هل نحتاج كذبة أبريل؟ - أمجد المنيف

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الكثير من المفاهيم في تغير دائم، بل متسارع حتى نكون أكثر دقة، وتحوّل بفعل مجموعة من الظروف والمعطيات، منها ما هو مصنوع، وغيرها إجباري، لكن المحصلة الكلية هي التحول، في كل شيء، حتى الأشياء غير المهمة، أو «التافهة» - لو صح وصفها بذلك -، وهو أمر بالتأكيد ينطبق على ما يعرف ب»كذبة أبريل»! سابقا، وسابقا هذه لا أستطيع الإشارة لمدتها، كان العالم - كل العالم - يسكنه الصدق، وكل ما سواه استثنائي أو شاذ، ويكفل ذلك غالبا الأخلاق الذاتية، والمنطلقات الإنسانية، والأنظمة والقوانين حتى، لكن هذه الرؤية الرومانسية تلاشت، بالتأكيد ليس كل الماضي صادقا، حتى لا نكون متطرفين، وإنما السائد غالبا.. بعد هذه المقدمة؛ التي لست متيقنا أهميتها من عدمها، يبرز السؤال، المعنون للمقال: هل نحتاج كذبة أبريل؟ ولدينا أطنان الكذب في مواقع التواصل الاجتماعي، المدججة بالأقنعة، والشخصيات المثالية المزيفة، التي تتصنع واقعا مغايرا عما هي عليه، وتدافع عن أشياء لا تؤمن بها، وتردد شعارات لا تمثلها، وتقول بما لا يمكن أن ينطبق على ما هي تفعله، وحتى لا يأتي التعليق الدائم، الذي يحاول أن يشذب أي فكرة، المتمثل ب(لا تعمم).. فأنا لا أعمم، أتحدث فقط عن الأغلبية، ولكن كشخص عينته العشوائية، التي يقيس بها هذه الفرضية، ليبرهن كمية الزيف الذي يحيط به. هل نحتاجها حقا، وهناك عدد من الحكومات تقوم بها ليلا ونهارا، وتقدم لنا الساسة التي يمتهنونها طيلة أشهر السنة، حتى صارت لهم «أباريل» غير منتهية، يوزعون الوعود في كل الاتجاهات، ويرسمون العهود الكاذبة على الدوام، ويبررون للقتل بالشعارات المغلفة، ويقفزون على الإنسان والأوطان، حاملين أكاذيب تكفي لسنوات طويلة، ولا تجبها عقود من الصدق؟! لماذا كذبة أبريل؟ والكثير من الإرهابيين منتشرون حول العالم، يكذبون على الدوام، تارة باسم الدين، وتارات أخرى بأسماء كل ما لا يعرف للحقيقة طريقا.. ينحرون ويقتلون تحت مظلة هذه الكذبات، ويقدمون لنا نماذج كفيلة بعدم تصديق بوجود كذبات غير كذباتهم، بل إنهم غارقون في وحل الكذب، لدرجة «الانحطاط» وأكثر، وهو أقل ما يوصفون به، وممارستهم التي تنطلق من أكاذبيهم الكبيرة. وبعد كل هذا، نسأل: متى يصدق أبريل؟! والسلام

مشاركة :