الرباط - وسط أجواء مميزة، يحتفل الأمازيغ في المغرب الليلة بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2967. ففي 12 يناير/كانون الاول سنويا، تقيم جمعيات معنية بالثقافة الأمازيغية احتفالات بمختلف مدن المغرب، يهيمن عليها تناول الوجبة الشعبية "تاكلا". لدى الأسرة المغربية ترتبط السنة الأمازيغية بما يسمى "إيضناير"، أي "ليلة يناير"، وهي مناسبة لدخول الموسم الفلاحي، وتحرص أسر الفلاحين على الاحتفال بها، عبر تناول مأكولات تتوفر على عناصر غذائية مرتفعة الطاقة. كما أن تلك الاحتفالات تكون عادة من أجل طلب اليُمن والتيسير حتى تكون السنة الفلاحية جيدة، ويقدم الفلاحون لذلك "مجموعة من الديكة كقرابين". المحتفلون يتناولون عادة وجبة "تاكلا"، وهي مزيج من الدقيق والماء والملح والزبد والعسل، فيما يزرع العديد من الفلاحين شجر زيتون في أول أيام السنة الجديدة. ووفق عدد من مثقفي المنظمات الأمازيغية (غير حكومية) فإن تقويم السنة الأمازيغية يرتبط بعام 950 قبل الميلاد، هو عام انتصار الملك الأمازيغي "شيشناق" على فرعون مصر، رمسيس الثاني، واعتلاء عشر مصر. "شيشونغ"، وبحسب الرواية الأمازيغية، تولى الحكم في ظل مملكة أمازيغية تمتد من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي غربا، وإلى أدغال إفريقيا جنوبا، وإلى حدود حوض البحر الأبيض المتوسط شمالا. هذا البعد التاريخي لبداية السنة الأمازيغية يُعتبر بالنسة لعدد من ممثلي الجمعيات الأمازيغية مناسبة لإعادة إحياء الهوية الأمازيغية، التي يرونها "أعرق وأقدم المكونات الثقافية والبشرية التي يتشكل منها تاريخ شمال إفريقيا"، كما يمثل بالنسبة لهم محاولة لإحياء أمجاد مملكتين أمازيغيتين، وهما نوميديا، وموريطانيا التي تضم المغرب الكبير حاليا. والأمازيغ هم مجموعة من الشعوب تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا. في حين يرى علماء الانثروبولوجيا ان المصادر التاريخية لراس السنة الامازيغية مختلفة ويصعب تحديدها بدقة. وقال مصطفى الواشي عالم الآثار الخبير في تاريخ المغرب العتيق ان "بعض المؤرخين يعودون به الى تولي الملك الامازيغي شيشونغ عرش الفراعنة بعد انتصاره على رمسيس الثالث". واضاف احمد بوكوس الاستاذ في جامعة الرباط ان "البعض الاخر يرى انه يتزامن مع ما نسميه في المغرب التقويم الزراعي الذي يحتفل به في12 كانون الثاني/يناير". وقال بوكوس ان "هذا العيد يشكل نقطة استعادة بعض النقاط الاساسية في حضارة المزارعين والعودة الى الارض الام"، مؤكدا انها ايضا "استعادة الامازيغ لذاكرتهم الجماعية". ومع كل سنة أمازيغية جديدة، يجدد الأمازيغ مطالب خاصة بلغتهم الأم التي باركها الدستور المغربي. وسمح الدستور الجديد المصادق عليه في 2011 بالاعتراف للمرة الاولى باللغة الامازيغية كلغة رسمية. وقد اعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل عشر سنوات في خطاب تاريخي في اكادير (شمال) باول اعتراف بهذه اللغة. ولا تتوفر اي احصائيات رسمية حتى الان حول عدد الامازيغ في المغرب. وافاد احصاء 2004 ان 8,4 مليون مغربي من اصل اكثر من ثلاثين مليونا يستعملون واحدة من اللهجات الامازيغية الثلاث في البلاد اي التريفيت (المستعملة في منطقة الريف بشمال البلاد) والتمازيغت (في جنوبها) والتشلحيت (في اغادير غربها. ويحتفل المغرب سنويا ببداية السنتين الهجرية والميلادية ويعتبرهما عطلتين مدفوعتي الاجر.
مشاركة :