مقالة خاصة: "بقلوب منفطرة"...أمهات فلسطينيات يصارعن لمعرفة مصير أطفالهن الذين فقدوا خلال الحرب على غزة

  • 2/10/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لليوم العاشر على التوالي، لا تزال الفلسطينية وسام حمادة من مدينة غزة تتذكر صوت طفلتها المرتعش بينما كانت تستغيث لإنقاذها من الموت. كانت الطفلة البريئة برفقة عدد من أقربائها بينهم أطفال داخل مركبة حين استهدفتها القوات الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي. ولا يزال مصير الطفلة مجهولا. فقد استهدف الجنود الإسرائيليون المركبة في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة لدى محاولة من كانوا يستقلونها النزوح إلى مكان أكثر أمنا جراء عمليات القصف الجوي والمدفعي التي تتعرض لها المدينة. وقُتل خلال الحادثة السائق بشار وزوجته و3 من أطفاله وهم محمد (11 عاما) وليان (14 عاما) ورغد (13 عاما) داخل المركبة، فيما ظل مصير الطفلة هند (6 أعوام) مجهولا. ووثقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اتصالا هاتفيا تلقته من الطفلة ليان وهي تطلب المساعدة وتقول "إنهم (الجنود) يطلقون النار علينا، نحن داخل السيارة والدبابة جنبي"، ثم سُمع دوي إطلاق نار وصراخ لينقطع الاتصال. وفي وقت لاحق، أفادت العائلة بأن هند أجرت اتصالا هاتفيا بجمعية الهلال الأحمر أبلغتهم فيه بأنها أصيبت بجروح، وأن ليان قُتلت وصارت مدرجة بالدماء داخل المركبة. وأرسل الهلال الأحمر طاقم إسعاف مكون من شخصين فور تلقيه الاتصال الهاتفي لإنقاذ هند، ولكن انقطع الاتصال مع المسعفين بعد خروجهما ولا يزال مصيرهما مجهولا، كما لم يُعرف ما إذا كانا قد نجحا في إنقاذ الطفلة أم لا. وذكرت وسام وهي تحاول أن تكفكف دموعها خلال حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد كانت طفلتي خائفة وطلبت منا إنقاذها من جيش الاحتلال الذي فتح النار على سيارة عمها أثناء محاولتهم إخلاء منطقتهم في تل الهوى بمدينة غزة". وأضافت قائلة "آخر كلمات قالتها لي هي أنها أصيبت ورأت سيارة إسعاف في الشارع (..) ثم كتم صوتها، وحتى هذه اللحظة لا يزال مصيرها مجهولا". وتابعت "لا أحد يستطيع أن يتحمل هذه التجربة السيئة. ولا أعرف ما إذا كانت طفلتي لا تزال على قيد الحياة. وحتى طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني الذي حاول إنقاذها ما زال مفقودا أيضاً". وقالت وسام، والدة هند التي ينفطر قلبها على طفلتها، "كلما أسمع صوت سيارة إسعاف أقول يمكن تكون هند فيها". وأضافت السيدة التي تبدو في حالة نفسية صعبة "لا أعرف كيف حال هند الآن، هل هي بين الجثث داخل السيارة أم إنها بخير، في ظل إطلاق النار الحاصل بالمنطقة". وتابعت وسام، التي أنهت دراستها الجامعية في تخصص علم النفس، قائلة "لو عادت هند بخير فستحتاج إلى جلسات نفسية طويلة وعلاج من إصابتها الجسدية، لكن لو حصل لها أي مكروه ستصيبني حالة من الجنون". وطالبت الأم المؤسسات الدولية بالتحرك للكشف عن مصير طفلتها وطمأنتها إن كانت على قيد الحياة لأنها تعيش معاناة حقيقية بدونها. ولاقت حادثة الطفلة هند صدى كبيرا في وسائل الإعلام وعلى موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كما قوبلت بتنديد فلسطيني رسمي. فقد طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمحاولة إنقاذ وكشف مصير الطفلة هند وطاقم مركبة الإسعاف التي توجهت لإنقاذها وهما المسعفان يوسف زينو وأحمد المدهون. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ((يونيسف)) في تقرير لها قبل أيام إن تقديراتها تشير إلى أن 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة غير مصحوبين أو انفصلوا عن عائلاتهم بعد مرور نحو أربعة أشهر على بدء الحرب. وذكرت المنظمة أن هذا الرقم يمثل 1 في المائة من إجمالي عدد النازحين البالغ 1.7 مليون شخص، مشيرة إلى أن "كل واحد من الأطفال لديه قصة خسارة وحزن مفجعة". وحسب التقرير فإنه في العادة خلال النزاعات يقوم أقارب برعاية الأطفال الذين يجدون أنفسهم من دون ذويهم، إلا أن السكان في غزة راهنًا يفتقرون إلى المواد الغذائية والمياه والمأوى. من ناحية أخرى، لم تتمكن ألاء القطراوي من العثور على أطفالها الأربعة بعد أن فقدت الاتصال بهم خلال توغل الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة قبل 53 يوما. وقالت القطراوي، في منشور عبر صفحتها على الفيسبوك، إن أطفالها يامن (8 أعوام) والتوأم كنان وأوركيد (6 أعوام) وكرمل (3 أعوام) كانوا يعيشون مع والدهم بعد انفصالها عنه في شرق خانيونس. وأضافت القطراوي، التي تعمل معلمة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "فقدت التواصل معهم في 13 ديسمبر بعد أن اقتحم أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلهم حيث اعتقلوا والدهم وجردوهم من هواتفهم المحمولة". وتابعت قائلة إن أطفالها "بقوا مع جدتهم (أم والدهم) ثم لم تعرف عنهم شيئا منذ ذلك الحين، معتبرة أن "أقسى ما في هذه الحرب أن تفقد الأم كل أمومتها ولا تستطيع حتى أن تعرف أين يوجد أطفالها ولا تستطيع حمايتهم".

مشاركة :