وهو يتجوّل مع خيله في مزرعته، سقط خيله في بئر عميقة جداً وجافة. عندما أراد إخراج خيله من قاع البئر العميقة، أدرك أن مسألة إخراجه ستكلفه مبلغاً أكثر من ثمن خيله. بل إن هذا المبلغ يمكنه من شراء خيل أفضل من خيله الساقط في قعر البئر. فكر طويلاً فوجد الحل في طمر البئر والخيل بداخلها. استعان بالرجال والجيران وبأشخاص على مقربة منه في طمر البئر بمن فيها وهو الخيل. بدأوا في جمع الحجارة والأوراق والأشياء الساقطة على الأرض ثم إلقائها في البئر على الخيل بنية طمر البئر. استمروا في السير والتفرق في المزرعة لأجل جمع الأشياء من الحجارة والأوراق والأتربة وكل شيء يمكن طمر البئر به. أثناء ما هم يلقون الأشياء في البئر على الخيل، صهل الخيل صهيلاً عالياً، ثم قفز خارج البئر قفزة شديدة، انطلق بعدها يعدو ناوياً الخروج من المزرعة والهروب منها!!. كيف استطاع الخيل القفز من البئر والخروج خارجها؟!. هل كانت تلك القفزة قوة شيطانية منحته طاقة القفز والخروج من البئر؟!. أبداً لم تكن قوة شيطانية إطلاقاً. كل ما هنالك أن الخيل أثناء ما الرجال والأشخاص يلقون الحجارة والأوراق والأشياء في البئر، كانت تسقط على ظهره، فيقوم بهز ظهره لتقع على الأرض. فإذا وقعت على الأرض وتراكمت صعد فوقها، وهكذا، كلما ألقوا الحجارة والأوراق والأشياء في البئر، سقطت على ظهره، فيقوم بدوره في هز ظهره لتسقط تحته على الأرض فيصعد عليها، ليرتفع مقدار مسافة معقولة عن الأرض. هم يستمرون في إلقاء الأشياء على الأرض والخيل مستمر في هز ظهره لتقع على الأرض ويصعد عليها، حتى إذا ارتفعت به الأشياء والحجارة والأوراق مسافة قربّته من فوهة البئر صهل صهيله القوي، وقفز أمام أعينهم خارجاً من البئر، باتجاه حياته الأخرى بعد الخلاص من قعر البئر. القصة قرأها لي ابني عندما وصلته رسالة واتس على هاتفه المحمول، وسردتها لكم بأسلوبي، والهدف إيصال رسالة ما لي ولكم في كيفية التعامل مع المشاكل والمحن في الحياة وتحويلها إلى حلول وعتبات للصعود والتقدم. الأشياء والأوراق والحجارة التي كانت تلقى في البئر وعلى الخيل ما هي إلا ما نواجه في حياتنا من مشاكل ومحن وعثرات، كلما تعاملنا معها على أنها تجربة استمددنا منها قوة تمكننا من تخطيها والصعود فوقها من أجل مواجهة مشكلة ومحنة أقوى منها تضاعف من القوة التي لدينا وتزيد من رصيد التجارب في أجندة حياتنا، فإذا كبرنا وانخرطنا في الحياة انخرطنا بتجربة متينة ومعرفة ثرية ووعي ناضج ومكتمل نستطيع معها الصعود أكثر فأكثر من أجل الوصول إلى مبتغانا، بالإضافة إلى الخلاص من المشاكل الساقطة على اكتافنا وظهورنا لأننا جربنا وعرفنا وفهمنا كيفية جعل المشاكل عتبات تسند قاماتنا بالتالي نصعد دون توقف ما استمرت أهدافنا صاعدة ومتقدمة. مقالات أخرى للكاتب ماذا عن العيش في الحياة بآلية تغيير النفس يتقدم تغيير العالم غريزة العدوان حيوانات البوليب والحس المشترك الأرق فتّاك
مشاركة :