جواهر القاسمي لـ«أطفال ملتقى الشارقة»: أرى فيكم حلمنا العربي

  • 3/30/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أن الطفل اليوم يستحق أن تصاغ له مبادرات تمكنه من إظهار مواهبه وإبداعاته وابتكاراته، خصوصاً أنه طفل متقدم عن الأجيال التي سبقته، بسبب ما توافرت لديه من أساليب تقنية أسهمت في اطلاعه الواسع على مستجدات العالم، وصار ماهراً في اقتحام هذا البحر التقني، سابحاً فيه بحثاً عن المعرفة والعلوم المختلفة التي تنمي قدراته الفكرية واطلاعاته العلمية والمعرفية، ولهذا فإن الشارقة لاتزال تمد جسور التعاون والشراكات مع الجهات المختصة في الدول العربية لتبادل الخبرات بشأن تنشئة الطفل على أسس سليمة لا تخلو من قيم نبيلة وفضائل سامية. ترسيخ الإبداع منهجاً حياتياً قالت رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى، ريم بن كرم، إن ملتقى الشارقة للأطفال العرب يعد دليلاً على الرؤية الناجحة لإمارة الشارقة في تطوير الأطفال وتأهيلهم، وتنمية ثقافتهم للوصول إلى أعلى مستويات الازدهار والتطور، وضمان مستقبل أفضل لهم في مختلف الدول العربية. وأضافت: نهدف من وراء هذا الملتقى إلى تعزيز المهارات القيادية لدى الأطفال، وترسيخ الإبداع منهجاً حياتياً لهم في شتى المجالات، وتكريس مفهومي الوحدة والعمل الجماعي، بهدف تعزيز التواصل بينهم وتبادل الخبرات، بما يجعلهم مؤهلين لنقل القيم المثلى والمهارات الإبداعية التي اكتسبوها في الملتقى إلى أوطانهم، من خلال تسليط الأضواء على طبيعة الظروف التي يعيشها الطفل العربي، وما يواجهه عالمه المحيط من تحديات، ليطرح مناقشات مختلفة المحاور عبر وسائل عصرية ومبتكرة تسّهل وصول المعلومات إليهم، وتبرز دور الدول الرائدة في المجالات الإنسانية والاجتماعية. 120 طفلاً وطفلة من 11 دولة عربية هي السعودية وقطر والبحرين والكويت ومصر وفلسطين والسودان والأردن وموريتانيا وجمهورية القمر المتحدة إلى جانب دولة الإمارات يشاركون في الملتقى. ويضم وفد الإمارات 81 طفلاً من مختلف المناطق التعليمية ومراكز الأطفال بالشارقة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. جاء ذلك بكلمة سموها خلال افتتاح فعاليات ملتقى الشارقة للأطفال العرب، في دورته الـ12، الذي تنظمه مراكز الأطفال بالشارقة في مقر الجامعة القاسمية، تحت شعار اسمعونا.. نحن المستقبل، وتتواصل فعالياته حتى الثالث من أبريل المقبل. وأضافت أن الحروب والأحداث المؤسفة في العالم العربي والإسلامي هي من صنع أناس ضلوا الطريق، وظنوا أنهم يتبعون طريقاً صحيحاً، لكنه طريق مليء بالحقد والكراهية والعيش في الذل والمهانة، لا يحبون أن يعيش الناس في حرية وحب وسلام، هؤلاء كانوا صغاراً لكنهم لم يتعلموا العلم الصحيح.. تعلموا أن يكرهوا لا أن يحبوا، تعلموا أن يفشلوا في مدرسة الإنسانية لا أن ينجحوا فيشعروا بآلام الغير. وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي في حفل افتتاح الملتقى: أرحب بكم في الشارقة، صديقة الطفل الذي نعمل على تقديم كل ما يؤهله لدوره المستقبلي، لأننا نؤمن بأنه لا مستقبل من دون رجالٍ ونساء نعدهم منذ صغرهم للقيام بمسؤولياتهم ومهامهم وفق أعلى مستوى من الأداء والتميز عندما يحين وقتهم، عندما يصبحوا قادة مؤثرين في مجتمعهم. وأنا أرى فيكم مشهداً يعكس حلمنا العربي القديم الذي يتجدد كلما واجهتنا تحديات، وأعني به حلم الوحدة العربية التي ستظل تراوحنا إلى أن تتحقق إن شاء الله، غير ملتفتين إلى من يئسوا من تحقيق هذا الحلم، وقللوا من شأنه، فها أنتم اليوم مجتمعون عندنا، لأنكم تحملون مقومات واحدة تربطكم وتجعلكم أخوة تلتقون على أرض واحدة، أرض دولة الإمارات. وطالبت سموها الأطفال بالتعبير عن آرائهم، وتقديم مقترحاتهم في مشروعات التنمية، خصوصاً تلك التي تعنيهم، وأن يمتلكوا وسائل الإقناع، التي هي في حاجة إلى تفكير، ونصحتهم بالتدريب، وبالاستفادة من تجربة الشارقة في تقديم برامج تدريبية عملية للطفل كي يكون إنساناً قوياً ومتحدثاً ومؤثراً في مجتمعه، كما في مجلس شورى الأطفال، حيث يقف الطفل، ويقول رأيه، ويعبّر عن أفكاره أمام شخصيات ذات قرار في المجتمع، فهكذا يتم تحفيزه على اكتساب مهارة الكلام والتعبير عن الرأي، والصدق والأمانة فيه، وحين يصغي له المسؤول يعرف أن هذا الطفل إنسان جاد ومؤمن بما يقوله. وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي: أنتم مستقبل هذه الأمة الذي ننتظره كي نسلّمه راية رحلة النمو والنهضة والتطور لتكملوا طريق آبائكم الذين تحملوا كثيراً من المسؤوليات الصعبة في أزمنة صعبة، ونسأل الله سبحانه أن يحميكم وييسر لكم طريقكم ويعينكم على مواجهة التحديات، فتكونوا أقوياء في مواجهتها، شجعاناً في اتخاذ القرارات بشأنها، مؤثرين في مواقعكم القيادية إن شاء الله، في مجتمعاتكم وأوطانكم. ووجهت سمو الشيخة جواهر القاسمي في ختام كلمتها التحية للأطفال اللاجئين والمهجرين، والذين يعانون ويلات الحروب والاضطرابات في سورية واليمن وليبيا والعراق وفلسطين، إلى جانب أولئك الصغار الذين اضطروا مع والديهم وأسرهم إلى المخاطرة بحياتهم، وعبور البحار للوصول إلى سواحل القارة الأوروبية. وقدم الفنان الإماراتي حسين الجسمي السفير فوق العادة للنوايا الحسنة ومجموعة من الأطفال نشيد الملتقى وطن في القلب، الذي تغنى من خلاله المشاركون بالوحدة والتكاتف بين الأخوة والأشقاء من أجل مستقبل مشرق، تنعم فيه الأمة العربية وأبناؤها بالأمان والاستقرار والسلام. ورحب الجسمي بالأطفال المشاركين، قائلاً: أهلاً وسهلاً بأطفال العرب في شارقتي إمارة الشارقة ملتقى الأحبة في دولتي الإمارات، تشرفت بحضور حفل الافتتاح والغناء أمام الأطفال من جميع أنحاء الوطن العربي، في هذا الملتقى الهادف الذي ينظر للمستقبل من جميع جوانبه وأهدافة، وأفرحني ما رأيته في أعين الأطفال البريئة الجالسة أمامي الناظرة للمستقبل، أثناء غناء (وطن في القلب) من كلمات صالحة غابش وألحان ليلى أبوذكرى وتوزيع عمرو أبوذكرى. كما استمتع الحضور بأوبريت ها قد جئنا.. نحن المستقبل، الذي كتب كلماته عبدالله الشحي ومحمود أبوالعباس، ولحنته دينا سعد، وقدمه مجموعة من الصغار المنتسبين إلى مراكز الأطفال التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة. وأضفت هذه الأناشيد أجواء حماسية على الحفل، وأكدت على الدور الذي يتطلع الأطفال إلى ممارسته في بناء وتطور مستقبل أوطانهم وأمتهم. أمة واحدة يهدف الملتقى إلى إتاحة الفرصة أمام الأطفال لاكتشاف عمق الأواصر بينهم، وتعميق الحس لديهم بأنهم ينتمون لثقافة عربية وأمة واحدة، إضافة إلى تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الأطفال، وترسيخ القناعة لديهم بأنهم قادرون على رسم طريق واضحة المعالم للابتكار والنجاح، من أجل تحقيق التقدم لوطنهم وأمتهم.

مشاركة :