الإكزيما من أمراض الحساسية التي تصيب الطبقات السطحية في جلد الإنسان، ويعتبر من الأمراض المزمنة وغير المعدية، ويصيب الملايين من الأشخاص حول العالم، كما يطلق عليه أيضاً اسم النملة، ويسبب في حدوث نوع من الالتهابات الحادة في أنسجة الجلد، تؤدي إلى الإحساس بالحكة في الجزء المصاب من البشرة. لابد من الإشارة هنا إلى أنه ليس كل مصاب بالحكة يعاني مرض الإكزيما، فكثير من الأمراض الأخرى يمكن أن تسبب هذه الحكة الشديدة في الجلد، وغالباً ما يكون سبب هذا المرض هو فرط التحسس لخلايا البشرة لبعض الأنواع من المثيرات، والتي سوف نوضحها بالتفاصيل، كما أن هذا المرض لا يفرق بين الكبير والصغير، فهو يصيب جميع الأعمار، لكنه يكثر عند الأطفال، ويسبب احمراراً والتهاباً في سطح الجلد، مع جفاف المنطقة المصابة وتهيجها ما يسبب الحكة. الأسباب تشير الدراسات إلى أن من أشهر أنواع مرض الإكزيما هو التهاب الجلد التأتبي، ومعظم من يهاجــــمهم هذا النوع يصبحون أكثر عرضة لأمراض الحــــساسية الأخـــرى مثل الربو وحمى الأعشاب، وعن أسباب الإصابة بهذا المرض، تبــــين الدراسات أنه حتى الآن لم يعرف السبب الحقيقـــــي للإصـــــابة بـــه، لكن هناك الكثير من العوامل المتداخلة والتي يمكن أن تكون مسببة لهذا المرض، وبعض الأبحاث أكدت أن ما يــــقرب من نـــــسبة 83% مـــن مرض الإكــــزيما يكون سببه العامل الوارثي؛ حيث وجدت جينات تحمل عوامل انتقال هذا المرض من جيل إلى آخر. العوامل المحفزة ظهرت بعض العوامل المحفزة لهذا المرض مثل أنواع معينة من الأغذية والفواكه؛ حيث كشفت الأبحاث عن أن حوالي ما يقرب من 35% من الأطفال أو الشباب يعانون مرض الإكزيما التأتبية بسبب أنواع محددة من الغذاء مثل مشتقات الألبان، ومنتجات الفول الصويا والبيض وبعض المكسرات خاصة البندق، ومن العوامل المثيرة التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وهناك بعض أنواع من السجاد الذي يخلف جسيمات صغيرة، والعديد من لعب الأطفال رديئة الصنع، والغبار المنتشر في الهواء، وحبوب اللقاح تستفز جهاز المناعة، وتسبب الحيوانات المنزلية نوعاً من الحساسية لبعض الأشخاص، مثل القطط والكلاب، وهذه الأشياء لا تنتج المرض نفسه، لكن تحفز الجلد الحساس على التأثر والتهيج بفعل هذه العوامل، أي لابد من توافر عامل الحساسية الذاتية لدى الشخص ووجود جلد مفرض الحساسية، ثم وجود عامل مهيج ومحفز لهذا المرض كي يظهر، وقد تحدث الإصابة بالتوازي مع بعض الأمراض الأخرى مثل حساسية الربو. المنظفات وأدوات التجميل من الأسباب والعوامل الأخرى التي تحفز على الإصابة بمرض الإكزيما استخدام بعض المركبات الكيميائية في الحياة اليومية العادية، مثل استعمال بعض أنواع الصابون والشامبوهات في عملية الاستحمام أو غسل اليد، وأيضاً بعض المنظفات ومساحيق الغسيل تسبب نوعاً من تهيج الجلد، وبعض المواد التي تضاف لتعطي نعومة للملابس، وهناك أنواع من الصابون السائل المستخدم في غسل أدوات المطبخ تسبب تنشيط الإكزيما، وبعض الأبحاث أثبتت أن استعمال بعض أدوات التجميل رديئة الصنع والتي تحتوي على مواد كيماوية تؤدي إلى الإصابة بالإكزيما، وقد اشتكت الكثير من الأمهات من إصابة الأطفال الصغار بالحساسية وتهيج الجلد بسبب أنواع من الحفاضات، وعند استشارة الطبيب نصحهم بتغيير نوع الحفاضة، وبالفعل كانت النتيجة إيجابية واختفت أعراض المرض، وكان السبب أن بعض الحفاضات تحتوي على مكونات كيميائية من السهل أن تهيج الجلد، خاصة في حالة التحسس الشديد في بشرة بعض الأطفال، كشفت الأبحاث عن أن خامات الأقمشة الصناعية التي تحتوي على نسبة عالية من البوليستر تسبب استثارة مرض الإكزيما، وكذلك الملابس الصوفية، وارتفاع درجة حرارة الجو مع التعرق وزيادة نسبة الرطوبة ترفع من احتمالات الإصابة بهذا المرض، وثبت أن بعض الميكروبات والجراثيم و أنواعاً من البكتيريا والفيروسات والفطريات تحفز على ظهور هذا المرض، وتسبب التغييرات الهرمونية سواء بالزيادة أو النقصان حدوث نوبات من الإكزيما، خاصة لدى بعص السيدات، كما يمكن للعوامل النفسية أن تحفز نوبات الإكزيما على الظهور، فأحياناً كثيرة تظهر عند حالات التوتر والضغوط العصبية والنفسية المستمرة، وبعض الحالات العاطفية الحزينة والسارة تساعد على ظهور هذه الحالة المرضية. الأعراض تعرف العلماء إلى بعض الأعراض التي تميز مرض الإكزيما، والتي تختلف من شخص إلى آخر، وتكون في صورة بسيطة أو متوسطة أو حادة، ومن الأعراض المشتركة في أغلبية المصابين حدوث جفاف شديد في الجلد مع الاحمرار، وظهور تهيج في الأماكن المصابة، وتسبب الحكة المستمرة إصابة الجلد ببعض الخدوش، والتي تؤدي إلى ظهور طفح جلدي، وتستمر الحكة وتزداد وتكثر الخدوش، وعندما يتقشر الجلد المصاب يصبح ملمسه أكثر خشونة، وتظهر بقع ذات لون داكن بالجلد، واحتمالات مهاجمة الجراثيم كبيرة لهذه المناطق، ما يسبب حدوث التهابات وتقيحات وألماً حاداً، والجلد المصاب في هذه الأماكن يصبح أكثر سماكة، وتصيب الإكزيما أي جزء من الجلد، لكنها تظهر عند الأطفال الرضع في الخدين والجبهة، وعند الأطفال من سن 4 إلى 6 سنوات تظهر في الوجه وفروة الرأس والرقبة واليدين والرجلين، وفي مرحلة البلوغ تظهر للأشخاص في الوجه والعنق وبين ثنايا اليدين والرجلين، وفي الركبتين والمرفقين والكاحلين، وتوضح الأبحاث أن الإكزيما مرض يتفشى بين الأطفال، لكنه يشفى ويزول في أغلبية الحالات عند الوصول إلى سن المدرسة من 5 إلى سنوات. الوقاية ترشد الدراسات إلى بعض طرق الوقاية من الإصابة بمرض الإكزيما، ومن هذه الطرق استخدام بعض الكريمات والدهانات التي تحافظ على درجة رطوبة الجلد، خاصة في الأجواء الحارة أو عند ارتفاع رطوبة الجو، نظافة الجسم المستمرة من العرق الغزير وعدم اللجوء إلى حالات التدفئة الشديدة والتي تحدث جفافاً للجلد، والبعد عن الأقمشة والملابس التي تسبب إثارة الجلد وتحدث حالة من الهيجان وتثير الإكزيما، مثل الملابس الصوفية وغيرها من التي تحتوي على مكونات بترولية، والبعد عن بعض المنظفات التي تسبب التهابات باليد، وتجنب المواد المذيبة القوية، ولابد من معرفة الأنواع المحددة من الأطعمة والفواكه التي تسبب ظهور حالات الإكزيما ومن ثم عدم تناولها قدر الإمكان، وتنصح الأبحاث بتجنب الضغوط العصبية والنفسية وعدم الوقوع تحت حالات التوتر المستمر، مع الامتناع عن الخروج تحت أشعة الشمس، خاصة في أوقات انبعاث الأشعة فوق البنفسجية، والنظافة الشخصية المستمرة وعدم التعرض للحيوانات. العلاج أجمعت الدراسات على أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض الإكزيما حتى الآن، لكن الأدوية المستخدمة تستهدف التخفيف من أعراضه على الجلد، وإيقاف مضاعفاتها على الأطفال، وأدوية العناية بالبشرة تعتبر العلاج الرئيسي لمحاولة السيطرة على المرض، وهذه الأدوية تعمل على ترطيب البشرة ولا تحتوي على مثيرات للتحسس، ومنها البرافين واللانولين، وبعض الكريمات الأخرى المتنوعة، ويجب البعد عن المواد المعطرة لأنها تثير البشرة، وهناك أنواع من الصابون المرطب المتوفر بالصيدليات، وتنصح الأبحاث بالاستحمام بالمياه الفاترة وليست الساخنة ولا الباردة، ويمكن استخدام بعض أنواع من مرطبات الجو بالمنازل، وينصح الاطباء باستخدام مراهم الهيدروكورتيزون ومضادات الهستامين، وهناك علاج عن طريق الأشعة فوق البنفسجية للحالات التي تعاني بشدة هذه الحالة المرضية.
مشاركة :