بعد عقود من النمو والمجد، تمر مجموعة بن لادن السعودية، بأصعب فترة تاريخها منذ إحداثها قبل ثلاثة أرباع قرن، وفق صحيفة تايمز البريطانية، التي قالت إن الصحيفة تقترب حثييثاً من الإفلاس الذي يُهددها أكثر من أي وقت مضى، بعد تراكم الديون وعجزها عن الحصول على عقود جديدة ضخمة. وأوضحت الصحيفة أن الشركة التي تأسست على يد الملياردير اليمني الأصل محمد بن لادن، والد الإرهابي الشهير أسامة بن لادن، في 1931 لم تشهد وضعاً مثل الذي تمر به حالياً بعد تدفق عشرات العمال والموظفين على مقر الشركة مطالبين برواتبهم وأجورهم التي لم يحصلوا عليها منذ أشهر. وتعتبر مجموعة بن لادن من أكبر المجموعات السعودية، خاصة في مجال المشاريع العقارية العملاقة التي نفذتها، وأبرزها على الإطلاق توسعة الحرم المكي، ثم في 2011 فوزها بعد إقامة أعلى برج منتظر في العالم، برج المملكة في مدينة جدة السعودية. ولكن مشاكل المجموعة المتراكمة جعلت مديونتها تصل إلى مستوى غير مسبوق عند 30 مليار دولار، في مقابل تراجع العقود والمشاريع الكبرى التي يُمكنها توفير سيولة كبرى للمجموعة، خاصة بعد قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تعليق حصول الشركة على عقود جديدةٍ، حتى الانتهاء من التحقيقات الرسمية، بعد حادثة سقوط الرافعة في مكة، والتي تسببها في مقتل مائة شخص تقريباً في سبتمبر 2015. وأوضحت أن المجموعة تسعى إلى الحد من الضغط المالي المتزايد، وتقليص التزاماتها تجاه العمالة والموظفين بالتخلي عن 15 ألف موظف وعامل، لتوفير اعتمادات وسيولة سريعة لمواجهة أعبائها المالية الثقيلة، في خطوة أولى على طريق إجراءات تقشفية أخرى منتظرة.
مشاركة :