نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس الأول، في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي، احتفالية تكريمية للشاعر حبيب الصايغ، بمناسبة فوزه بمنصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ولتكريم المشاركين في المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي انعقد في أبوظبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قدم للاحتفالية محمد غباشي، وحضرها الكثير من الكتاب الإماراتيين والعرب. قال حبيب الصايغ في كلمته خلال الحفل: لقد تم تكريمي يوم أجمع أعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على انتخابي ثلاث مرات، وتم تكريمي يوم أصر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على تعييني محرراً في جريدة الاتحاد، وأنا أبلغ 12 عاماً، وقد كرمت بجائزة الدولة التقديرية، وتسلمتها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وقد عملت مع سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، وكانت من أجمل تجارب عمري. وتقدم الصايغ بالشكر إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، على اهتمامه الدائم بالثقافة والمثقفين، موضحاً كذلك أنه تم تكريمه سابقاً من الراحلين تريم عمران وعبدالله عمران، وكُرمت بمحبتكم جميعاً، ووصلت إلى هذا المستوى الإعلامي والثقافي عبر مساعدتكم ومحبتكم وسأرد على ذلك بالعمل الجاد. وتطرق الصايغ خلال كلمته إلى بعض ما أنجزه الاتحاد خلال 100 يوم من انتخابه في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيراً إلى أنه تم العمل على تفعيل أدوار نواب ومساعدي الأمين العام عبر إشراكهم في نظر القرارات واتخاذها، وفي رسم ملامح الخطة المستقبلية للاتحاد، كذلك تفعيل عمل المكاتب النوعية، وعددها 12 مكتباً. وأشار إلى أن الاتحاد وضع خطة لتطوير العلاقة بين اتحادات وروابط وجمعيات وأسر الكتاب العرب من جهة، ووزارات الثقافة العربية من جهة ثانية، بما في ذلك العمل على إقامة مؤتمرات موازية لاتحادات الكتاب تسبق اجتماعات وزراء الثقافة العرب لتقديم اقتراحات توصيات، معرباً عن أمله في أن يتم عقد أول هذه الاجتماعات قبل نهاية العام الجاري، وقبل اجتماع وزراء الثقافة العرب في تونس، ديسمبر/كانون الأول المقبل. وقال الصايغ لقد اشتغلنا خلال المئة يوم الماضية على جانب النشر عبر اتخاذ خطوات عملية، منها تحويل مجلة الكاتب العربي التي تصدر فصلياً عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب إلى مجلة شهرية، وسيصدر العدد الشهري الأول في 1 يونيو/حزيران المقبل، وتم الاتفاق مع دور التوزيع لتكون في متناول القراء في جميع الدول العربية وأوروبا، وقد تم تسمية منسقين للمجلة من جميع الاتحادات العربية، بحيث تعكس المشهد الثقافي العربي الراهن، مضيفاً أن المجلة ستشتمل على ملحق للكتابات الواعدة، وبالتزامن تم أيضاً الإعداد لإطلاق موقع الاتحاد الإلكتروني الجديد بحلول شهر يوليو/تموز المقبل. وأكد الصايغ أن العمل على موضوع الحريات منذ انتخاب الأمانة العامة الجديد استند إلى أسس عملية بهدف إيجاد لغة جديدة في موضوع الحريات تطالب بتعديل القوانين الخاصة بالحريات، وفي الوقت نفسه تحترم أحكام القضاء، مشيراً إلى أن الحرية التي يطالب ويدافع عنها الاتحاد هي الحرية المسؤولة التي تحترم كرامة الإنسان وترفض التعدي عليها، مشيراً إلى أن الكتاب والأدباء ينبغي أن يكونوا أكثر الناس حرصاً ودفاعاً عن هذه الحرية والكرامة لهم ولغيرهم. ولفت إلى أن الاتحاد أصدر بياناً بشأن تخفيف الحكم على الشاعر الفلسطيني أشرف فياض من قبل القضاء السعودي، كما تمت مخاطبة كل من وزير الداخلية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية في شأن منع الباحثة التونسية الدكتورة آمال قرامي، من دخول مصر وقد كانت مدعوة رسمياً لحضور مؤتمر مكتبة الإسكندرية، كما أصدر الاتحاد بياناً حول إعدام الشاعر السوري محمد بشير العاني، من قبل تنظيم داعش الإرهابي. وأعلن الصايغ أنه تم الاتفاق مع جميع الاتحادات ليكون يوم 19 إبريل/نيسان الجاري يوماً لتضامن المثقفين والكتاب والأدباء، معرباً عن أمله أيضاً بانضمام المغردين العرب للتضامن ضد هذا التنظيم الإرهابي ومواقفه من الإنسان والحضارة والفن، لأن التضامن ضد داعش هو تضامن مع الحياة ضد أعداء الحياة. وقال الصايغ لقد تابع الاتحاد خلال الفترة الماضية أحوال الكتاب العرب، وهناك بعض الحالات المرضية التي يُجرى العمل على تأمينها، كاشفاً عن خطة لوضع صيغة جماعية للحل بما في ذلك تأسيس صندوق يضمن علاج الكتاب العرب الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج. وأضاف أن الاتحاد انتهى من الإعداد لاجتماع المكتب الدائم، والذي سيكون في شهر يوليو/تموز المقبل، وكذلك الإعداد لمؤتمر الأدب العربي والعالم في دبي خلال شهر فبراير/شباط 2017. ونوه إلى الزيارات التي قام بها الاتحاد العام ممثلاً بشخص أمينه العام، إلى كل من القاهرة وتونس واللقاء مع مثقفي مصر وتونس، كما يُجرى الإعداد لزيارات أخرى منها فلسطين في شهر مايو/أيار المقبل. وأضاف الصايغ حول انتقال الأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب من القاهرة إلى أبوظبي، أن هذا النقل حصل بإجماع عربي، لكن فوجئنا بآراء غريبة استكثرت علينا ذلك، موضحاً أن ما حصل كأنه انتقال من القاهرة إلى القاهرة، فنحن كيان واحد، والإمارات تقود العمل العربي على أكثر من صعيد، وضربت أروع الأمثلة في التسامح الإنساني، ونشر السعادة، وهي الأقدر على قيادة العمل الثقافي أيضاً، وسننجح هكذا تعلمنا من آبائنا، ومن قيادتنا أن نحلم كثيراً وأن نعمل أكثر. وشهدت الاحتفالية تقديم فيلم وثائقي قصير عن سيرة حبيب الصايغ، ثم ألقى الشاعر أحمد العسم، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كلمة قال فيها: تغمرني مشاعر رائعة بهذه المناسبة، فأنا اليوم في حضرة الاحتفاء بشاعر استثنائي هو حبيب الصايغ الذي دفعني لكي أقول إن الحب لا حدود له، هو لا يحتاج إلى صناديق، حبيب الصايغ ساحر الكلمة الشعرية، يعرف كيف يضع الحرية بين يديك، وحين يبدأ الفعل يقول لك افرد يديك لتطير الحرية وتصير أنت حماماً تملأ كبد السماء، لكي تأخذ الحرية تجربتها الخاصة. وشارك الدكتور أكرم قنبس بقراءة كلمة الكتاب السوريين المقيمين في الإمارات، قائلاً: قد لا توفي كلمات ولا جوائز ولا مناصب حق حبيب الصايغ. وقرأ الدكتور إياد عبدالمجيد كلمة بالنيابة عن أدباء العراق، وقدم كل منهما درعاً تذكارية للصايغ، وتم تكريم الصايغ من قبل أحمد العسم، نيابة عن أعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بتقديم درع ولوحة فنية مرسومة بالرمل للصايغ، من أعمال الفنان جمال عقل، ثم كُرم الصايغ من المشاركين في المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وقدم الشاعر محمد البياسي درعاً تذكارية للصايغ نيابة عن رابطة الشعراء العرب.
مشاركة :