أناسي تعرض 'الكنية في التراث العربي' في حلقة نقاشية

  • 1/29/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي - نظمت أناسي للإعلام حلقة نقاشية ضمن برنامج موعد نقاش بعنوان "الكنية في التراث العربي- أصلها وقضاياها" في منارة السعديات بأبوظبي، قدمها الدكتور أحمد عطية كبير الباحثين في التراث العربي المخطوط بمركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، وتحت عنوان "نافذة على الداخل" قدمت الدكتورة آيات مكي خبيرة في التشافي، مدربة معتمدة ﻓﻲ البرمجة اللغوية العصبية فقرة إرشادية عن أهمية الاتزان العاطفي، وذلك بحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة السابقة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وعضوات موعد نقاش، وعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية. تناولت الحلقة النقاشية التي أدارتها الإعلامية فاطمة النزوري عدة محاور وهي: المقصود بالكنية في التراث العربي، والأهداف التي يحققها استعمال الكنية، موقع الكنية من الكلام عند العرب، والمقصودُ بالكُنى الغالبة وأهميتها في تحديد الاسم في التراث العربي، والأقسام المختلفة للكُنية، ومكانة الكُنية في حياة العرب قديمًا. وتعد هذه الحلقة واحدة من سلسلة حلقات موعد نقاش الذي أسس في عام 2017 ليواصل أهداف أناسي للإعلام ومسيرتها، ويحقق نوعا غير تقليدي من التواصل الفكري يعتمد على التفاعل بين عضوات الموعد عبر مشاركتهن في البحث والنقاش لخلق أجواء معرفية ممتعة تثري العقل والروح معا، وذلك بمشاركة نخبة من الدكاترة والخبراء المختصين من كافة أرجاء الوطن العربي. تعريف الكنية وأهدافها استهل الدكتور أحمد حديثه بالتعريف بالكنية في التراث العربي فقال: الكُنيَةُ هي كل ما صُدِّرَ بأبٍ أو أمٍ أو ابنٍ أو ابنةٍ، والكُنْية أصلها من الكنايَةِ، وهو أن تتكلم بالشَّيءِ وتريد به غيرَه، تقول: كَنَيتُ وكَنَّوتُ بكذا وعن كذَا كُنْيَةً وكِنيَةً والجمعُ الكُنى. والأصل فيها أن تكون بالأولادِ، فمن لم يكن له ولدٌ وله بنت كنَّوه بها، ومن لم يكن له ابنٌ أو بنتٌ كنوه بأقربِ الناسِ إليه، كما كنَّى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن الزبير وهو صبي بأبي بكر، وهو جده لأمه أسماء. ثمَّ لـمَّا ولِدَ له ولدًا سمَّاه خُبيبًا وتَكنَّى به، فصار له كٌنيتان. وأضاف: هناك مصادر مختلفة تناولت مسألة الكنية في التراث العربي مثل: كتاب "التعريفات" للجرجاني، وكتاب "المرصَّع" لابن الأثير، و"الكليات" لأبي البقاء الحنفي، و"تلخيص الكُنى" لعبدالغني المقدسي، و"كُنى الشعراء" لابن حبيب، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" لابن منده". وتطرق الدكتور أحمد في الحديث عن أهداف استعمال الكنية قائلاً: هناك أهداف مهمة ومختلفة يحققها استعمال الكنية في التراث العربي مثل التعظيم والتكريم للمُنادَى، ومثل التفاؤل والرجاء، والتمييز بين الأشخاص الذين يتشابهون في الاسم وغير ذلك، وقد أوضحت عدد من المصادر المهمة ذلك مثل: الكواكب الدرية للأهدل، و"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة. وتابع: أنَّ للكنية مكانة كبرى في حياة العرب قديمًا، فقد بلغ من منزلتها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كنَّى الإمام علي بأبي تراب، وكانت هذه الكنية من أحب الأسماء إلى الإمام علي كرم الله وجهه. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي: "تسمُّوا باسمي ولا تَكَنُّوا بكنيتي"، وكانت كنية النبي صلى الله عليه وسلم أبا القاسم. وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "أشيعوا الكُنى فإنها سُنَّةٌ". وبيَّنَ الدكتور أحمد عطية في إطار حديثه عن الكنية، وعن موقعها من الكلام عند العرب، هل تقع بعد الاسم واللقب، أم قبل اللقب وبعد الاسم؟ وهل موقع الكنية مُلزِم أم المتحدث بالخيار في نقل موقعها بين مكونات الاسم المختلفة، أن المصطلح عليه في المكتابات هو تقديم الاسم على الكنية، وتقديم الكنية على اللقب، وهو ما ذكره القلقشندي في "صبح الأعشى" نقلًا عن "صناعة الكتَّاب" لأبي جعفر النحاس، ومثاله أن يقال: من عبدالله فلان أبي فلان الإمام الفلاني أمير المؤمنين. ولكن هذا الترتيب غير ملزم، فقد ذكر أبوالبقاء الحنفي في كتابه "الكليات": أنَّه إذا اجتمعَ الاسمُ والكنية أو الكنية اللقب كنتَ في تقديم أحدهما بالخيار، لكن إذا اجتمعت الثلاثة: الاسم والكنية واللقب قُدمتْ الكنيةُ على الاسم ثم جيء باللقب، فيظهر حينئذٍ وجوب تأخير اللقب عن الكنية. وأوضح الدكتور أحمد أن المقصودُ بالكُنى الغالبة أي الكُنى التي يغلب وضعها مع بعض الألفاظِ، مثل تكنية الاسم، فاسم محمد غالبًا يُكَنَّى بأبي جعفر، وعلي بأبي الحسن، والحسين بأبي عبدالله... إلى غير ذلك من الأسماء، وتفيد هذه الكنى الغالبة في تحديد الأسماء المشتبه فيها. أقسام الكنية وعن الأقسام المختلفة للكنية قال الدكتور أحمد عطية: نرصد منها على سبيل المثال: الكٌنى المفردة، والكنى النادرة، وكذلك تقسيم ابن الأثير لها: الكنية المعتادة وغير المعتادة. ومن المصادر التي يمكن أن نرجع إليها في هذا التقسيم: الكُنى والأسماء للدولابي- المجدي في النسب- المرصَّع لابن الأثير- لسان العرب، لابن منظور. وعن امتدَّاد استعمال الكنية إلى الحيوان والجماد قال: لقد ورد في كتاب "حياة الحيوان الكبرى" للدميري، بعض الكُنى الخاصة بالحيوان والنبات، وقال ابن الأثير في كتابه "المرصَّع": وأجروا غير الأناسي مجراهم في ذلك لمَّا شارك الناس في الولادة باقي الحيوانات، كنُّوا ما كنُّوا منها بالآباء والأمهات؛ كأبي الحارث للأسدِ، وأم عامر للضبع، وأجروها في ذلك مجرى الأناسي. وفي ختام حديثه تناول الدكتور أحمد عطية إضافة إلى حديثه عن بعض القضايا المرتبطة بالكنية مثل: مخالفة الكنية للعقل وللواقع، وتعدد الكنى والأسماء للشخص الواحد، وتكنية الملوك، الحديث عن بعض المصادر المرتبطة بموضوع الكنية مثل: التاج في أخلاق الملوك، للجاحظ- من وافقت كُنيته كُنية زوجَته من الصحابة، لمحمد بن عبدالله بن حيُّويه- كنى الشعراء ومن غَلبت كنيته على اسمه، لابن حبيب- فتح الباب في الكُنى والألقاب، لابن منده... إلى غير ذلك من المؤلفات التي ناقشت قضية الكنية في التراث العربي. قدمت الدكتورة آيات مكي فقرة إرشادية خلال برنامج حلقة موعد نقاش تحت عنوان "نافذة على الداخل" تحدثت فيها عن أهمية الاتزان العاطفي، وتناولت خلالها عدد من المحاور: فهم العواطف وأهميتها، وتطوير الوعي الذاتي وتقنيات إدارة العواطف، وتعزيز نمط حياة يدعم التوازن العاطفي. موعد نقاش طرح "موعد نقاش" الذي أسسته الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان في عام 2017، خلال حلقاته سلسلة من الموضوعات والقضايا التي ترتبط بالثقافة والهوية العربية مثل: "الأسواق العربية"، "ألف ليلة وليلة"، "الرموز والرسومات على المساجد"، "مزارات أهل البيت"، "التسامح"، "الوقف"، "علم الأنساب"، "المجتمع وسينما العصر الذهبي"، "فن التوقيعات في العصر الأندلسي"، و"السيرة الهلالية" وغيرها. والدكتور أحمد عطية مصري يشغل منصب كبير الباحثين في التراث العربي المخطوط بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، تخرَّج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وحصل منها على درجة الماجستير في الدراسات الأدبية بتقدير ممتاز، ثم درجة الدكتوراه في الأدب العربي بمرتبة الشرف الأولى. له من المؤلفات العلمية المنشورة: كتاب الجمهرة في أيام العرب، لعمر بن شبة (تحقيق ودراسة)، التدبيرات العقلية في السياسات المدنية لمحمد بن حبيب الله الأصفهاني (تحقيق ودراسة)، كتاب الأوزان التي لم يأت مثلُها في كلام العرب (تحقيق ودراسة)، ديوان البراق بن روحان (جمع وتوثيق)، الحركة النقدية في صُنع معاجم اللغة بعد القرن التاسع الهجري- تاريخ علم الأنواء عند العرب- التحديات الفكرية في صدر النبوة- أوراق من دفتر جمال حمدان- علوم المخطوط العربي (رؤية مستقبلية لمجالات التوظيف والاستثمار). ونُشر له عدد من الأبحاث العلمية في مجلات علمية محكمة تصدر عن مراكز علمية متخصصة في التراث العربي بين مصر، والإمارات العربية، والكويت، وسلطنة عُمان، والجزائر، ولبنان. كما شارك في عدد من المؤتمرات العلمية والدولية. أما الدكتورة آيات مكي، فهي متحدثة ومدربة خبيرة ﻓﻲ مجال البرمجة اللغوية العصبية، مهمتها توجيه عملائها بنجاح نحو التوازن العاطفي ودعمهم ﻋﻠﻰ تجسيد الحياة التي يرغبون فيها.

مشاركة :