صحيفة همة نيوز : أ .عبدالله المطلق .. عرفت الأستاذ سلمان سالم الجمل رحمه الله ، عندما كنا ندرس في جامعة الملك سعود بالرياض ، وصارت بيننا علاقة حميمية وتواصلنا بعد التخرج ، ومن خلال عملنا في المجال التعليمي وجلوسي معه ..رجل يعشق التراث وملهم بالثقافة .. ودار بيني وبينه تواصل وقررنا الكتابة عن مدينة العيون ضمن سلسلة هذه بلادنا عام 1420هـ ، ولكن القضاء والقدر حال دون ذلك ..لكن يظل أثره باقيا وربما أوراقه التي تركها تحمل آماله وطموحاته . مولده : ولد في مدينة العيون بالأحساء، في مطلع عام 1381هـ ، وترعرع في أسرة ترتيبه فيها الخامس بين 6 أخوة، تعليمه : تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدينة العيون، أما تعليمه الثانوي فكان في مدرسة المبرز الثانوية، ثم واصل مشواره التعليمي الجامعي في جامعة الرياض ( جامعة الملك سعود ) ، وتخرج منها بعد تعديل مسماها في سنة تخرجه عام 1402هـ إلى جامعة الملك سعود، وحصل منها على بكالوريوس التربية في الآداب متخصصاً في علم النفس. حياته العملية : باشر حياته العملية في سن مبكرة، حيث عمل في التدريس، وتم تعيينه معلماً لمادتي علم النفس وعلم الاجتماع في مدرسة الشاطئ الثانوية بالدمام، وفي العام التالي انتقل إلى مدرسة العيون الثانوية .وخلال أكثر من عقدين مارس العديد من المهام التربوية، حيث عمل وكيلاً لثانوية العيون، ثم مرشداً طلابياً، وقد كان يجمع بين أدائه في كل مهمة وعمله في التدريس. كما مارس أيضاً مختلف الأنشطة المدرسية كالعمل أميناً لمكتبة المدرسة، مشرفاً للنشاط المدرسي، معلماً لمادة المكتبة والبحث ومعلماً لمادة التربية الوطنية ، وقد حصل على عدد من الدورات التدريبية في مجال عمله، مثل أعمال الهلال الأحمر، والإرشاد الطلابي، والعلاج النفسي، والأساليب المبتكرة في التدريس، وإعداد البحوث التربوية ، كما حصل على عدد من شهادات الشكر والتقدير. وبعد 20 عاماً حضر لنيل رسالة الماجستير في الإدارة التربوية في جامعة الملك فيصل بالأحساء (غير متفرغ)، إضافة إلى عمله بالتدريس. المجال الأدبي : لم يكتف الجمل بممارسة عمله التربوي معلماً، بل سعى إلى ممارسات العديد من الاهتمامات التي وجد نفسه فيها على المستوى الأدبي، الثقافي، الإعلامي والاجتماعي. إذ بدأ في الكتابة في الصحافة المحلية قبل عقدين، منطلقاً من جريدة (اليوم)، حيث نشر له أول مقال فيها، ثم واصل الكتابة فيها، وأيضاً في جريدة (الجزيرة)، ومجلتي (اليمامة) و(الشرق). وفي (اليوم) حرر زاوية آفاق تراثية في صفحة أفق البحر لمدة 3 سنوات، كما حرر فيها أيضاً زاوية ملتقى الجمعة في ملحق الجمعة، وشارك في الكتابة في زاويتي (الروزنة) و(هجريات) في صفحة الواحة ، وله نحو 150 مقالة في الصحافة المحلية. مؤلفاته : وفي نطاق اهتمامه بالكتابة طرق باب التأليف، حيث نشر له عام 1411هـ ديوان (من شعراء العيون)، مشاركة مع عبدالرحمن الغريب. ثم أصدر كتابه (العرضة.. رقصة الحرب) في عام 1414هـ، كأول كتاب يبحث في العرضة ويؤصلها على نحو مستقل. وقدم لكتابه وأثنى عليه الشيخ الأديب عبدالله بن خميس، كما أثنى على الجهد المبذول فيه عدد من أصحاب السمو الأمراء، وعدد من الكتاب منهم الشيخ حمد الجاسر (رحمه الله)، عبر خطابات الشكر التي تلقاها منهم، كما تناوله عدد من الكتاب بالقراءة والعرض في الصحافة المحلية والخليجية، وكذا في الإذاعة والتلفزيون. وبعد خوضه تجربة التأليف والتعامل مع دور النشر والتوزيع آثر التريث في نشر مجموعة من الكتب المخطوطة لديه، مثل (شعر الحرب عبر أطوار التاريخ)، و(صور من الماضي)، و(الألعاب الشعبية)، و(من تراثنا اللغوي)، ومجموعة مقالات. مشاركاته الإذاعية: وفي إطار اهتماماته الإعلامية بدأ مشاركاً في البرامج الإذاعية عام 1406هـ، وفي المشاركة والتنسيق مع معدي ومخرجي البرامج الشعبية في إذاعة الرياض. وقد توج تلك الاهتمامات بتعاونه مع تلفزيون الدمام في إعداد وتقديم التقارير والبرامج التلفزيونية التي ينتجها مركز تلفزيون الدمام منذ عام 1415هـ، قدم خلالها ما يقرب من 70 تقريراً وبرنامجاً تلفزيونياً، مثل (مشاعر وطنية)، (كنوز الذاكرة)، (منجزات وطنية)، (كلمات للوطن)، (الصيف والناس)، ولقاءات بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، ومجموعة من التقارير لبرنامج المملكة هذا الصباح. إنتسابه لفرقة الفنون الشعبية بمدينة العيون : وفي إطار اهتماماته الشعبية فقد انتسب إلى فرقة العيون للفنون الشعبية، خلال الفترة من عام 1405/1411هـ قدم خلال عضويته فيها وبمشاركة أعضاء الفرقة عددا من الأمسيات الشعرية، وشارك فرقة العرضة التي تشتهر بها مدينته في المناسبات الرسمية والشعبية، إذ تعتبر رقصة العرضة لديه موروثاً أصيلاً، يحرص على ممارسته في جميع المناسبات أداءً وكتابة. مشرفا ثقافيا بنادي العيون : وفي إطار اهتماماته الثقافية أصبح مشرفاً ثقافياً في نادي العيون خلال الفترة من عام 1410 إلى 1412هـ، حصل النادي خلالها على المركز الأول في مسابقة حفظ القرآن الكريم لأندية الأحساء في عام 1411هـ، وتمثيله لها على مستوى أندية المملكة. وحصول النادي على المركز الأول في المسابقات الثقافية لأندية الأحساء عام 1412هـ، وتمثيله لها على مستوى أندية المملكة. كما أقام خلال فترة إشرافه الثقافي في النادي مع زملائه في النشاط الثقافي مجموعة من الأنشطة منها معرض رسوم الأطفال، ومسابقة ثقافية بين مدارس العيون، وأمسية شعرية، ومهرجانات رمضانيان. عضو في مجلس إدارة جمعية العيون الخيرية : وعلى المستوى الاجتماعي الخيري هو عضو في مجلس إدارة جمعية العيون الخيرية للخدمات الاجتماعية خلال الفترة من 1412هـ إلى 1414هـ، ثم أصبح أميناً عاماً للجمعية خلال الفترة من 1414هـ إلى 1416هـ. كانت له البصمة الكبرى في تأسيس لجنة التنمية الإجتماعية الأهلية بالعيون وكان أول رئيس لها هواياته : إضافة إلى تلك الاهتمامات التربوية والأدبية والثقافية والاجتماعية، فإن لديه هوايات مختلفة على رأسها القراءة والكتابة والمطالعة والبحث، كما يهوى التصوير الفوتوغرافي، وقد لازمته آلة التصوير الفوتوغرافي منذ وقت مبكر في عام 1390هـ، ويحتفظ بمجموعة من الصور والذكريات الجميلة التي رصدتها عدسته منذ 30 عاماً. كما يهوى التصوير بالفيديو الذي مارسه منذ عام 1403هـ، ولقد سجلت عدسته عبر 20 عاماً أطفالاً غدوا رجالاً، منهم الآن المعلم، المهندس، الموظف، ولقاءات مع كبار السن ممن جمعته بهم الحياة، وتسجيل مناسبات عزيزة على أصحابها، كحفلات زفاف الأقارب والأصدقاء، والرحلات، حين لم يكن التصوير بالفيديو شائعاً في تلك الأيام. ومن هوايات الجمل جمع المقتنيات التراثية، والاهتمام بالموروث الشعبي، والسعي لتدوينه. واهتمامه بحضور المناسبات والفعاليات الأدبية والثقافية والاجتماعية. كما أن له مشاركات في تقديم فقرات حفل بعض المناسبات. وسلمان تزوج زواجاً مبكراً، ثماره 8 أبناء، 3 منهم ذكور (مقرب، جاسم وسالم)، و5 قوارير. مناصب قيادية : وفاته : توفي الزميل الإعلامي والمثقف سلمان بن سالم الجمل المدير السابق لإدارة الإعلام التربوي بتعليم بالأحساء، مساء يوم السبت 27رمضان 1437ﻫ الموافق لـ 2/ 7 /2016م -7-2016م ، ودفن يوم الأحد الموافق 28 رمضان 1437هـ / 3 /7 /2016 م ودفن في مقبرة النهارش بمدينة العيون بجنيده. عبدالله العيد
مشاركة :