زها حديد مهندسة القرن التي جعلت المستحيل ممكناً

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

زها حديد عندما رفضت أعمالها في بلدها انطلقت عالمياً زها حديد امرأة من حديد، تغير نظريات الهندسة وتغوص في بحر من رسوم تبدو سريالية للوهلة الأولى، فتثير الجدل وترتفع أصوات المتنبئين بعدم إمكانية التطبيق، لكن لا تلبث تلك الرسوم التكعيبية ذات الرسوم المتداخلة أن تغدو واقعاً عندما ترتفع أبراجاً ومشاريع عالمية. مشاريعها في دبي خير شاهد، وأهمها جسر الشيخ زايد الذي يتماوج ويطير فوق الماء عندما تراقبه من بعيد، وتصاب بالخوف للوهلة الأولى وأنت تفكر كيف ستمر فوقه بسيارتك، ولكن عند الوصول نكتشف أن الأمر سهل جداً، وهو مجرد قياسات وزوايا وفكر ملهم ومخيلة خصبة جعلت المستحيل ممكناً. في وفاة مفاجئة على إثر نوبة قلبية، رحلت مهندسة القرن العراقية البريطانية، تاركة وراءها تحفاً من التصميمات المعمارية، التي توجت نظيرها بسلسلة من الجوائز الدولية طيلة مسارها المهني الثري، الذي صنفها كأحد أهم المهندسين في العالم، وبلغت شهرتها حد النجومية، لكن إصابتها بالتهاب حاد على مستوى القصبات الهوائية، أدخلها المستشفى لتتعرض فيما بعد إلى نوبة قلبية وتفارق الحياة عن عمر ناهز 65 عاماً. المهندسة زها حديد ذات الأصول العراقية ولدت عام 1950 ببغداد، وتخصصت في الرياضيات في الجامعة الأمريكية الكائنة ببيروت، ثم واصلت دراستها بالجمعية المعمارية بلندن، وحصلت عام 1977 على إجازة التخرج، ومكثت فيما بعد بهذه الجمعية تشرف على تقديم الدروس للطلبة، ولم تكتف زها بذلك بعد أن قررت عام 1979 إنشاء شركة للهندسة، وعكفت فيها على تصميم مركز للتزلج في «النمسا» ودار الأوبرا في «الصين». وتعد أول سيدة تتوج عام 2004 بجائزة «بريتزكر» المصنفة ضمن أهم الجوائز ويقال إنها تماثل جائزة «نوبل»، ومن التصاميم الخالدة التي تركت فيها بصمتها الإبداعية الهندسية، نذكر حوض السباحة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، ومركز حيدر عليف في باكو، ومركز الفنون الحديثة بروما، ومركز العلوم في ولسبورغ بألمانيا، ومحطة قطار ستراسبورغ الألمانية، ومشروع القبة الألفية بلندن، وجسر أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا، ومشروع محطة البواخر في ساليرنو، ومركز «روزنثال» للفن المعاصر في مدينة سينسيناتي بأميركا، وما إلى غير ذلك من التصاميم المذهلة والجديدة في شكلها والمثيرة في جمالية تناسقها، وتعتبر الراحلة زها كأحد أكثر المهندسات المتوجات بالعديد من الميداليات والألقاب الشرفية، مثل الوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012، ولقب قائدة من طبقة الإمبراطورية البريطانية، ومنحت منصب عضو شرفي في الأكاديمية الأمريكية للفنون وزميلة في مركز الهندسة الأمريكي، ونالت إلى جانب كل ذلك عام 2016 الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة «ريبا» للفنون الهندسية.

مشاركة :