أكدت دولة الإمارات التزامها ومساهمتها، من خلال علاقات الشراكة المجدية، في التوصل إلى حلول لقضية اللاجئين السوريين، مبدية تطلعها إلى النتائج التي سيتم التوصل إليها خلال مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني، المزمع عقده بتركيا، في شهر مايو المقبل، ومؤتمر القمة المعني باللاجئين، المقرر أن تعقده الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، والاستفادة التي ستعود من تلك المبادرات لوضع حلول لهذه التحديات. وقالت وزيرة الدولة، ميثاء بنت سالم الشامسي، في الكلمة التي ألقتها أمام الاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أول من أمس، لبحث أحوال اللاجئين السوريين، إن الوضع الحالي لسورية يعتبر مشكلة إنسانية تؤرق العالم بأسره، مشيرة إلى وجود ما يزيد على 4.8 ملايين لاجئ سوري و6.5 ملايين شخص نازح داخلي في سورية. وشددت ميثاء الشامسي على أنه لا يمكن السماح بأن تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين لتصبح شبيهة بأزمة اللاجئين الفلسطينيين، حيث أصبحت الدول المضيفة موطناً لهؤلاء اللاجئين على مدى عقود، وأصبحوا مجبرين على مواصلة العيش للأبد على هذا النحو. وأكدت في هذا الصدد التزام دولة الإمارات بشدة بدعم الشعب السوري، وقالت إنه في عام 2012 كانت الإمارات من أولى الدول التي قدمت مساعدات إنسانية للاجئين السوريين والأشخاص النازحين فيها، ومع استمرار الحرب استمر دعمنا، مشيرة إلى أن دولة الإمارات قدمت، على مدى السنوات الخمس الأخيرة، ما يزيد على 600 مليون دولار، كما تعهدت بتقديم 137 مليون دولار أخرى خلال آخر مؤتمر في لندن، الذي عقد في شهر فبراير الماضي، فيما تمتد المساعدات الإنسانية الإماراتية للاجئين السوريين لتشمل الموجودين في كل من الأردن ولبنان والعراق ومصر، بالإضافة إلى الأشخاص النازحين داخلياً في سورية. وأوضحت أن المساعدات الإماراتية شملت توفير الغذاء والمواد غير الغذائية وخدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والإيواء، بما في ذلك بناء وإدارة المخيمات، مشيرة إلى تأسيس الإمارات لمخيم للاجئين في الأردن، يتسع لـ10 آلاف لاجئ، بالإضافة إلى مستشفى ميداني في منطقة المفرق، ودعم تقديم الخدمات الصحية الاجتماعية المتنقلة لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون خارج المخيمات في شمالي الأردن، بالإضافة إلى اللاجئين الآخرين الذين يعيشون في المجتمعات المضيفة داخل الأردن، حيث يخدم هذا المستشفى الميداني في المتوسط نحو 800 مريض يومياً، إلى جانب تأسيس مخيم في شمالي العراق يسع لنحو 4000 لاجئ سوري.
مشاركة :