يطلق مصطلح الإكزيما على كل التهاب سطحي يحدث بالجلد الخارجي وتظهر أعراضه الأولية في الأغلب على شكل احمرار بالجلد وحكة وبثور، وتزداد الحالة بعد ذلك ويتغير لون منطقة الجلد المصابة، وكلمة إكزيما تتكون من شقين إك وتعني في اللغة الإغريقية خارجي، وزيما وتعني تهيج أو غليان. اكتشف باحثون من جامعة أدنبرة، أن تهيج الجلد المعروف بالإكزيما هو حالة ناتجة عن قصور إنتاج حمض بالجلد، مما يؤثر سلباً في عمل خلايا جهاز المناعة الموجودة بالجلد، فالحمض ينظم عمل تلك الخلايا وفي غيابه يتهيج الجلد، ويعرف ذلك الحمض بـحمض سيسيوروكانيك الذي ينتجه بروتين فيلاجرين لحماية الطبقات الخارجية من الجلد؛ وما يحدث في الحالة الطبيعية هو أن التحام الخلايا مع بعضها حتى تصل إلى السطح الخارجي للجلد مكونة الخلايا المتقرنة ثم تبدأ تلك الخلايا تدريجياً بالتساقط، وتحيط بها طبقة من الدهون لحمايتها من الماء فيمنع ذلك تهيج خلايا البشرة، أما عند نقص فيلاجرين لا تتكون تلك الخلايا المتقرنة بشكل صحيح وتجف وتفقد الدهون المحيطة بها فتصبح البشرة جافة ومتشققة. يقول الباحثون إن التغير بالجين المنتج للبروتين يقف وراء حدوث الإكزيما، فقد قام الباحثون بفحص عينتي الدم والبشرة من مجموعة من المتطوعين، ويفسرون تحسن بعض حالات الإكزيما عند تعرض الشخص للشمس، على أن السبب هو أن الحمض ينتجه الجلد كاستجابة طبيعية عند تعرضه للشمس، وتقول د. كلير ليتش أخصائية طب الجلدية وأحد المشاركين بالدراسة، أن بروتين فيلاجرين والحمض الذي ينتجه ذلك البروتين، يعتبران في غاية الأهمية لبناء حاجز وقائي يقي البشرة من الالتهابات، ويحولان دون تفاعل الجلد مع بعض العوامل بالبيئة المحيطة مثل الغبار والمنظفات ومهيجات الجلد الأخرى. يتكون الفيلاجرين من تكسر البروتين بروفيلاجرين الموجود بالحبيبات بـالطبقة الحبيبية من الطبقة العليا بالجلد، وهو بروتين مهم لنضج خلايا الجلد ويقوم بذلك بتجميعه خيوط الكيراتين الصلبة التي تعطي خلية الجلد شكلها البنيوي، كما أنه يكون بعض المرطبات الطبيعية بالجلد؛ وجد أن انتقال الطفرة الجينية للجين المرتبط بالبروتين، من أحد الوالدين إلى الطفل يجعل الأخير يفقد إنتاج 50% من البروتين بالجلد، وربما يتعرض إلى الإكزيما الاستشرائية لاحقاً، كما أنه يكون عرضة للإصابة بالربو الحاد.
مشاركة :