في شهرمارس الماضي نشر معالي وزير التعليم مقالاً لقى تفاعل العديد من فئات المجتمع وذلك بعنوان ( تعليمنا إلى أين ؟ ) وقد كانت مقدمة المقال تتحدث عن حضور معاليه لأمسية في عام 1416هـ لمعالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد - رحمه الله - والذي قدم محاضرة بعنوان ( تعليمنا إلى أين ؟ ) تحدث فيها عن رؤية للعلاج الشامل لنظام التعليم تبدأ بدراسة تقويمية شاملة تستقصي نواحي القوة في هذا النظام لتزيد من فاعليتها وتكشف عن مواطن القصور وقد جدد معالي وزير التعليم الحالي عنوان تلك المحاضرة بعد بعد مرور 20 عاماً في مقاله بعنوان ( تعليمنا إلى أين ؟) إذ أوضح فيه بأن هناك العديد من الإنجازات تمت في نظامنا التعليمي غير أن الواقع الراهن لهذا النظام التعليمي لايزال دون مستوى الطموح لأبناء هذا الشعب الوفي ولاتزال مخرجات النظام أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل وتحدث عن أهمية إعادة صياغة مفهوم المدرسة وإعادة الهيبة والانضباط للنظام التعليمي وإعادة صياغة الأنظمة والتشريعات والتعليمات كما وصف المنظومة المرتبطة بالمنهج بأنها» لاتزال تسير وفق قاعدة ( سددوا وقاربوا ) فلا رؤية واضحة ولا فلسفة متماسكة وبأهداف محددة ولا ارتباط بين ما يمتلكه المعلم من معارف ومهارات وخبرات وبين المنهج الذي يتعامل معه ويفترض أن يطبقه فالمنهج يتحكم فيه من يؤلف الكتاب المدرسي وغالباً لا يمتلك كثير من المؤلفين الخبرات اللازمة لبناء منهج يطلق لدى الطلاب ملكة التفكير الناقد والأسئلة المحفزة على الإبداع ومهارات الاتصال والتواصل « . وكان ذلك المقال أشبه بدراسة نقدية شاملة لنظام التعليم الحالي ومايتضمنه من سلبيات وثغرات وحاز على تفاعل الكثير من أصحاب الرأي بشكل عام والمهتمين بالتعليم بشكل خاص . الأسبوع الماضي وخلال مشاركة معاليه في لقاء بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبعد حوالي 9 أشهر من كتابة ذلك المقال أبدى معاليه عدم رضاه التام عن المناهج الحالية بالمدارس والمقررات العلمية في الجامعات موضحاً أن المناهج الحالية لاتعطي فرصة للطلاب للتعبير عن أنفسهم بشكل جيد وأن العملية التعليمية لاتزال تسير في إطار تقليدي مدللاً على ذلك بزيارته مؤخراً لبعض المدارس والتي ثبت من خلالها غياب فرصة الحوار والنقاش داخل الفصول الدراسية . اعتراف المسؤول بالقصور خطوة جيدة وهي نصف الدواء ولكنها لاتكفي مطلقاً ، وتقديم المزيد من الاعترافات لن يساهم في تطوير أو تحسين المسيرة التعليمية ، فنحن نردد هذه السلبيات منذ قرون وفي كل مرة يأتي المسؤول ويكرر نفس الانتقادات وتبقى عمليات الإصلاح محدودة وهذا الأمر يجعلنا نتساءل: متى يتوقف المسؤولون عن تقديم الاعترافات ويبدأون في تطبيق الحلول ؟ فالاعترافات وحدها لاتكفي . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :