البقالات الصغيرة مرة أخرى

  • 4/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة في الاسبوع الماضي عن مسألة إغلاق البقالات الصغيرة، وكذلك الأستاذ خالد الشنيبر، عن نفس الموضوع في جريدة اليوم، تعليقا على اقتراح مجلس الشورى بهذا الخصوص، للوهلة الأولى سينضم الكثير من الناس إلى مسألة الإغلاق -وأنا منهم- سعياً نحو إتاحة المجال للمواطن السعودي، إلا أن الدكتور بو حليقة أشار باختصار إلى انعدام الفائدة من اتخاذ قرارات دون أن تجد طريقها للتنفيذ، مذكرا بقرار إغلاق البقالات التي تقل مساحتها عن 400 متر، ان لم توظف سعوديا، الذي صدر عام 2000 م، وأضاف إن أسعار البقالات الصغيرة أقل، كما أنه ليس من المناسب إصدار قرار بشكل سريع، ليلغي عشرات الآلاف من البقالات بجرة قلم، لذا فهو ضد قرار الإغلاق، وهذا هو رأي الأستاذ الشنيبر أيضا، لذا وإضافة إلى كل ما طرحه الكاتبان القديران، يجب أن نشير إلى أننا مع أي خطوة عملية باتجاه السعودة الحقيقية، والسعودة كأصل أمر مطلوب، وإيجاد وظيفة لأبنائنا أمر على درجة كبيرة من الأهمية، ولكن هل فعلا سيتم دعم السعودة عندما نغلق البقالات الصغيرة، حتى ولو بصورة غير مباشرة؟ إنني أشك في إمكانية حصوله، ومع ذلك فإننا تجاه قضية البقالات الصغيرة نشير إلى النقاط التالية: أولا: من الأفضل أن لا نلجأ وبشكل متعجل إلى سياسة الإغلاق، سواء كاقتراح من قبل مجلس الشورى أو وزارة العمل أو غيرها، ليكن هذا الخيار هو الخيار الأخير، من قبيل (آخر الدواء الكي)، لان هذه الكيانات الاقتصادية وغيرها تحوي ملايين الريالات، وليس من الإنصاف شطبها وبشكل سريع، من أجل ما نظن أنه يدعم السعودة. ثانيا: إن وجود البقالات الصغيرة يسهل على المواطنين شراء حاجياتهم بيسر وسهولة، عبر مشوار قصير من منازلهم بدلا من قطع مسافة طويلة نحو أقرب مركز تسويق كبير، ثالثا: إن إغلاق هذه البقالات لن ينفع السعودة بشكل مباشر، لأنه لا يوجد سعوديون راغبون في فتح بقالات صغيرة تعمل على مدى 18 ساعة باليوم، رابعا: إن الوقت الذي يقضيه المواطن في شراء حاجياته في هذه البقالات، أقل بكثير منه داخل المراكز الكبيرة، التي توزع بضاعتها على مساحات واسعة، وهذا الوقت له تكلفة اجتماعية واقتصادية على الوطن والمواطن، خامسا: إن دفع المواطن للذهاب إلى مراكز التسويق الكبيرة يكرس حالة التسوق باعتبارها ثقافة، تؤثر على عقلية المواطن وتجعله يشتري مواد لا يكون في حاجة إليها، ولكنه أُجبر على المرور عليها وبالتالي شراؤها، وهي سياسة تسويقية معروفة سابعا: إن إغلاق البقالات الصغيرة يعزز هيمنة المراكز الكبيرة، واستغلالها للمواطن ومن ثم رفع الأسعار أكثر مما هي مرتفعة الآن، مقارنة بالبقالات الصغيرة، ويكرس نوعا من أنواع الاحتكار، والضحية في النهاية المواطن،الذي كنا نسعى لدعمه عبر السعودة، ثامنا: إن هذا النمط من البقالات الصغيرة منتشر في الدول الغربية، والتي تعاني من البطالة أيضا، والبعض منها يديرها آسيويون تماما كما لدينا، دون أن يكون ذلك عائقا ودون وجود مبرر لإغلاقها. تلك نقاط سريعة توضح حقيقة الأمر بالنسبة لفكرة إغلاق البقالات الصغيرة، والتي نرى ضرورة وضعها على طاولة البحث بشكل مركز، قبل اتخاذ أي قرار بشأنها.

مشاركة :