تميّزت العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليابان على مرّ العقود بالمتانة والاحترام المتبادل؛ وذلك لإيمان القيادة السياسية للمملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بأهمية الانفتاح وتمتين العلاقات مع الدول الأخرى تحقيقاً للمصالح الاقتصادية المشتركة وتبادل الخبرات والمعارف والتعاون في كل ما له صلة بالسلم والاستقرار إقليمياً ودولياً. واكتسبت هذه العلاقات المزيد من القوة والزخم في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية في العام 2015م، فارتفـع حجم الصادرات والواردات بين البلدين بصورة مطّردة. هذا التطور الهائل في النشاط الاقتصادي بين البلدين جاء كترجمة مباشرة لمضامين رؤية 2030 التي أطلقتها القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية، وقد انعكس هذا التوجُّه الجديد في القفزة الكبيرة في الآونة الأخيرة في حجم الشراكات التجارية والصناعية بين القطاع الخاص السعودي والياباني ممّا ساهم في نقل الخبرات وتوطين الصناعات وإتاحة الفرصة للكوادر السعودية لاكتساب المزيد من المهارات وكذلك العمل على تعظيم حجم السلع والخدمات المتبادلـة مع العملاق الياباني الذي يأتي في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث حجم الناتج القومي الإجمالي. هذا الازدهار المتواصل في العلاقات بين البلدين ما كان له أن يتحقّق لولا العزيمة والإصرار لدى القيادة السياسية في البلدين على ترجمة الرغبات واستثمار الفرص وتحويل القيم المشتركة بين شعبيهما إلى واقع ملموس في حياة الناس بالبلدين. الحراك المتنامي بين القطبين انعكس قبولاً وترحيباً لدى الناس من خلال الفعاليات اليابانية التي تقام من وقت لآخر هنا في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك المعارض التجارية والمهرجانات الثقافية ومن خلال الحضور المميّز والوجود القوي للمصانع والتكنولوجيا والكوادر الفنية والادارية اليابانية التى أصبحت جزءاً لا يتجزأ مِن المجتمع المحلّي في العديد من المدن والمراكز الحضرية السعودية. وقد كان لِتهيئة البيئة الاستثمارية الجاذبة مِن قِبل الادارات الحكومية السعودية المختصة، وتجهيز البنية التحتية المتينة، وسَنّ التشريعات والقوانين المَرِنة وسيادة روح التسامح والأمن والأمان، كان لها جميعها الدور الحاسم في جذب الاستثمارات وإنشاء الشراكات بين مؤسسات القطاع الخاص في كِلا البلدين. التحية والتقـدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وهما يقودان بكل حنكة واقتدار هذا الحراك التنموي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية على كافة المستويات.
مشاركة :