سكن العمالة بين العائلات.. قنبلة موقوتة!

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتدفق الأيدي العاملة باستمرار إلى محافظة حفر الباطن، خلال السنوات الخمس الماضية، وسط نهضة تنموية شاملة، دعتها لأن تكون وجهة اقتصادية لعدد من المستثمرين، فيما تسبب هذا التقاطر من العمالة إلى المحافظة، في معاناة كبيرة للأهالي، في السكن والتعايش، ومخالفة العادات والتقاليد وبعض المخاطر الاجتماعية والنفسية والأمنية والأخلاقية. ويضم كل حي من أحياء المحافظة سكنا للعمالة العزاب بين العائلات، وهذا شوه عددا كبيرا من الأحياء، بل إنه أسهم في إيجاد مشكلات اجتماعية لعل أبرزها خروج سكان تلك الأحياء إلى أخرى جديدة، ما كلفهم مبالغ مرهقة. ويرى بعض الأهالي أن أسباب إقامة سكن للعمالة في الأحياء السكنية، يعود إلى جهل المواطنين بأنظمة ولوائح السكن، إضافة إلى غياب الجهات المسؤولة عن تطبيق أنظمة السكن للعمالة الوافدة وكذلك متلازمة الحياء والخجل التي تمنع كثيرا من المواطنين من تقديم شكوى عن وجود سكن العزاب بين العائلات، بل إن بعضهم يؤثرون الخروج من الحي على إبلاغ الجهات المختصة. وفي جولة «اليوم» ضمن الملف الشهري الخامس عشر «العزاب.. الملف الوطني التائه!»، لوحظ أن هناك حيلا يستخدمها أولئك العمالة عبر استئجار منزل على شارع نظامي ويفتح بابا إلى الحي السكني، ويتم تقسيم المبنى إلى عدد من الغرف التي يصل عددها إلى أكثر من 10 غرف تستقطب أكثر من 30 عاملا في مبنى واحد، يغيب عنه التنظيم والنظافة ويسوده التشويه وتعدد الاستخدامات كجعله مخزنا للأخشاب ومستودعات وغيرها. إلى ذلك، قال المواطن حمود الشليويح إن المشكلة تتمحور حول آلية التأجير بالنسبة للعمالة العزاب وأغلبهم لا يوجد لديهم عقود تأجير نظامية لسكن العمالة من أي جهة، فبالتالي يسمح ذلك بدخول عدد من العمالة المخالفين لأنظمة العمل والإقامة؛ وهذا يسهم في تفاقم المشكلة، إذ يصعب الاستدلال عليهم أو معرفتهم، وأيضا هناك مشكلة النظافة فهم لا يعتنون بنظافة الحي ولا بنظافة مساكنهم التي في العادة تكون ملاصقة لمساكن المواطنين. وأضاف: في أحياء سكن العمالة نشاهد وجود برك من الصرف الصحي المكشوفة وهي البيئة المثلى للحشرات والبعوض مما يسبب أمراضا كثيرة تنتقل لجميع سكان الحي، لذا، نرجو من الجهات المختصة إيجاد حلول لهذه المشكلة لكي نأمن على أهلنا وأموالنا وصحتنا. أما المواطن ناصر العبدالله فقال: إن مشكلة تواجد العمالة العزاب بالحي من ابرز المشاكل التى يعاني منها سكان الحي لأن العمالة يجتمعون أمام أبواب منازلهم معظم الأوقات، وهو ما يسبب خوفا وهلعا للعائلات القريبة منهم، وبخاصة عندما يكون رب الأسرة خارج المنزل، وكذلك عدم السماح للأطفال بالخروج من المنزل للعب أو الذهاب إلى المحلات القريبة بسبب خشية الأسرة عليهم من العمالة ومن التصرفات غير اللائقة لعل أبرزها اللباس والتدخين وغيرهما. ولفت إلى أن أغلب الأحياء التي يتواجد بها أولئك العمالة لا بد أن تكون سيئة في منظرها العام، بالتالي تعد تشويها للأحياء الجديدة مع تمسك أصحاب المنازل القديمة على تأجيرها إلى العمالة بأسعار مناسبة بالنسبة للطرفين المؤجر والمستأجر غير مبالين بالأضرار الناجمة عن وجودهم ومن أبرزها الروائح الكريهة التي تنبعث من منازلهم وكثرة الأوساخ والحشرات وطفح المجاري وتجميع المعدات والأخشاب أمام منازلهم وكذلك داخلها مما يجعل الحي عرضة للخطر. بدوره، قال المواطن نواف المخلف إنه لا يخفى على الجميع مشاكل سكن العزاب داخل الأحياء وما يسببونه من تشويه للمنظر العام، ولكن هناك مشكلات تنعكس سلبا على المواطنين ومنها تجمعاتهم أمام البيوت وأمام المحال التجارية ما يضيق على العائلات الخروج من بيوتهم حتى لو كانت للضرورة، إضافة إلى أن العمالة استغلوا مكان عملهم كسكن مثل: البقالات والمغاسل والبوفيهات، وبالتالي فإن جميع ما يخرج من سكنهم من أوساخ وروائح كريهة ينتقل إلى المجاورين لهم. وعن سبب وجودهم وسط الأحياء، قال المخلف: إن العامل يحاول توفير أي مبلغ في ظل عدم تأمين مسكن له خارج الحي من قبل كفيله، فهم يبحثون عن المنازل القديمة والآيلة للسقوط، التي تركها أصحابها منذ زمن لأن سعرها مناسب وتكون مخدومة بالمياه والكهرباء، وبالتالي هي الأنسب لسكنهم وللأسف أن ملاك تلك المنازل لا يبالون بمعاناة الجيران، وكذلك أصحاب المكاتب العقارية الذين يقومون بتأجيرها للعمالة بدون استشارة ساكني تلك الأحياء، وأنا أطالب المسؤولين بإبعاد العزاب من محيط الأحياء إلى مواقع تناسبهم. من جهته، وصف المواطن طالع الشعيل، وجود العمالة العزاب داخل الأحياء بالقنبلة الموقوتة، وقال لقد كنت احذر من تواجد العمالة الوافدة بالأحياء السكنية، واليوم لم تعد قنبلة موقوتة فحسب بل انفجرت ونحن الآن نجني ثمار سكوتنا عن المشكلة في بدايتها، المشاكل كبرت وتفاقمت ومن ضمنها قضايا تحرش بالأطفال أصبحنا نقلق على أطفالنا، ونخشى خروجهم لوحدهم خشية حدوث ما لا يحمد عقباه، ويمكن الرجوع للشرطة لمعرفة عدد القضايا التي باشروها، وهذا غير التي لم تصل للشرطة وايضا قضايا ترويج الممنوعات بوسط الحي وقد تم إلقاء القبض على أكثر من عامل وهذه مثبتة لدى الأجهزة الأمنية. وتابع: يجب على الجهات المسئولة سرعة التدخل وتطبيق القانون الذي ينص على عدم السماح للعمالة بالسكن وسط الأحياء السكنية وإخراجهم سواء على الشوارع الرئيسية أو المنطقة الصناعية وإلزام كفلائهم بتوفير سكن مطابق لأنظمة وزارة الداخلية. وقال المواطن فهد الرعيميش: إن حجم المشكلة كبير ولا أبالغ عندما أقول نحن نعاني من كارثة حقيقية وهناك الكثير من العمالة الوافدة ومن جنسيات متنوعة الأغلب أن عاداتهم تختلف عن عاداتنا وأكثرهم لا يهتم بالنظافة ويعيش حالة من العشوائية ويحاولون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نقل هذه العادات إلى الحي، وخاصة الذي يتأثر بتلك العادات هم الأطفال الذي يحرص الكثير من الأهالي على عدم خروج أطفالهم من المنازل، وكذلك متابعتهم أثناء ذهابهم إلى مدارسهم، مما يحمل أولياء الأمور أعباء أخرى. وزاد: مشاكل العمالة العزاب داخل الأحياء كثيرة جدا، منها جلوسهم بين الطرق الداخلية للأحياء ومقابل بيوتهم بأعداد كثيرة ويقلقون نفوس النساء والأطفال وأيضاً يسكنون في منازل شعبية وقديمة لا يوجد فيها تصريف للمجاري ومياه المجاري، إما تكون في الشارع أو فناء المنزل، وتكثر عليها الحشرات التي تسبب الأمراض، وفي فترة الغروب وانتهاء العمل يأتون جماعات داخل الأحياء، يسيرون على الأقدام. ويرى أن وجود المنازل الشعبية والقديمة داخل الأحياء أحد أهم الأسباب؛ لأن أصحابها الأصليين إما أن يكونوا خارج المحافظة ويقوموا بتأجيرها على العمالة لسرعة الإجراءات والمردود الذي يناسب تلك المنازل، ويقوم العامل باستئجار المبنى وبالتالي يقوم بتأجيره على أصحابه، ويزداد العدد داخل المبنى الواحد، ناهيك عن وجود مركبات وما تسببه من مشاكل أخرى. وتابع: هناك تقصير من الجهات المعنية فإن البعض سئم من تقديم شكوى على سكن العمال داخل الأحياء؛ لأن الإجراءات طويلة والنتيجة شبه معدومة، ونطالب بتطبيق الأنظمة واللوائح فقط حيالهم ومنعهم من استغلال الأحياء للسكن أو وجود مستودعات داخل الأحياء. مواطن يتحدث للزميل منيس الشيحي عن معاناتهم بجوار سكن العمالة

مشاركة :