العوامل النفسية الكامنة وراء تحويل الفشل إلى نجاح

  • 3/30/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إذا لم تنجح في المحاولة الأولى، جرب مرة ثانية وثالثة. تلك حكمة طالما سمعناها أثناء نشأتنا. ولكن هل يوجد أي برهان علمي على أن للفشل المتعاقب جانب إيجابي ودافع للإبداع؟ وفق تقرير نشره موقع البي بي سي. يقول توم بوهلمان، رئيس قسم الاستراتيجية والدلالات في شركة "مو سيغما" المختصة بتحليل البيانات وعلم اتخاذ القرارات، والذي درس بإمعان وتمحيص فكرة الفشل المتعاقب، إن هناك براهين على ذلك. ويضيف: "إن الوتيرة المتسارعة للتغيير في قطاع التجارة والأعمال تضع الشركات تحت ضغط لابتكار ما هو جديد، وتتيح التقنيات الجديدة مواجهة هذه التحديات والمصاعب عبر الاختبار المتواصل". ويبين تقرير أصدرته "مو سيغما" أن الفشل السريع والمتكرر كثيراً هو أفضل نهج ومفتاح للنجاح في العديد من قطاعات التجارة والأعمال. ويعرّف الباحثون لدى "مو سيغما" هذا الأمر في تحليلهم على انه "قوة الاختبارات المفرطة"، ويقولون إن العلم قادر على إثبات أن الفشل يؤدي إلى ابتكار أشياء أكثر تطورا. ونجد لهذا النهج صدى عند المهندسين العاملين في قطاعات العلوم المادية ووسائل النقل والأدوية. ويقول راي غيبس، المدير التنفيذي لشركة المواد العلمية "هايديل" العاملة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية: "يتوجب على طليعة العاملين في مجالات التكنولوجيا أن يصعدوا الجبال". يؤمن "غيبس" الذي تستخدم شركته مادة "الغرافين" لتطوير خصائص مواد مثل الحبر ومواد الطلاء، بأنه لتطوير أي منتج ناجح، فمن الضروري اختبار أفكار متنوعة للحصول على ذلك المنتج النهائي، والاستفادة من الدروس المتعلقة بالمحاولات الفاشلة. ليس الفشل أمراً سيئاً على الدوام في مجال التجارة والأعمال. إنه فقط يؤدي إلى حصول شيء آخر، إذا ما أنجز بشكل صحيح فإنه سيُبنى على ذلك الفشل، حسبما يضيف بوهلمان. حتى شركة "أبل" الجبارة كان لها نصيبها من المحاولات الفاشلة، مثل حاسوبها الأولي المحمول يدوياً، والمسمى "نيوتن"، والذي أوقف "ستيف جوبز" تطويره في مراحل مبكرة. مراجعة نهجك في العمل "لا زال الكثيرون يرون الفشل باعتباره دلالة على عدم كفاءة الشخص نفسه، ويحاولون تجنبه بأي ثمن كان"، حسبما يقول أندرو فايلف، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة البرمجيات "رايك" في "ماونتين فيو" بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويضيف: "غير أنك عندما تنظر إلى تأسيس شركة وكأنها سلسلة اختبارات وتجارب، فإنك سترى الفشل باعتباره خطوة لا مفر منها تحدث خلال النهج المتبع". ويشيؤ إلى أنه "كان على شركة "فايلف" أن تأخذ درساً من فشلها السابق، فبدأنا بتقديم خدمات إدارة المشاريع لشركات أخرى، ومع ذلك، ولأننا كنا ندير مشاريع لصالح زبائننا، أصبح واضحاً أننا نحن أيضاً كنا بحاجة إلى ما يجعلنا نعمل بشكل أفضل". ويتابع فايلف: "أسسنا شركة ’رايك‘ لتقوم بالضبط بهذا العمل، وأدركنا بسرعة أنها كانت، أيضاً، عائقاً بالنسبة للعديد من الشركات الأخرى، والنتيجة هي: تأسيس شركة جديدة بالكامل". وعلى نفس الشاكلة، توجّب على "لوبو تشامباليماود"، المدير التنفيذي لشركة "تريتويل"، أن يعيد تشكيل شركته كليةً. نشأت الشركة كموقع على الإنترنت، "واهاندا"، لعقد "صفقات يومية" لكنها سرعان ما تحولت إلى موقع لحجوزات التجميل وتصفيف الشعر. يقول تشامباليماود: "جميع الذين أعرفهم ممن أسسوا شركات مروا بكثير من المصاعب وتوجب عليهم إجراء تعديلات تفرضها الحاجة. سيكون الأمر مملاً لو تم بسهولة." ومن الطبيعي إن الصقل المستمر لابتكار معين ليس بالشيء الجديد. فكل تصميم، من القاطرة البخارية وإلى جهاز الطبخ المنزلي، مر بتحويرات متكررة. ويوضح ستيتيان ويستليك، المدير التنفيذي لقسم الأبحاث في منظمة "نيستا" المستقلة والتي تهدف إلى تنمية الابتكار في مجال التجارة والأعمال في المملكة المتحدة، قائلاً: "إن كل ابتكار يتضمن بعض المخاطر، فهناك على الدوام خطورة عند اختبار شيء ما لا يعمل".

مشاركة :