أسواق النفط صامدة أمام الاضطرابات الجيوسياسية وانقطاع الإمدادات

  • 1/22/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - تتداول أسعار النفط قرب نفس مستوياتها التي كانت عليها قبل شهر تقريبًا، رغم استمرار الصراع في الشرق الأوسط واضطراب سفن الحاويات في البحر الأحمر، وتعطل بعض إمدادات النفط في الولايات المتحدة، بعدما كانت أي إشارة لاضطرابات في الماضي تدفع الأسعار للارتفاع. وتقول المحللة الاقتصادية إيرينا سلاف في تقرير نشره موقع أويل برايس الأميركي إن الحرب بين إسرائيل وحماس تتوسع الآن وتتجنب الناقلات وسفن الحاويات البحر الأحمر، لكن أسعار النفط لم تتحرّك حتى مع تعطّل الإمدادات الفعلية في الولايات المتحدة. وشهد هذا الأسبوع انخفاض إنتاج النفط الخام في ولاية داكوتا الشمالية الأميركية بما يتراوح بين 650 ألف و700 ألف برميل في اليوم. وفي الوقت نفسه، جاءت البيانات الاقتصادية الصادرة عن أكبر محرك للطلب في العالم – وهو الصين – مخيبة للآمال على الرغم من أنها أظهرت معدل نمو للربع الرابع من العام الماضي عند 5.2 في المئة، وهو ما يدفع أسعار النفط للانخفاض أو يبقيها ثابتة. وعلى الرغم من أن “أوبك” تتوقع نمو الطلب على النفط بقوة هذا العام ليصل إلى 1.85 مليون برميل يوميًا، ومع ذلك فإن السوق تتجاهل ذلك وتنظر إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الصين لتُصاب بخيبة أمل. احتمال حدوث انقطاع كبير في الإمدادات في الشرق الأوسط منخفض، بل هناك إمدادات احتياطية من أوبك وانخفض إنتاج النفط الخام في ولاية داكوتا الشمالية – من أكبر الولايات المنتجة للنفط – بما يتراوح بين 650 ألفًا و700 ألف برميل يوميًا، بسبب الطقس شديد البرودة وتحديات التشغيل، وذلك بعدما بلغ إنتاج الولاية 1.27 مليون برميل يوميًا في أكتوبر. وذكر المنظمون أن الطقس البارد القارس يسبب سلسلة من الانسكابات في حقول النفط في الولاية بالإضافة إلى تباطؤ الإنتاج. وشهدت الولاية عدة أيام من الطقس البارد، إذ وصلت درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 70 درجة تحت الصفر في حقول النفط في باكن، ما يُجهد العمال والمعدات، وقد يُسبب حوادث مؤسفة تؤدي إلى الانسكابات. وذكر رون نيس رئيس مجلس البترول في داكوتا الشمالية، أن الإنتاج انخفض خلال فترة البرد وهو ما يرجع جزئيًا لمحاولة الشركات منع الانسكابات. ورغم ذلك الانخفاض في الإنتاج، إلا أنه لم يكن له أي تأثير على أسعار النفط العالمية على الإطلاق، لأن الجميع يتوقع عودة الإنتاج إلى المسار الصحيح بمجرد انتهاء موجة البرد الأخيرة. ولا تزال أسعار النفط ترتفع حتى مع قيام سفن الحاويات والناقلات بالتحول نحو مسارات أطول حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح بدلاً من البحر الأحمر وقناة السويس. وكان ينبغي لتلك المبادلة دفع أسعار النفط للارتفاع لأنها ستؤدي حتمًا إلى زيادة الطلب على الوقود، لكن لا تزال الأسعار تعتمد على الطلب الصيني والمعروض الأميركي. Thumbnail وقال مايك ويرث المدير التنفيذي لدى شيفرون إن المخاطر حقيقية للغاية في البحر الأحمر، وأعرب عن دهشته من عدم تداول خام غرب تكساس الوسيط بسعر أعلى، وأضاف في حديث مع “سي إن بي سي“ هذا الأسبوع قائلاً: “يتدفق الكثير من النفط العالمي عبر تلك المنطقة، وأعتقد أنه في حال انقطاعه يمكن أن تتغير الأمور بسرعة كبيرة”. ومع ذلك، يبدو أن معظم اللاعبين في سوق النفط اعتبروا أن هذا الخطر غير محتمل، وذلك لأن احتمال حدوث انقطاع كبير في الإمدادات في الشرق الأوسط منخفض بالفعل، بل وهناك إمدادات احتياطية من “أوبك” نفسها. وتمتلك أوبك وحلفاؤها طاقة احتياطية مجتمعة تزيد على 4 ملايين برميل يوميًا، وتعزز طاقتها الاحتياطية عن طريق خفض الإنتاج، وربما لن تغير تلك الدول مسارها حتى ارتفاع الأسعار، وحدوث انقطاع في الإمدادات. وتحظى حجة طاقة أوبك الفائضة بشعبية كبيرة بين المحللين. ويمتلك الكارتل وشركاؤه في أوبك+ طاقة احتياطية مجتمعة تزيد عن 4 ملايين برميل يوميا، لكن هذا لا يهم إذا لم تقرر هذه الدول المنتجة استخدامه. وفي الوقت نفسه، لا يمكن لأحد أن يحدد نسبة الطلب على النفط مسبقا. وتتوقع أوبك أن ينمو بقوة خلال 2024 ويبلغ 1.85 مليون برميل يوميا، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتباطأ هذا النمو مع تزايد وتيرة التحول في مجال الطاقة ومبيعات السيارات الكهربائية. وكانت توقعات أوبك أقرب إلى اتجاهات الطلب الفعلية من وكالة الطاقة الدولية خلال السنوات القليلة الماضية، لكن السوق يتجاهل هذا أيضا، بانتظار تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصيني التالي المخيب للآمال.

مشاركة :