رندة تقي الدين: وزيرة خارجية فرنسا في لبنان للتحذير من توسيع الحرب

  • 12/12/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بضعة أسابيع تتوالى زيارات المسؤولين الأميريكيين والفرنسيين إلى كل من إسرائيل ولبنان للمطالبة من الحكومة الإسرائيلية ومن حزب الله ضبط النفس ومنع الحرب الإسرائيلية من الامتتاد إلى لبنان . أيام قبيل أعياد الميلاد تزور وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا الجنود الفرنسيين في قوة أمم المتحدة لحفظ السلام في الجنوب اللبناني وتقول رسالة فرنسا مجددا للبنانيين " الحذر من الانجرار في الحرب الإسرائيلية" ثم تنتقل إلى إسرائيل لتطالب الحكومة الإسرائيلية بعدم تصعيد حربها على الفلسطينيين الى لبنان . قبل ذلك زار المسؤول الأميريكي في البيت الأبيض اموس هوكشتين البلدين للغرض نفسه في حين أن رئيس المخابرات الفرنسية برنار ايمييه زار لبنان والتقى حزب الله محاولا إقناع أركان الحزب بضرورة سحب قواته وسلاحه من جنوب الليطاني تمشيا مع ما ينص عليه قرار مجلس الامن ١٧٠١ للجنوب اللبناني . يتخوف اللبنانيون المقيمون في الخارج من زيارة أهلهم وأصدقائهم في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة من احتمال توسيع إسرائيل ضرباتها الى لبنان واغلاق المطار . أما الفرنسيون والأميريكيون فلم ينقطعوا عن زيارات متتالية للضغط على إسرائيل وعلى حزب الله من أجل عدم التصعيد . في هذا الاطار يدور الحديث عن زيارة ممكنة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للقوات الفرنسية في جنوب لبنان للتهنئة بعيد الميلاد ولشكر فرنسا لأبنائها وعددهم ٧٠٠ في لبنان لحماية هذا البلد الغالي لفرنسا شعبا وحكومة . لكن فرنسا حتى الآن عجزت في النجاح في إقناع الأفرقاء اللبنانيين من الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لأن القيادات اللبنانية تتنازع على مصالح في بلد خربته . فلبنان دون رئيس منذ أكثر من عام والبلد الآن دون حكومة شرعية إذ أن حكومة نجيب ميقاتي هي لتصريف الأعمال .والبلد دون رئيس وقريبا دون قائد جيش إذا لم يمدد للجنرال جوزف عون ودون حاكم مصرف لبنان إذ أن المسؤول الآن عنه في الإنابة . تصف بعض أوساط إعلامية قريبة من حزب الله الحرب في الجنوب انها تحت سقف قواعد الاشتباك . قيادة الحزب أبلغت أكثر من جهة نصحتها بعدم جر لبنان إلى حرب بأنها لا تريد توسيع دائرة الحرب وأن موقف الحزب يقضي بعدم ترك إسرائيل تستفرد بالفلسطينيين في غزة . في هذا الصدد حذر الحزب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من انزلاقه إلى الحرب مع الدولة العبرية . باريس وواشنطن تنشطان في توجيه الرسائل لإسرائيل وللبنان لتنفيذ كامل للقرار ١٧٠١ خوفا من أن تندلع نيران الحرب الوحشية في غزة على لبنان و أن تشتعل منطقة الشرق الأوسط . بهذا الهدف لم تنقطع زيارات الوفود الفرنسية بالتنسيق مع الأميريكيين الذين يؤكدون أنهم على تطابق كامل مع الدبلوماسية الفرنسية في لبنان خصوصا أن فرنسا تتولى نقل الرسائل المباشرة لحزب الله لأنها على اتصال مباشر مع الحزب الذي يملك لسوء حظ لبنان قرار الحرب والسلم فيه . فزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى الجنوب اللبناني مساء الجمعة تكتسب أهمية خصوصا أنها تنتقل بعد ذلك الى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب لتعطي الرسالة نفسها بالنسبة للبنان . لكن حكومة بنيامين نتانياهو من رئيسها الى وزراء الحرب والأمن والمالية فيها جميعهم مقتنعين أنه إذا هدف حربهم في غزة هو التخلص من حماس لا يمكن أن يتركوا حزب الله وسلاحه جنوب الليطاني . لكن هذا التفكير المدمر لن يصل الى الهدف الذي تتطلع اليه الحكومة الإسرائيلية التي تدمر كل غزة وتقتل الفلسطينيين ولا يمكن إلا ان تنشأ مقاومة أشرس من حماس لوحشية الحرب الإسرائيلية . في ٢٠٠٦ دمرت إسرائيل لبنان ولكنها عززت موقع حزب الله في البلد . فمأساة الحرب والاحتلال والقتل والدمار تاريخيا أفشلت أهدافها . إن حكومة الدولة العبرية والمستوطنين فيها ترسم مستقبل كارثي لمجتمعها وللفلسطينيين اذا استمرت على هذا النهج . فحربها دمرت غزة وقد تشعل الضفة والقدس الشرقية لكنها لن تنهي شعبا احتلت أرضه لأن ليس بإمكانها أن ترحله من أراضيه إلا إذا قررت إلقاءه في البحر . فمصر على حق عندما ترفض إدخال الشعب الغزاوي إليها لأن هدف إسرائيل ترحيله . أما لبنان فولد انتعاشه نوع من غيرة من الدولة العبرية التي لم تحبذ على حدودها بلد عربي صغير كان في الماضي القريب يحظى بسياحة من الغرب والشرق تحب زيارته . لكن انهياره ونفوذ حزب الله ووجود إسرائيل على حدوده الجنوبية ونظام الأسد في سوريا على حدوده الشمالية أنهكته وإذا لا سمح الله شنت إسرائيل حربًا عليه الآن قد تكون مجددا قاتلة .

مشاركة :