشعب الذي غمره بحبه، فكان، رحمه الله، يوصي المسؤولين في كل مناسبة بالعمل على راحة المواطن. إن صلاة الفجر ستفتقده وكذلك صلاة التهجد، وسيبكي مسجد بلال حزنا على رحيله، لأنه مدرسة في التسامح والأخلاق والكرم، وستبقى سيرته الزاخرة بالإنجازات الحافلة بالعطاءات تاريخاً ناصع البياض. فمنذ رحيله وأنا أحاول أن أجمع شتات كلماتي لأرثي بها سموه لكنني وجدت حروفي عصية، تأبى أن تخرج لأنها لا توفيه حقه، فتتكسر عند جلال تواضعه وشموخ مقامه أعذب الكلمات وأرقها، فكان يرسم السعادة على وجوه كل من يقابلهم، ويغيث الملهوف، ويفرج كربة المكروب، ويقف الى جانب الضعيف. وإذا أردت أن أعدد سجاياه الحسان، فهي كثيرة سأختصرها بجملة أنه كان «فرحة شعب»، فجزاه الله عنا خير الجزاء، ورحمه الله وأسكنه فسيح الجنان، وسيبقى خالداً في قلوبنا ونجما يتلألأ في سماء الكويت، فقد رحل جسده الطاهر لكن ذكراه العطرة تبقى الأجيال تتناقلها كرواية خالدة اسمها «سمو نواف الخير». ثم أما بعد: إذا كان الشيخ نواف العفو رحل فعزاؤنا في صاحب السمو الشيخ مشعل، العدل والكرم، أطال الله في عمره، وألبسه ثوب الصحة والعافية، ونسأل الله أن يعينه على حمل الأمانة، فهو خير خلف لخير سلف. وعظم الله أجر الكويت وشعبها وأحسن الله عزاءها.
مشاركة :