يحتفل سكان منطقة جبالة، منذ عقود بعيدة، بطقس اجتماعي خالد يُطلق عليه " حكّوزة "، وهي مناسبة تتزامن واحتفال المغاربة بالسنة الأمازيغية الجديدة. موقع القناة الثانية 2m.ma ينقل لكم تفاصيل حكُّوزة، وعلاقتها بالسنة الأمازيغية، وسرّ ارتباط الإنسان القروي بها. أسطورة حكّوزة سياق احتفال أهل جبالة ب"حكّوزة " يُرجعه محمد بوجيدة، باحث في علم الاجتماع وفاعل جمعوي بجماعة فناسة باب الحيط نواحي تاونات، إلى أسطورة قديمة تركت بصمتها في الذاكرة الشعبية لسكان منطقة جبالة. ويضيف بوجيدة، في تصريح ل2m.ma، أن حكوزة في الثقافة الشعبية المتوارثة تعني امرأة عجوزا استهانت بقوة الطبيعة، وتكبرت ولم تشكر السماء على ما وهبته من نعم، فاستعار يناير وهو رمز الخصوبة يوما واحدا من فبراير ليعاقب به العجوز على تسلطها وجبروتها، لكنها ارتبطت أكثر بحلول الموسم الفلاحي الجديد، وما يرافقه من تضرع لجلب الخصب، وطرد شبح الجفاف. علاقة حكّوزة بمنطقة جبالة يقرن محمد بوجيدة بين طقس حكّوزة وسكان منطقة جبالة، لكنه يرجع لتوطين هذه الثقافة انطلاقا من خصوصيتها الأمازيغية، حيث انتقلت بعض العادات والتقاليد بفضل تلاقح الثقافات، وفي منطقة جبالة توجد أماكن تحمل أسماء ودلالات أمازيغية، مما يعني أن الاحتفال بحكوزة أمازيغي الأصل لكنه بات فعلا ثقافيا جبليا، يتجدد إنتاجه كل موسم فلاحي ليلة 12 يناير من كل سنة. من جهتها، تذهب خديجة، امرأة من جماعة غفساي، إلى أن الاحتفال بليلة حكّوزة قديم في القرى والدواوير الجبلية، ورغم أن الكثير من الناس يجهلون تاريخ بداية إحياء هذا الطقس الشعبي، غير أنهم ينخرطون فيه بتحضير وجبات خاصة بهذه الليلة. حكّوزة وعلاقتها بلأرض والإنسان بخصوص علاقة طقس حكوزة بالفلاحة، يقول بوجيدة إن الأمر يتعلق بارتباط هوياتي يجد تفسيره في التعلق بالأرض والاحتفال بما تجود به على المُجتمعين معا؛ أمازيغي وجبلي، ولابد للاحتفال أن ترافقه طقوس خاصة، ولعلّ طقس حكّوزة أهم هذه الطقوس الشعبية المتوارثة. ومن بين مظاهر الاحتفال التي تسبق ليلة حكوزة تحضير الفطائر، ووضع الفواكه الجافة في طبق " ميدونة " اعترافا بالخيرات التي تهبها الأرض للإنسان، أمّا الأطفال فيخرجون جماعة لطرق أبواب المنازل، وجمع ما ستجود به عليهم الأمهات في أجواء احتفالية تستمر ساعات طويلة.
مشاركة :