دخل العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة يومه الـ100، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بأن عائلات القطاع المحاصر تواجه تهديدا ثلاثيا من الحرب والمرض بسبب عدم وجود مياه نظيفة والجوع بسبب نقص الطعام. وفيما استشهد خلال الساعات الماضية 20 شخصا في قصف إسرائيلي في حي الدرج، يواصل المحتل عملياته في قطاع غزة الذي يواجه مجددا انقطاعا كاملا في الاتصالات ووضعا إنسانيا حرجا. وفي ظل المساعي العالمية لوقف الحرب، طرح وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون خطة إنجليزية للسماح بمرور المساعدات وإنقاذ الأرواح، عبر مقاله في صحيفة «غارديان» مشيرا إلى أن استعداد بلاده في التحرك فورا لتنفيذها. خطر كبير قالت لوسيا إلمى الممثلة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» إلى فلسطين في مؤتمر صحفي من القدس عبر دائرة الفيديو «إنها عادت للتو من غزة، حيث قضت أسبوعا هناك». وأكدت أن آلاف الأطفال توفوا بالفعل وأن آلافا آخرين سيموتون أيضا إذا لم يتم علاج ثلاث مشكلات ملحة على الفور، وهذه المشكلات هي: الأمان من القصف ولوجستيات تقديم المساعدات واستئناف القطاع التجاري. وأشارت للصحفيين أنه خلال الأسبوعين الأخيرين فقط، تضاعفت حالات الإصابة بالإسهال بين الأطفال في غزة إلى 70 ألف حالة، وأن نحو 135 ألف طفل في خطر كبير من سوء التغذية الحاد. وأشارت المسؤولة إلى أن وقف إطلاق النار الفوري والدائم هو السبيل الوحيد لوقف قتل وإصابة الأطفال والعائلات وتمكين النقل العاجل للمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها. انتشال الجثامين وتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، ونقل التلفزيون عن الدفاع المدني بغزة، أنه جرى انتشال جثامين 20 قتلوا في قصف استهدف منزلا في حي الدرج بمدينة غزة فجر أمس، كما قصفت إسرائيل بالطيران والمدفعية خان يونس ومخيم النصيرات في جنوب ووسط قطاع غزة. وقال تليفزيون الأقصى «إن الاحتلال الإسرائيلي قصف حي المنار جنوب شرقي خان يونس، فيما أطلقت الهليكوبتر الإسرائيلية النار على مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، وقصفت المدفعية منازل سكنية في مخيم النصيرات». وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 23 ألفا و708، فضلا عن إصابة أكثر من 60 ألفا منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع خدمات الاتصال تماما في قطاع غزة، مما يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة». أوقفوا الحرب ودعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث مجددا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة داعيا إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة. وقال لمجلس الأمن «أكرر دعوتي لوقف لإطلاق النار. قبل كل شيء، أدعو المجلس إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنهاء هذه الحرب». وخلال نحو 100 يوم، دمر الجيش الإسرائيلي مساحات شاسعة من قطاع غزة. ووفقا للأمم المتحدة، تم تدمير نحو 360 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، وأعرب جريفيث عن أسفه للوضع المروع في قطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقال «في غزة، لا يزال الوضع مروعا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية». حصاد 100 يوم: 24 ألف شهيد تقريبا 70 % من النساء والأطفال 8 آلاف مفقود 61 ألف جريح 1.9 مليون نازح 360 منزلا دمرا وقف الحرب ويضيف «يقول بعضهم إنه يجب أن يكون لدينا وقف فوري لإطلاق النار، لا أريد أن أرى هذا الصراع يستمر للحظة أطول من اللازم». ويتابع كاميرون «هذا يعني التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، وقف إطلاق النار الذي سوف يستمر ويمنع جيلا آخر من الأطفال من العيش تحت التهديد المستمر للحرب، وهذا يعني زوال حماس وهجماتها الصاروخية، ونظرا لذلك، فقد طالبت بمزيد من الهدن الإنسانية، من أجل إخراج المزيد من الرهائن من غزة وإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة». خطة إنجليزية وفي ظل الجهود العالمية للبحث عن مخرج للحرب المجنونة، طرح وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون خطة في مقال بصحيفة «غارديان» أكد خلالها، أنه مع فتح المعابر لفترة أطول، واستعادة إمدادات المياه وتمكن موظفي الأمم المتحدة من توزيع الغذاء بأمان، وقال: «يمكننا الحد من حجم هذه الكارثة». وشدد المسؤول البريطاني على أنه كان من المفجع أن نقرأ آخر تقييم مستقل للجوع في غزة «الوضع يائس – ومن المتوقع أن يزداد سوءا». إنقاذ الحياة ويكمل «تلتزم الحكومة البريطانية وشركاؤنا بأن يكونوا مبدعين قدر الإمكان في توصيل المساعدة المنقذة للحياة إلى المحتاجين». ويتابع «لكن الحقيقة هي أن الحاجة كبيرة جداً للتسليم المباشر عبر الجو والبحر بحيث لا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا على المدى القصير، ما يهم هو أبسط: المزيد من المساعدات التي يتم تسليمها عن طريق البر، بسرعة أكبر وأكثر فعالية». وفي الأسبوع الماضي، دخلت نحو 131 شاحنة إلى غزة يوميا عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، والرقم يزحف نحو 200 يوميا، ولكن حتى هذا ليس كافيا على الإطلاق، فالعدد يجب أن يقترب من 500، بحسب كاميرون.
مشاركة :