رندة تقي الدين: هل تنجح زيارة وزير الخارجية الفرنسي في تجنيب لبنان حرب إسرائيلية؟

  • 2/6/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورني (٣٨ سنة) يختبر الديبلوماسية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة حيث وصل اليوم الى بيروت من إسرائيل ورام الله آملا ان يقنع اللبنانيين بتطبيق القرار مجلس الامن ١٧٠١ لتجنيب لبنان حرب إسرائيلية تدمر لبنان وتهدد ٨٠٠ جندي فرنسي في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام اليونيفيل. تم تبني القرار ١٧٠١ في ٢٠٠٦ بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان. جهد الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك آنذاك لوقف الحرب الإسرائيلية ونشر المزيد من الجنود الفرنسيين مع تعديل مهمة اليونيفيل التي كانت موجودة في لبنان لتكون اكثر فعالية مع نفوذ اكبر. لكن لبنان بسبب حزب الله وإسرائيل لم يلتزما بتنفيذ هذا القرار. ماذا يقول القرار: ألا يكون لحزب الله سلاح جنوب نهر الليطاني في حين ان صواريخ الحزب وسلاحه حاليا هناك. حسب هذا القرار باستطاعة قوة الأمم المتحدة ان تقوم بمهمات أينما كان في قرى الجنوب. لكنها حاليا تمنع من عناصر حزب الله التي سبق وقتلت جندي ارلندي كان في سيارة موكب اليونيفيل في طريقها الى المطار واخذ طريق اقصر للإسراع داخل قرية على الطريق وقتل من عنصر حزبي تم اعتقاله وسجنه وافرج عنه بعد فترة قصيرة من الجريمة اذ ان حزب الله يمون على القضاء اللبناني. اما إسرائيل فهي كما حزب الله تخرق باستمرار القرار ١٧٠١ بخروقها للأجواء اللبنانية باستمرار وخرق الحدود ومضايقة قوة اليونيفيل. اما الجيش اللبناني فلم يطبق يوما القرار ١٧٠١ اذ كان عليه ان ينشر ١٠٠٠٠ من عناصره على الحدود لكن حسب تصريح وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب لمحطة العربية الجيش اللبناني غير قادر على الانتشار على الحدود لذا قال بوحبيب لا يقبل بانسحاب حزب الله . فالسؤال المطروح كيف سيواجه هذا الوزير الفرنسي الجديد في الدبلوماسية نظيره اللبناني الذي سيقول له ما قاله للعربية بأن لا إمكانية للجيش ان ينتشر على الحدود وانه لن يوافق على انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني. فمهمة سيجورني لنقل الرسالة الإسرائيلية الى لبنان ليست جديدة نقلها مرات عدة المستشار الرئاسي الاميريكي اموس هوكشتاين للبنانيين ووزيرة خارجية فرنسا السابقة كاترين كولونا . فسيجورني سيصتدم بموقف حزب الله الذي بحجة حرب غزة يبقى على حاله أي انه لن ينسحب ولن يسمح للجيش اللبناني ان ينتشر على الحدود وذلك ليس لان الجيش غير قادر علما ان دول عدة في طليعتها فرنسا مستعدة لمساعدة الجيش بل لانه صاحب القرار الأساسي . وزير خارجية بريطانيا ديفيد كامرون اكد استعداد بلده لوضع خط مراقبة على الحدود خلال زيارته التي تمت في الأيام القليلة الماضية الى بيروت. قرار الحرب والسلم في لبنان ليس للدولة بل هو لحزب الله ومعلمه الكبير الإيراني. ليس من مصلحة الحزب اللبناني ان يخسر لبنان اذا دمرته إسرائيل لان شعبه وهو جزئ مهم من الشعب اللبناني لن يغفر له ان يحصل في لبنان ما يحصل في غزة. كما انه سيفقد نفوذه في بلد مدمر رغم ان البلد يعاني من تدهور اقتصادي كبير فما زال بلد صامد لكن حرب إسرائيلية أخرى تزيد انهياره. لا شك ان حزب الله كما معلمه النظام الإيراني يدرك ذلك ولكن إصرار الحزب على عدم الانسحاب من جنوب الليطاني وتهديد شمال إسرائيل قد يؤدي بالجنون الإسرائيلي المتطرف المتمثل في حكومة نتانياهو ووزرائه المتهورين وزير الدفاع والمالية والامن الى حرب أخرى كارثة للبنان . فالسؤال اليوم ما هي قدرة وزير الخارجية الفرنسي الذي ليس له أي خبرة لا في هذه المنطقة ولا في الدبلوماسية على تجاوز هذه العقد والضغط على حزب الله كما الضغط على إسرائيل.. إنها لمعضلة. فكان ينبغي على الرئيس ماكرون ان يكلف لوزارة الخارجية شخصية لديها خبرة في قطاع الدبلوماسية علما ان تقليديا الرئيس في فرنسا هو الذي يرسم السياسة الخارجية لكن الحنكة والخبرة الدبلوماسية ضرورية لتجاوز العقبات وفي الشرق الأوسط العقد هائلة. فلا احد يتمنى الفشل للوزير الفرنسي لأن المنطقة العربية بغنى عن حرب أخرى في لبنان الذي يعاني من أوضاع متراجعة وسيئة.

مشاركة :