عمّان -; واس : تقرير وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ضمن النشرة الاقتصادية لاتحاد وكالة الأنباء العربية (فانا) يتيح الأردن فرصًا استثماريةً واعدةً بقطاعاتٍ اقتصاديةٍ عديدةٍ في مسعى لاستقطاب المستثمرين وأصحاب الأعمال، وليقدم نفسه ضمن أكثر بيئات الأعمال والاستثمار جاذبيةً وتمكيناً بين دول المنطقة، وضمن منظومة ترتكز على الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويتكئ الأردن بالاستثمار على قواعد ومقومات متينة، بمقدمتها (قيادة حكيمة، وأمن واستقرار سياسي ونقدي ومالي، موقع إستراتيجي، اقتصاد حر، سهولة الوصول للأسواق العالمية من خلال اتفاقيات تجارية متعددة وقوى بشرية متعلمة ومؤهلة، شبكة اتصالات متطورة)، علاوة على فرصٍ زاخرةٍ بمختلف القطاعات. وعكف الأردن خلال الفترة القصيرة الماضية على هندسة منظومة الاستثمار لديه ليكون قادرًا على منافسة المحيطين، من خلال تطويع الأدوات التي تسهم في تعزيز بيئة الأعمال، بوصفها ركنًا أساسيًا في استقطاب الاستثمارات، وتحقيق النمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل. ويدعم مساعي الأردن في استقطاب الاستثمارات، تشريعاتٌ عصريةٌ وحديثةٌ تم إنجازها لتسهيل رحلة المستثمر بالمملكة بمقدمتها قانون تنظيم البيئة الاستثماريَّة، الذي وسع صلاحيات وزارة الاستثمار، وأوضح المرتكزات والسياسات العامة للحكومة في العملية الاستثمارية، وقدم دعمًا ملحوظًا للمستثمر، بهدف تعزيز تنافسية الاقتصاد الأردني وقدرته على استقطاب الاستثمار. كما أنجز الأردن قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز وتمكين البيئة الاستثمارية، بما يسهم في تبسيط الإجراءات والسير في تنفيذ المشاريع الإستراتيجية والحيوية بالشراكة مع القطاع الخاص. ويزخر الأردن بفرصٍ استثماريةٍ ذات جدوى اقتصاديةٍ كبيرةٍ تتوزع على قطاعات: (تكنولوجيا المعلومات، السياحة، السياحة العلاجية، الصناعات الدوائية، العلوم الحياتية، خدمات الرعاية الصحية، الصناعات الغذائية، الألبسة والمنسوجات، الزراعة، الخدمات اللوجستية، الكيماويات، الأسمدة). وأكدت وزيرة الاستثمار الأردنية خلود السقاف حرص المملكة الأردنية على استقطاب المزيد من الاستثمارات ولا سيما العربية، وتوفير سبل الدعم لتمكينها، مشيرة لأهم الإصلاحات التي اُتُّخِذَت لتجويد بيئة الاستثمار والأعمال في المملكة، لا سيما إقرار قانون البيئة الاستثمارية والأنظمة والتعليمات الصادرة بموجبه، وإقرار السياسة العامة للاستثمار، وإصدار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مبينةً أن العمل جارٍ على إعداد وصياغة مسودة أنظمة قانون مشروعات الشراكة، بهدف توفير بيئة داعمة للاستثمارات القائمة وتهيئة الظروف الجاذبة للاستثمار. وأشارت السقاف في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن قانون البيئة الاستثمارية والنظام الصادر عنه حمل العديد من المزايا الجاذبة للمستثمر داخل وخارج المناطق التنموية والحرة، ما أسهم برفع حجم الاستثمارات المستفيدة من القانون خلال 9 أشهر من العام الماضي 2023 بنسبة 34 % ليصل لنحو 879 مليون دينار أردني مقارنة بـ 657 مليون دينار أردني للفترة ذاتها من عام 2022م. وأبانت أن القانون أجاز إنشاء الصناديق الاستثمارية، فتم تسجيل أول صندوق استثماري أكبر صندوق استثماري أردني في المملكة، من حيث رأس المال المصرح به والبالغ 100 مليون دينار أردني مملوك بالكامل للبنوك الأردنية، مبينة أن الحكومة تقدم من خلال وزارة الاستثمار الدعم الكامل لإنشاء الصناديق الاستثمارية، لأنها تسهم في تحفيز رؤوس أموال المؤسسات الاستثمارية واستقطابها، بغرض استثمارها في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية والتنافسية العالية، مما سيساعد في تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والتنموية، وسيكون لها أثر مباشر في نمو الاقتصاد الوطني، ومحاربة مشكلتي الفقر والبطالة في البلاد. وحول الفرص الاستثمارية التي أطلقتها الوزارة بيّنت السقاف أن وزارة الاستثمار أطلقت منصة (invest.jo) لمواكبة السِّياسة الاستثماريَّة العامة وكأداة من أدوات إستراتيجيَّة الترويج للأعوام 2023-2026، التي تستهدف التركيز على قطاعات واعدة وأسواق محددةٍ بهدف زيادة حجم الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية التي تسهم في تحقيق التنمية وتوفير فرص عمل للأردنيين وبما يتماشى مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة 2033م. وقالت إن المنصة تتضمن 36 فرصةً استثماريةً متنوعة قطاعياً وجغرافياً ضمن قطاعات اقتصادية ذات قيمة مضافة عالية وبحجم استثمار يبلغ 1.4 مليار دولار، إضافةً إلى عدد من القطاعات الاقتصادية الواعدة وذات الأولوية، ويمكن التعرف على مزايا الاستثمار بها بواقع 17 قطاعًا. وأضافت أن المنصة تمكن المستثمر من التعرف على العديد من المعلومات التي يحتاجها أثناء رحلته الاستثمارية في المملكة، كالتعرف على الإطار التشريعي للاستثمار، والخطوات الأساسية لتسجيل وترخيص المشاريع بشكل إلكتروني، وحزمة الإعفاءات والامتيازات التي تمنح للنشاط الاقتصادي. وبينت أن القطاعات تتوزع على (الزراعة والأمن الغذائي، الصناعات الكيماوية، الصناعات الإبداعية، التعليم، الطاقة، النمو الأخضر، التجارة، النقل والخدمات اللوجستية، المياه، الاتصالات وتقنية المعلومات، العلوم الحياتية، الرعاية الصحية، السياحة، التعدين، الصناعات الغذائية، المحيكات والملابس، صناعة الأفلام)، إضافة إلى مشاريع شراكة بين القطاعين العام والخاص. وأوضحت السقاف أنه بهدف تقديم الخدمات المثلى للمستثمرين وتسهيل بيئة الأعمال واختصار الوقت والجهد، اُنْتُهِي من أتمتة الخدمات المتعلقة بتراخيص وممارسة الأنشطة الاقتصادية، فتم أتمتة 95 خدمة تقدمها الوزارة في المرحلة الأولى من مشروع الأتمتة، مشيرةً إلى أن المرحلة اللاحقة ستشمل أتمتة الخدمات المرتبطة بالجهات والمرجعيات الأخرى ذات العلاقة بالاستثمار. من جانبها، أطلقت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية المنصة الإلكترونية للفرص الاستثمارية للثروات المعدنية والبترول والصخر الزيتي المتوفرة بالمملكة invest.memr.gov.jo)) والتي تتميز بالربط البيني مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث يمكن للمستثمرين حاليًا التقدم بطلب للاستثمار إلكترونيًا. وتعرض المنصة الفرص الاستثمارية المتاحة في الثروات المعدنية (البازلت والسيليكا، والجبص، والدياتومايت، والكاولين، والدولومايت، والفلدسبار)، بالإضافة إلى البترول والصخر الزيتي. بدوره، أكد رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمّان خليل الحاج توفيق، أن الأردن دخل في عهد اقتصادي جديدٍ من خلال خطة للتحديث الاقتصادي تمتد حتى 2033، أساسها استقطاب استثمارات خارجية للمملكة تزيد قيمتها على 41 مليار دولار. وأشار إلى أن المملكة أنشأت وزارة خاصة بالمستثمرين لتجاوز كل العقبات والصعوبات التي كانت تواجههم سابقًا، إضافة لإنجاز تشريعات حديثةٍ وعصريةٍ ناظمة تتضمن عديد الحوافز والمزايا لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وبخاصة العربية. وأكد أن الأردن يدرك وجود منافسةٍ قويةٍ بالمنطقة لاستقطاب المستثمرين وأصحاب الأعمال الذين يبحثون عن العائد المالي الأكبر لاستثماراتهم وهو ما هو موجود بالمملكة، إلى جانب مزايا أخرى تلبي احتياجات المستثمرين. وأشار للعديد من المقومات التي تحكم بيئة الاستثمار والأعمال بالأردن، والتي يأتي بمقدمتها (الأمن والاستقرار، واستقرار النقد من خلال سعر صرف ثابت للعملة المحلية، وانخفاض معدل التضخم، وطبيعة الحياة والتعليم بمختلف مراحله، والموقع الإستراتيجي، وعلاقات خارجية قوية واتفاقيات تجارية مع مختلف التكتلات الاقتصادية العالمية. وقال الحاج توفيق إن هذه المقومات والمزايا تمثل رسالةً مهمةً للمستثمرين وأصحاب الأعمال، وبخاصةٍ من الأشقاء العرب، لاستغلال الفرص الاقتصادية الكبيرة المتوفرة بالأردن ولم تستغل حتى اليوم ولا سيما تلك التي تتركز بقطاعات السياحة والطاقة والتعدين. من جهته، أكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمّان فتحي الجغبير أن الأردن يشهد بالفترة الأخيرة تطوراتٍ عديدةٍ انعكست إيجابًا على بيئة الاستثمار بالمملكة، إضافة لتمتعه بالعديد من المزايا التي تجعل منه مستقطبًا لمختلف الاستثمارات العربية خاصةً في القطاع الصناعي. وقال: إن الأردن يمتلك موقعًا جغرافيًا إستراتيجيًا مميزًا وموارد معدنيةٍ عدة من الفوسفات والبوتاس، جعله مركزاً للعديد من الصناعات، إلى جانب وجود المناطق التنموية والصناعية ذات مزايا وحوافز متنوعةٍ، وتوافر الموارد البشرية المؤهلة واتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والمتعددة والتي مكنت المنتجات الوطنية من الوصول لأكثر من 1.5 مليار مستهلك حول العالم. ودعا الجغبير المستثمرين العرب إلى اغتنام الفرص الكبيرة والمتنوعة في القطاع الصناعي سواءً في مجال تكامل سلاسل القيمة والاستثمارات في المواد الأولية فضلاً عن عدد من الفرص الاستثمارية ذات الجدوى والعوائد الاستثمارية. وبين أن رؤية التحديث الاقتصادي التي تعد خارطة طريق للأردن وضعت القطاع الصناعي بمقدمة القطاعات عالية القيمة، وألقت على عاتقه تحقيق ثلث مستهدفات الرؤية، خصوصًا فيما يتعلق باستقطاب استثمارات قيمتها المقدرة تزيد على 14.4 مليار دولار كاستثماراتٍ داخل القطاع الصناعي خلال العقد المقبل. وأكد الجغبير أن الصناعة الأردنية تمتلك العديد من الاستثمارات العربية الرائدة بالعديد من الصناعات الإستراتيجية عالية القيمة، والتي قدمت للقطاع الصناعي الكثير وأسهمت بتطوره وتعزيز القيمة المضافة له، وتوليد فرص العمل وتعزيز وصول المنتجات الصناعية الأردنية لمختلف الأسواق التصديرية العالمية.
مشاركة :