'النهاية' يبدأ من هجرة الوطن وصولا لضياع الهوية

  • 1/15/2024
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - يتحدث فيلم "النهاية" للمخرج التونسي محمد أديب بوفحجة عن حياة مهاجر تونسي غير شرعي يدعى "مراد"، لم يحصل على الوثائق الرسمية للإقامة في فرنسا ويعيش مؤقتا في باريس، بينما يعمل صديقه كمروج للمخدرات، يواجه البطل العديد من التحديات في باريس، خاصة بعدما علم أن صديقته ستنجب طفلا منه. والفيلم من بطولة محمد أديب بوفحجة، وأحمد ناصف، وسوسن خيبة، وسيناريو شذا عطية. وفيما يلي حوار مع المخرج التونسي محمد أديب بوفحجة: ما مصدر فكرة فيلمك الوثائقي "النهاية"؟ جاءت الفكرة في العام 2023 عندما كنت أتابع الأخبار، إذ سمعت عن غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة سواحل الشابة في ولاية المهدية، وذلك في 11 حزيران/ يونيو، وكان هذا الحادث قد أسفر عن فقدان 38 شخصا، بينهم 8 شبان من منطقة الخشاينية، وهذا الخبر أثر في شخصيتي، مما دفعني إلى التفكير في إنتاج عمل سينمائي يعكس الحياة التي يعيشها هؤلاء المهاجرون في تونس. ما هي الرسالة التي ترغب في نقلها من خلال حياة "مراد"؟ وطننا تونس يمنحنا هويتنا، وبمعنى آخر عندما نلجأ إلى دولة أخرى، قد لا نحظى بالحقوق التي يتمتع بها المواطن الأصلي لتلك الدولة، إذ يظهر ذلك بوضوح في حياة "مراد"، الذي اجتاز الحدود الفرنسية خلسة، قادما من تونس إلى إيطاليا، ثم إلى فرنسا، معرضا حياته للخطر، حيث غامر بأن يصل إلى الحدود الإيطالية ثم يتوجه إلى فرنسا، أو يموت في البحر، مما يبرز أن الهجرة غير النظامية ليست حلا لتحسين حياتنا، بل قد نخاطر بفقدانها. لماذا اخترت أن تسلط الضوء على حياة المهاجر التونسي غير الشرعي في فرنسا؟ نعم، أردت في الحقيقة طرح الصعوبات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون، خاصة دون حصولهم على وثائق رسمية للإقامة، فهذا يجعلهم عرضة للمخاطر ويعيق حياتهم اليومية بشكل كبير. هل استفادت الشخصيات من تجاربك الشخصية أو بحثك لتقديم صورة دقيقة للحياة في باريس؟ نعم، من خلال تصوير حياة "مراد"، بطل الفيلم، بشكل يعكس الصعوبات التي واجهها في فرنسا وكذلك في تونس، حيث يعبر "مراد" عن نقد للحياة في تونس وفي فرنسا، وهذا يساهم في إيصال صورة شاملة وواقعية حول التحديات التي تواجه المهاجرين. ما التحديات التي واجهتها كمخرج في التعبير عن حياة معقدة مثل حياة "مراد"؟ نعم، واجهتنا مشاكل من خلال طرح الصعوبات التي يواجهها المواطن التونسي وأيضا عبر تسليط الضوء على حياة المهاجرين الذين اجتازوا الحدود خلسة في فرنسا، خاصة مع افتقارهم إلى أية وثائق رسمية للإقامة، إذ كان هناك تركيز على مشاكل مثل الاغتصاب والفقر والمشاكل الاجتماعية، بما أن هذه القضايا هي التي أدت إلى الهجرة غير الشرعية، وهي القضية الرئيسية للفيلم. هل كنت تستلهم من أحداث حقيقية أو قصص حياة أفراد لتطوير شخصيات وأحداث الفيلم؟ نعم، وذلك من أحداث حقيقية لنقل الصورة الحقيقية لحياة "مراد"، حيث يظهر الفيلم تجارب العديد من الشباب الذين قاموا بالهجرة غير الشرعية، وشخصية "مراد" تعكس تلك التجارب وتمثل واقعا يعيشه العديد من الشباب. كيف تم التعامل مع الجوانب الاجتماعية والسياسية في السرد؟ تعاملنا مع هذه الأسس من خلال طرح القضايا بشكل واقعي، خاصة أن الفيلم يحمل جانبا وثائقيا، كما تم التركيز على القضايا الاجتماعية مثل الاغتصاب، الفقر، والمشاكل الاجتماعية التي تواجه المهاجرين غير الشرعيين. ذلك يعكس واقعا يعيشه الشباب والمهاجرون، مما يساهم في توعية المشاهدين بالتحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها هذه الشريحة. كيف أثرت الظروف الصعبة التي يواجهها "مراد" على تطور الحبكة؟ نعم، تسببت هذه الظروف في إثارة تساؤلات حول مستقبل "مراد" وكيف سيتعامل مع التحديات، هذا الجانب التشويقي والغموض في تطور الحبكة يشد انتباه المشاهدين ويجعلهم يتوقعون الأحداث لأن الواقع سيد اللقطة في الشاشة هل كنت ترغب في نقل رسالة معينة حول قضايا الهجرة غير الشرعية أو تحديات المهاجرين؟ نعم، أردت القول أن مهما كانت الظروف قاسية في بلادك، فإن هذه الاخيرة هي التي ستعطيك حقوقك الكاملة، كما تسعى الرسالة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين وضرورة التفكير بتبعيات هذه الخطوة. كيف تعاملت مع مشهد ولادة الطفل وتأثيره على حياة "مراد"؟ اعتمدت الواقعية في المشهد لتعزيز التأثير الكبير الذي ستكون له ولادة الطفل على حياة "مراد"، كي يكون لهذا الحدث تأثير هام في حياته، حيث سيجعله مضطرا لمواجهة المسؤولية وسيكون له تأثير كبير على علاقته مع القانون الفرنسي وتوجيه حياته في اتجاه معين.

مشاركة :