رام الله 30 مارس 2020 (شينخوا) تلجأ أمهات فلسطينيات إلى استغلال أوقات فراغ أطفالهن في ظل الحجر الصحي المنزلي بفعل خطر تفشي فيروس كورونا المستجد بأنشطة متنوعة للتعليم والترفيه. ومنذ إعلان حالة الطوارئ في الضفة الغربية في الخامس من مارس الجاري، تم إغلاق المدارس والجامعات كجزء من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، واللجوء إلى تقنية التعلم عن بُعد. ويشكل بقاء معظم الأمهات في المنزل تحديا على الجانبين التعليمي والاقتصادي، بحثا عن المزيد من الأنشطة البناءة لمساعدة أطفالهن على التكيف مع الحجر الصحي. وتقول السيدة أناستاسيا المدني وهي أم لطفلين لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الأطفال يتعرضون لضغوط في ظل الحجر المنزلي وانقطاعهم عن الدراسة ما يتطلب من الآباء إيجاد أنشطة متنوعة لهم. وتحاول المدني تحويل ساعات الحجر المنزلي الطويلة إلى وقت للترابط العائلي والقيام بأشياء جديدة كل يوم. وتقول "ليس سهلا أن تكون تحت الحجر، لكننا نحاول الاستفادة من وقت الفراغ مع الأطفال"، مشيرة إلى أهمية تركيز الأمهات على تنمية مهارات أطفالهن. وتحاول المدني مع طفليها تعلم شيء جديد باستخدام مواقع الانترنت، مع المحافظة على نشاط الأطفال كبديل إبداعي عن انقطاعهما عن الدراسة. وعملت السلطة الفلسطينية على تطبيق التدابير التي اتخذتها الصين للحد من انتشار الفيروس، وتضمنت الإغلاق التام ومنع السفر بين المدن، وحث السكان على البقاء في منازلهم من أجل سلامتهم. ولجأت مايا زغروت التي تقطن في مدينة رام الله، إلى إعداد فطائر لطفليها من دول مختلفة كوسيلة للتعرف على الثقافات حول العالم. وتقول زغروت لـ ((شينخوا))، إن تجربة الفطائر من بلدان مختلفة، تمكنها من إعادة التواصل مع أصدقائها حول العالم، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت تعمل سابقا معالجة نفسية للبالغين. ويوميا تحاول زغروت أن تمارس الأنشطة الحسية والألعاب مع أطفالها، وتحديد أوقات معينة لهم للجلوس على التلفاز أو الأجهزة اللوحية. وتقول إن "الحجر الصحي والإغلاق يترك الناس في ضيق، لكن أحاول العمل دائما على أن تكون لدينا لحظات أكثر إيجابية"، مشيرة إلى أن أولويتها هي الاعتناء بنفسها وعائلتها. فيما تبذل سنابل حسين التي تعمل في مجال الإعلام وهي أم لطفل يبلغ من العمر (5 أعوام)، جهودا كبيرة في إيجاد طرق جديدة لملء وقت فراغه بشكل بناء. وتقول حسين لـ ((شينخوا))، إنها لاحظت توترا كبيرا على طفلها منذ بداية الحجر المنزلي ما دفعها لمحاولة تخفيف ذلك بأنشطة التلوين وتعليم الحروف العربية وقراءة القصص. كما أنها تعمد إلى تعليم طفلها الرقص، وتشجيعه على المساعدة في الأعمال المنزلية الصغيرة. أما السيدة دينا جوهر وهي أم لثلاث بنات، فحولت غرفة المعيشة داخل منزلها إلى مقر لتنمية مواهب بناتها مع حلول كل مساء من أجل تخفيف التوتر لديهن. وتقول جوهر لـ ((شينخوا)) "تقوم الفتيات بأداء عروض مواهب في المنزل كل يوم من أجل تخفيف التوتر بسبب الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا". وإلى جانب ذلك تشجع جوهر بناتها على مهارات القراءة والتحدث أمام الجمهور من خلال قراءة الكتب بصوت مرتفع داخل المنزل. وبلغ العدد الإجمالي للمصابين الفلسطينيين بالفيروس 115 حالة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما سجلت حالة وفاة لسيدة في الستينيات من عمرها.
مشاركة :