لطالما آمنت أن دورنا كمواطنين سعوديين لا يمكن تحجيمه وحصره بخانة الدور الدفاعي، وإنما هو أكبر من ذلك بكثير، حيث إن الدفاع خانة يُحشر بها الضعفاء، ودورنا الحقيقي هو الانشغال بالعمل والبناء والتطوير والتغيير الذي بالتالي سيتحدث عنا دون الحاجة لتحسين الصورة الذهنية أوتقديم شرح تفصيلي خشيةً من ردود أفعال الغير. وهذا ما اختصره معالي عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية والمبعوث لشؤون المناخ، حينما طرحت عليه المذيعة سؤالاً خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي 2024 في مدينة دافوس السويسرية: (عن مدى صعوبة تغيير صورة المملكة إلى مصدر للطاقة المتجددة عوضاً عن الطاقة الهيدروكربونية) فكان مختصر رده: (أن الأمر لا يتعلق بتغيير الصورة وإنما بتحسين كوكبنا، وبجعله أكثر أماناً.. وبتقديم مثال يحتذي به الآخرون، فمسألة الصورة لا تعنينا، وإنما تعني الآخرين وكيف يرونها، فإذا كنت ترغب في رؤية واقع السعودية فهذا عظيم.. وإذا كنت لا ترغب فماذا إذاً؟ الحياة تستمر وسنستمر في فعل ما نفعله.. ورأسنا مرفوع). هذا الرد الذي يدرّس يجب أن يكون نهج كل سعودي، عندما يستعر الصياح على وسائل التواصل، ولا مانع من الدفاع وإيقاف الأصوات النابحة، ولكن دورنا الحقيقي يكمن في الالتفات للإنجازات، فطاقتنا لا نريد أن تُهدر بالردود وإنما ندخرها لبناء هذا الوطن وبدفع عجلة مسيرته للأمام، فالمملكة الآن مشغولة ببناء نفسها، والرياض تتأهب لأكثر من حدث في الأيام المقبلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (منتدى مستقبل العقار) الذي يهدف إلى تجمع استراتيجي لمناقشة واقع ومستقبل القطاع العقاري، و(ملتقى السياحة السعودي) لتطوير المعرفة في المجال السياحي، كما تنتظر الرياض، (القمة العالمية للحوكمة) لبناء وتوطيد علاقات العمل وتبادل الخبرات، وسينطلق من الرياض أيضاً (المنتدى العالمي للمدن الذكية)، الذي يسهم في تشكيل رؤية طموحة لمستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية، وتحفيز رجال الأعمال في مختلف الدول على الاستثمار فيها. كما سينعقد في الرياض خلال شهر فبراير القادم (مؤتمر الشرق الأوسط للاستثمار)، والذي يُعد منصة دولية وملتقى سنوياً لتجمع المستثمرين. وسوف تستضيف الرياض أيضاً في الأيام المقبلة (ملتقى السوق المالية السعودية 2024) تحت شعار: (تعزيز النمو) والذي يعتبر حدثاً محورياً ومنصة يتقاطع فيها النمو الاستراتيجي والفرص الاقتصادية والتمويل المستدام. نحن مشغولون بالتقدم للأمام، لا وقت لدينا للردود، فمسيرة التطور تتحدث عن نفسها، فعاليات وأحداث تعكس رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030، والقادم أجمل بكثير، فما يضيرنا صياح أحدهم ما دامت القافلة تسير.
مشاركة :