الحياة جميلة، لكن جمالها يكمن في مدى اهتمامنا بأنفسنا، وعدم الاستهتار بها والانقياد وراء رغبات وأهواء، قد تكون سببًا في تغيير مسار حياتنا، وعندها لا ينفع الندم. عندما تقود سيارتك في الشوارع الداخلية، أو على الطرق الطويلة، قد تلاحظ بعض المشاهد التي تلفت انتباهك، منها شخص يقود سيارته بتهور، وفجأة يرتكب حادثًا مع سيارة أخرى، وعند معرفة السبب تجد أنه كان يتحدث في الجوال، ولم يستطع الحفاظ على توازن سيارته! وقد تشاهد سائقًا آخر ينتقل من مسار إلى آخر، وقد تظن أنه غلبه النعاس، وعندما تتجاوزه تشاهده على جواله يرد على مكالمة، أو يكتب رسالة. وبالرغم من التحذيرات المستمرة من المرور، ووضع كاميرات لكشف مستخدمي الجوال، وإيقاع العقوبة عليهم، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من استخدامه؛ فكثرت الحوادث القاتلة، التي أدى كثير منها إلى موت أُسر بكاملها، وتيتم كثير من الأطفال بسبب فقدهم والديهم. لقد أصبح الإدمان على الجوال مشكلة تؤرق الجميع، حتى أن البعض قد يغلبه النوم وجهاز الجوال في يده؛ فهو لا يغلقه أبدًا. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام الجوال بشكل مفرط يؤدي إلى تغييرات في العقل، خاصة في التركيز والانتباه.. وقد يؤثر في طريقة التفكير، وقدرة الدماغ على الإدراك، إضافة إلى إصابة عضلات الرقبة بالتشنج نظرًا لامتصاص معظم الأشعة الصادرة من الهاتف، كما أنه يؤثر على خلايا الشبكية. لقد حذَّر كثير من المختصين من استخدام الهاتف المحمول، أو أي جهاز إلكتروني، مثل الحاسوب والأجهزة اللوحية، لأكثر من عشرين دقيقة متواصلة، وطالبوا باستخدام النظارات للحماية من الضوء الأزرق الصادر من الجوال والحاسوب، ودعوا لإبعاد الهاتف المحمول عن وجه المستخدم، وعدم التحدث به لفترات طويلة نظرًا لما يسببه من إجهاد للعين، وتشنج لعضلات الرقبة، ومن ثم الشعور بالصداع. إننا أمام مسؤولية كبيرة عن أطفالنا الذين يمضون الساعات الطويلة أمام الأجهزة الذكية والهاتف، التي أثبت الطب تسببها في قِصَر النظر لمن يقضون ساعات طويلة دون انقطاع، وينظرون إليها من مسافات قريبة، وطالبوا بالحرص على تحديد وقت معين لاستخدامها، مع تقليل الإضاءة، ومراجعة طبيب العيون عند التعرض لإجهاد العينين عند الطفل.
مشاركة :