مقالة خاصة: نازحون يبحثون عن متنفس لأطفالهم في خضم الحرب في غزة

  • 1/2/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تجلس الفلسطينية أم عمر نصير وثلاثة من أطفالها على تلة قبالة شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة في محاولة للترفيه عنهم في ظل الحرب المتواصلة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي. ويلعب الأشقاء الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 12 عاما في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس غير آبهين بأصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تحلق فوقهم على مستويات منخفضة ويسمع ضجيجها جليا. وتركت نصير البالغة من العمر 48 عاما والمعيل الوحيد لأطفالها بعد وفاة زوجها قبل عدة أعوام، منزلها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة قبل أكثر من شهر خوفا على حياتهم مع اشتداد الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية. وتوجهت السيدة الفلسطينية برفقة أطفالها الثلاثة إلى مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) غرب مدينة دير البلح بحثا عن مكان آمن في ظل عمليات القصف الإسرائيلي التي تطال مناطق القطاع. وتقول نصير وهي تنظر لأمواج البحر المتلاطمة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "شاطئ بحر غزة هو المتنفس الوحيد لكافة الفئات العمرية في أوقات الحرب والسلم، نأتي إلى هنا يوميا والطائرات تشاهدنا وتعلم إننا مدنيون نحب الحياة". وتضيف نصير بينما تحلق طائرة استطلاع على علو منخفض من الشاطئ أن الصغار والكبار يعانون من ضغط نفسي ومعنوي جراء أصوات القصف والانفجارات بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة ليلا ونهارا. وتتابع قائلة بينما يجلس حولها عدد من العائلات لساعات طويلة يوميا أن الجلوس على شاطئ البحر رغم الحرب محاولة للترفيه عن النفس وإخراج الطاقة السلبية. وتشير نصير إلى أن كافة سكان غزة يعيشون ضغطا نفسيا كبيرا بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة للشهر الثالث على التوالي وما يصاحبها من وقت فراغ كبير يعيشه النازحون في مدارس الإيواء وأماكن أخرى عديدة. وبجوار نصير جلس عدد من العائلات والشبان قبالة شاطئ البحر أو على تلال رمال مطلة عليه بشكل فردي وجماعي يحتسون القهوة أو يتبادلون الحديث عن آخر الأوضاع في القطاع جراء الحرب الإسرائيلية. ويقول الفلسطيني أبو محمد الذي يتكئ على رمال الشاطئ الصفراء لـ((شينخوا)) إن "الناس تهرب إلى البحر رغم القصف والدمار وتحليق الطائرات". ويضيف أبو محمد أن سكان القطاع كانوا يعيشون ظروفا معيشية ونفسية صعبة قبل السابع من أكتوبر الماضي بفعل الحصار، وجاءت الحرب لتزيد الأوضاع سوءا. ويتابع بينما يشير بيده نحو الجموع التي تتواجد على شاطئ البحر أن الناس تجلس لأنها سئمت الحروب العسكرية وتريد العيش بسلام أسوة بباقي دول العالم. وبجانب ذلك يبحر عدد من صيادي الأسماك على متن مراكب صيد صغيرة على مسافات قريبة من شاطئ البحر لممارسة عملهم ومحاولة كسب القليل من الدخل لإعالة أسرهم. وعلى أرضية نادي خدمات دير البلح المعشبة والمطل على شاطئ البحر علت أصوات عشرات الأطفال خلال أنشطة ترفيهية نظمها فريق شبابي تطوعي في محاولة لإخراجهم من أجواء الحرب ودوي القصف. وغالبية الأطفال المشاركين في الأنشطة هم من العائلات النازحة من مناطق مختلفة إلى مدارس الإيواء التابعة للأونروا الواقعة غرب دير البلح ويقدر عددهم بالآلاف. وتقول الطفلة سارة أبو اسكندر القادمة من مخيم جباليا لـ((شينخوا)) إن الفعاليات وسيلة للعب والترفيه وإخراج الأطفال من أجواء الحرب التي يعيشونها يوميا. وتضيف أبو اسكندر البالغة من العمر 12 عاما، بينما تقفز الحواجز أن الأطفال بحاجة إلى أنشطة وفقرات لنسيان أصوات الانفجارات والقصف التي تسمع على مدار الساعة. وتتضمن الأنشطة التي شملت أطفالا من الجنسين فقرات عدة، من بينها شد الحبال وقفز الحواجز ولعب كرة القدم والسلة وجلسات دعم نفسي واللعب مع مهرجين. ويقول منسق الفريق التطوعي مؤمن أبو هربيد إن الأطفال في غزة أكثر الفئات عرضة للإصابة والقتل جراء الغارات الإسرائيلية التي تستهدف البيوت والمنازل السكنية في القطاع من شماله إلى جنوبه. ويضيف أبو هربيد لـ((شينخوا)) أن الفعاليات والأنشطة والفقرات التي يقدمها الفريق التطوعي تأتي في توقيت هام خاصة أن الأطفال في غزة يعانون جراء الحرب الإسرائيلية. وبحسب وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين نحو 22 ألفا، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل منذ بدء إسرائيل الحرب في غزة بعد أن شنت حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.

مشاركة :