المناطق العشوائية هي مناطق أقيمت بمخالفة للقوانين واللوائح المنظمة للتخطيط والبناء وغير متوفر بها الخدمات الأساسية من كهرباء أو ماء أو صرف صحي أو مرافق أساسية كالمدارس والمستشفيات، وهي مناطق غير مخططة وأحيانًا تكون غير آمنة ولم تنشأ باستخدام أدوات وأساليب التخطيط العمراني وهي منتشرة في عدد من مدن المملكة وبحاجة إلى معالجة جذرية وعاجلة لما لمثل هذه المناطق من آثار خطيرة وخصوصًا على المستوى الأمني. قبل حوالى سبع سنوات أطلق برنامج طموح لمعالجة وتطوير الأحياء العشوائية في منطقة مكة المكرمة وذلك في إطار خطة إستراتيجية كبرى تهدف إلى تنظيم التنمية المستقبلية وفي العام الماضي صدر الأمر السامي بالموافقة على توصيات اللجنة الوزارية لتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكة المكرمة والمتضمِّن الموافقة على تسمية المشروع بمشروع (معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة) والموافقة على لائحة تطوير المناطق بمنطقة مكة المكرمة، وتتضمَّن منهجية تطوير المناطق العشوائية. مؤخرًا أوضحت وزارة الشؤون البلدية والقروية أن الوزارة لديها برنامج ومشروع قائم منذ نحو عامين ونصف العام وتعمل على حصر وتحديد كل المناطق العشوائية في السعودية، وذلك ضمن مشروع خاص بها، مؤكدًا أنهم على وشك الانتهاء من دراسة البرامج العلاجية لها، بالاستعانة بتجارب عالمية في هذا الشأن كأمريكا اللاتينية، كما بيَّن أن مكة المكرمة أكثر منطقة توجد فيها عشوائيات في المملكة، تليها جدة، والطائف، مفيدًا بأن الوزارة تعمل على دراسة هذه العشوائيات وحصرها، لتحديد كل ما يلزم للبدء في المعالجة. تختلف طرق معالجة العشوائيات فمنها العلاج الجزئي والذي يشمل بعض الإجراءات التخطيطية مثل إعادة تخطيط الشوارع وإضافة بعض المرافق وتحسين البيئة أو العلاج الكلي والذي يشمل الهدم والإزالة ويختلف العلاج باختلاف وضع العشوائيات، وتعاني كثير من الدول من هذه الظاهرة غير أن كثيرًا من الدراسات أكدت بأن أفضل الحلول لمعالجة هذه الظاهرة هو تمكين السكان من المشاركة في تطويرها ووضع الحلول التطويرية المناسبة والمتدرجة وعدم اللجوء إلى إزالة تلك الأحياء بالكامل نظرًا للظروف المعيشية الصعبة والقاسية والتي يعاني منها سكان تلك الأحياء إضافة إلى خلفيتهم الثقافية والاقتصادية والتي قد لا تناسب نقلهم إلى أي موقع جديد. الاهتمام بمعالجة وتطوير العشوائيات موجود وقائم من قبل المسؤولين غير أنه يحتاج إلى سرعة في الإنجاز وبدء العلاج في إطار محدود وضيق ولو على مستوى حي واحد وبالتنسيق مع أهالي الحي، وعدم العمل على حل المشكلة بأكملها وعلى مستوى المملكة لأن ذلك سيستغرق وقتًا وجهدًا ومالًا ولن يساهم في بدء المشروع أو تحقيق إنجاز. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :