انتظم بحضور عدد من الفنانين وجمهور المعارض التشكيلية وبإشراف المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير المعرض الشخصي للفن التشكيلي بعنوان "عليسة في بلاد العجائب" لصاحبه الفنان أكرم خوجة، وذلك يوم السبت 27 يناير/كانون الثاني الجاري بالمركب الثقافي بالجهة بإدارة الأستاذة أميرة البكوش، حيث مثلت الأعمال الفنية الجزء الهام من تجربة فنية يشتغل عليها الفنان أكرم ضمن سلسلة عروض بمدن مختلفة من البلاد التونسية لتكون تونس العاصمة الوجهة الأولى وتليها المنستير في هذا المعرض المنتظم الآن وهذا كله بعد تجربته مع المعرض الفني التشكيلي المتنقل بين مدن تونسية في الشمال والوسط والجنوب بعنوان "فواطم" والمستلهم من فكرة فنية جمالية سردية بين المهدية والقاهرة ليقدم الفنان التشكيلي تجربته الجديدة هذه التي يطلع عليها جمهور الفن بـ"روسبينا" الجميلة ونعني المنستير. وعن فكرة هذه التجربة والمعرض الجديد يقول الفنان التشكيلي والقاليريست محمد أكرم خوجة "عليسة... سيظل اسمها محفورا دائما في الذاكرة الجماعية، لا ينفصل عن قرطاج، أعظم مدينة في العصور القديمة.. إن عدم توفر معلومات كافية عنها، وعدم وجود تمثيل لها على شكل تمثال أو لوحة، يثير الخيال أكثر إلى درجة أن المرء يتساءل عما إذا كانت موجودة بالفعل، أو إذا كانت مؤسسة قرطاج أم كل شيء آخر. أسطورة تعيش حتى يومنا هذا". ويضيف "على هذا الأساس وبهذا المفهوم التاريخي الفني، وفي إطار مشروعنا الفني 'فواطم' يكون معرضي هذا باسم 'عليسة في بلاد العجائب'، حيث أنه وعلى رأي أندريه جيد أقول أنا أعترف بشيء واحد فقط على أنه غير طبيعي: الفن..". وللتذكير بتجربة الفواطم، فإن الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة سرد حكايته الفنية وبحثه الجمالي المعنون بـ"فواطم" ليقول في اثر تجربة حوالي سبعة أشهر من هذا المعرض المتنقل "أود أن أشكر كل من حضر معرضي محتلف محطات معارض تجربة فواطم.. أنا ممتن حقًا لمشاركتي هذا الحدث من قبلكم... فواطم ليست مجرد سلسلة من المعارض التي نظمتها لعرض لوحاتي.. إنها مغامرة ومغامرة فنية واكتشاف.. واكتشاف وإعادة صياغة... أتحرك وأكتشف بلدي من خلال هذه الرحلة الفنية.... تونس، الحمامات، القيروان، ثم سوسة ونابل لاحقا، حيث شعرت بحنين شديد ووجدت ذكرياتي من الطفولة والمراهقة والتقيت بأصدقاء وفنانين من الماضي.. واليوم أجد نفسي في مدنين لأتبعني في مسار متناغم وبهذه المناسبة أكتشف مناطق أثرية أقدرها كثيرا... ". إن الفن بهذه المعاني يفضي إلى عوالم فيها من الوعي ما به تبدو الفكرة وهي تنحت عناوينها بكثير من البحث على هيئة من التذكر حفرا في الذاكرة ونبشا في الجواهر بغرض استعادة النظر تجاه ما مضى كي لا يضيع.. إنها أهمية الفن في تجديد النظر تجاه الأشياء والأحوال والعناصر والتفاصيل. هكذا عن للفنان الكامن في الطفل أن يطرح السؤال تلو الآخر في مدينته الضاربة في أعماق التواريخ بكثير من الحسرة والآه بعد سفر ليلمس شيئا من فراغ الروح والإهمال والضياع.. إنه الضياع الحضاري حيث لا أثر يذكر لمدونة تاريخية من الآثار والمواد والأشياء تعكس هذا الزخم الحضاري والتاريخي لمسقط الرأس. نعني هنا المهدية وابنها الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة الذي راعه بعد سفر إلى مصر التي بها قاهرة المعز وما تشهده معالمها من اهتمام ووعي بالأهمية تجاهها وتعهد في حين يرى عكس ذلك في بلدته التي تروي شيئا من سيرة الفاطميين... هكذا عاد بوعيه الفني التشكيلي الجمالي منبها هنا إلى قيمة استعادة المكان والمعلم من حيث العناية وإبراز ما يشير إلى العراقة والقيمة.. وهكذا جاءت الفكرة المشروع من خلال هذه الحكاية التشكيلية والجمالية وفي أسلوب مرح وبه الكثير من التلقائية والعمق بما يعيد للذاكرة ألقها وحضورها القوي في حاضر الناس وراهن أحوالهم وشؤونهم وشجونهم... وفواطم عنوان المعرض إحالة على حقبة الدولة الفاطمية والرسومات هي عبارة على رحلة بين الماضي والحاضرمع توظيف لوقائع مقتبسة من الحياة اليومية والأساطير والخرافات والأحداث الواقعية... تخير الفنان خوجة هذا المعرض متعدد المراحل لهذه الحكاية، حيث توزعت الأعمال الفنية على فضاء العرض برواق البالماريوم حيث كبداية كانت في أبريل/نيسان الماضي، حيث تم الافتتاح وذلك بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وبلدية تونس ووزارة الشؤون الثقافية وفق عنوان لافت هو "فواطم" نسبة للدولة الفاطمية. لوحات ومجسمات برسوم معبرة في تلوين متناسق وبكثير من الشغف الطفولي للقول بالحكاية الفاطمية بين المهدية والقاهرة حيث السقيفة الكحلة وباب زويلة وشارع المعز والمعالم الدالة هنا وهناك على الجواهر في المسيرة التاريخية.. والمتجول بين مختلف الأعمال المقدمة هنا في هذا المعرض للفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة يلمس إحساسه الدفين ووعيه الجمالي التاريخي والقيمي تجاه المشترك لأجل أن لا يندثر وتسقط بالتالي جوانب من القيمة.. والمجد... المعرض انتظم ليتنقل بين جهات ومدن تونسية هي تونس والحمامات والقيروان ومدنين... وعن هذه التجربة وهذا المعرض يقول الفنان محمد أكرم خوجة "هو مشروع لمعرض متنقل بين الجهات تونس الحمامات والقيروان ومدنين... والفكرة انطلقت من رحلة إلى مصر حين اطلعت على تاريخ الفاطميين من خلال زيارتي لشارع المعز وباب زويلة، فوجدت مكانا محافظا على هندسته ورونقه وحضارته التاريخية من خلال المباني وكل شيء وعند رجوعي إلى المهدية أردت فهم لماذا حافظت مصر على القيمة التاريخية ونحن لم نعد قادرين على المحافظة على المكان التاريخي فقمت بزيارة إلى المتحف بالمهدية ومن هنا بدأت أفكر جيدا في الطرح.. قمت بالاستعانة بالمنمنمات والصور الكاريكاتورية وثنائيات الحياة والموت والإنسان والحيوان والأرض والسماء... استعملت عدة تقنيات من الرسم على القماش النحت الفيديو والرسم على الأواني الفخارية.. والعمل التشكيلي على لوحات هي مقتبسة من العادات والتقاليد في الحياة اليومية بطابع نقدي وساخر مع الاعتماد على ألوان تدخل البهجة...". معرض ضمن بحث وفكرة لفنان بحساسية عالية حيث الفن لديه إبداع وشهادة وبحث عن المهدد بالنسيان والاندثار في ظل الصخب والفوضى والتداعيات المربكة. الفنان خوجة له تجارب فنية وهو الذي تشرب من جمال المهدية وسحر بحرها وألق تواريخها.
مشاركة :