يقول الله تعالى: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن * فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يُلَقّاها إلا الذين صبروا وما يُلَقاها إلا ذو حظٍ عظيم}. إن الناس يظنون أن القصاص واجب ، ولا يعلمون أنه حق لولي القتيل ، ولا يعلمون أن العفو أفضل، والقرآن يؤكد أن مثل هذه المواقف لا يقوم بها إلا أهل الصبر والحظ العظيم والقوم الذين حبب الله إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم ، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وهؤلاء هم الراشدون. إن العفو ما هو إلا خصلة حميدة يحثنا عليها ديننا الحنيف وهو ديدن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما. إن العفو ليس عفو الشيكات التي بالملايين والتي تجهد كاهل أهل القاتل، وإنما العفو عند المقدرة وهو من شيم الرجال الأقوياء، والقلوب التي تعفو وتصفح رغم حزنها أكثر القلوب نقاء وأكثرها محبة للجميع، ومن قصص العفو التي تعكس إنسانية صاحبها ابتغاء لوجه الله تعالى وبحثا عما أعده الله من الثواب والنعيم لمن عفا وأصلح، فيما لا يعادله أي مكسب في هذه الدنيا الفانية، هو ما سطره شيخ العفو/ الشيخ حميد بن رجاح بن نافع القريقري الحربي، بضربه أروع المثل العليا التي يجب أن يتحلى بها المؤمن من الصبر وعمل المعروف لوجه الله تعالى والتي يحتذى بها في الحكمة والصبر في المواقف الصعبة حينما عفا عن قاتل ابنه وهو تحت حد السيف ولكن ما نزل من رحمه من الله في قلب أبو أحمد سبقت السيف ورفع يده عفيت لوجه الله لا أريد إلا وجه الله ترك ما عرض عليه من شيكات مفتوحه بالملايين واتجه لماعند ربه، وهذه هي الشجاعة والبطولة التي تسجل في تاريخه، وله عليها الشكر والثناء من الله ثم من خلقه، فجزاه الله خيرا وكثر من أمثاله، حيث لا يخفى علينا ما نسمعه عن المبالغ المليونية التي تكون ثمنا للصلح، وهذا أمر غريب على مجتمعنا مجتمع الاخوان ، ولا يمكن أن نتاجر بدماء أبنائنا، ولكن علينا أن نقتدي بهذا العمل الجميل ألا وهو العفو خالص لله الكريم. نسأل الله أن يرحم أحمد رحمة واسعه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة والفردوس الأعلى من الجنة نزله. ختام: إنَّ وجود القدوة الحسنة في المجتمع تؤدي إلى ظهور التنافس المحمود بين الأفراد؛ حيث إنَّ الكلّ يرغب في التفوق والأجر والثواب من الله، قال تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.
مشاركة :