رموز وقيم.. إرث وتراث

  • 2/20/2024
  • 22:58
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قامتْ هذهِ الدولةُ العظيمةُ، المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ، وتأسَّستْ على دعائمَ راسخةٍ من القيمِ، التي تحوَّلتْ إلى إرثٍ وتراثٍ ماديٍّ ومعنويٍّ، اعتنَى بِهِ أبناءُ آلِ سعود على مدَى ثلاثةِ عقودٍ، حتَّى وصولنَا إلى هذهِ الحقبةِ المعاصرةِ من حُكمِ آلِ سعودٍ.غدًا الخميس 22 فبراير، يومُ الاحتفاءِ بتأسيسِ هذَا الكيانِ الكبيرِ حجمًا ومساحةً، نهضةً وحضارةً، العميقِ تاريخًا وثقافةً، مجدًا واعتزازًا، العظيمِ مكانةً وقداسةً، منذُ قيامِ الدولةِ السعوديَّةِ الأُولى على يدِ إمامِ الدَّعوةِ الإصلاحيَّةِ الإمامِ محمد بن سعود، عام 1139هـ، الموافق 1727م، تُوفِي سنة 1179هـ - 1765م.الاحتفاء بيوم التأسيس؛ تأسيس لوعي الأجيال بجهود البُنَاة، الذين وضعُوا حجرَ الأساسِ لنهضةٍ مختلفةٍ عمَّت أرجاءَ وطنٍ؛ كانَ على صفيحِ الفقرِ والخوفِ والفوضَى، فأنعمَ اللهُ عليهِ بالخيراتِ والأمنِ والاستقرارِ.فكرةُ تأسيسِ وبناءِ وطنٍ، لا يشبهُ أيَّ فكرةٍ أو مشروعٍ، يمكنُ بالمالِ، أو الرجالِ، أو بهما معًا، لكنَّ تأسيسَ وطنٍ لا يقدرُ عليهِ سوَى رجالٍ يمتلكُونَ مواهبَ لا يملكُهَا غيرَهم؛ من الشَّجاعةِ والإقدامِ، والطُّموحِ؛ لتحقيقِ حياةٍ أفضل لمواطنيهِم بالبذلِ والعطاءِ. هذَا ما دأبَ عليهِ أمراءُ آلِ سعودٍ وملوكُهُم على مدَى حُكمِهم -ثلاثة قرونٍ-.تولَّى الإمارةَ بعدَ الإمامِ محمد بن سعود، ابنُهُ عبدالعزيز، الذي اتَّصفَ بالكفاءةِ؛ ممَّا ساهمَ في توسيعِ ممتلكاتِهِ، حتَّى أصبحَ المنشئَ الحقيقيَّ لدولةِ آلِ سعودٍ، حيثُ دامَ حكمِهِ ثمانيةً وثلاثِينَ عامًا.خلفَ عبدالعزيز، سعودٌ الذي تمكَّن -رغم سنواتِ حُكمِهِ القليلةِ- أنْ يغدوَ من زعماءِ العربِ البارزِينَ، وكُنَّي بسعود الكبير.الدولةُ السعوديَّةُ الثَّانيةُ تأسَّست عام 1240هـ - 1824م، على يدِ الإمامِ تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.وبعدَ عشرِ سنواتٍ من أُفولِ الدولةِ السعوديَّةِ الثَّانيةِ، نهضت الدولةُ السعوديَّةُ الثَّالثةُ على يدِ الملكِ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وتوارثَ أبناؤهُ البرَرَةُ سُدَّةَ الحُكمِ على نهجِ والدهِم، الملكِ المؤسِّسِ للسعوديَّةِ الكُبْرَى، التي ننعمُ بخيراتِهَا حتَّى اليوم، وإلى مَا شاءَ اللهُ.اليوم ونحنُ نحتفِي بتلكَ السِّيرةِ والمسيرةِ، نتذكَّرُ جهدَ المؤسِّسينَ الأوائلِ في تلكَ الحقبةِ الزمنيَّةِ الموغلةِ في عمرِ الزَّمانِ، عندمَا كانَ كلُّ شيءٍ شحيحًا إلَّا إيمانهم بقدرتِهم على الجهادِ ضدَّ كلِّ تلكَ الإمكانياتِ الفقيرةِ حولَهم، وقسوةِ الصحراءِ، استطاعُوا أنْ يفتحُوا طاقةَ حلمِ بناءِ وطنٍ، أمامَ أبناءِ وأحفادِ أسرةِ آلِ سعودٍ، التي توارثت الحُكمَ جيلًا بعد جيلٍ.مَن هُم مِن جيلِي يدركُونَ جيِّدًا الفرقَ بينَ الأمسِ القريبِ جدًّا واليوم، قياسًا على زمنِ التَّأسيسِ، فالأمس بالنسبةِ لأعمارِنَا يختلفُ عن أمس التَّأسيسِ، ومَا حقَّقه آلُ سعودٍ خلالَ فتراتِ حُكمِهم من أمنٍ وأمانٍ، وهذِهِ النهضةِ التي تتسارعُ كلَّ يومٍ.لا شك أن كل أمراء وملوك آل سعود صنعوا نهضة تواكب عصرهم، وفي عهد الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، تسارعت خطى النهضة في كل مجال، وفي كل اتجاه، حتى أننا نشعر بالفرق الكبير الذي أحدثته رؤية 2030 في مختلف مناحي الحياة، خلال بضع سنوات فقط.أوَّل مرَّةٍ أنظرُ إلى شعارِ يومِ التَّأسيسِ بتمعُّنٍ، وأشاهدُ فيهِ عدَّةَ رموزٍ تُعبِّرُ عن مختلفِ جوانبِ الحياةِ، التي كانتْ هي الأساس في صناعةِ أساسِ الدولةِ السعوديَّةِ: «العلمُ، النخلةُ، الصقرُ، الخيلُ العربيَّةُ، السوقُ».فالعلمُ هو الذي يحملُ كلمةَ التَّوحيدِ، ويعبِّرُ عن هويَّةِ الدولةِ.النخلةُ هِي التي تنتجُ التمرَ، الغذاءَ الأساسيَّ في تلكَ الحقبةِ، وتنتجُ الموادَّ الخامَ لصناعاتٍ يدويَّةٍ يجيدُهَا الجميعُ.الصقرُ وسيلةُ الصَّيدِ القويَّةُ في تلكَ الصَّحراءِ.والخيلُ هِي الدبَّابةُ، والطَّائرةُ، والمقاتلةُ في تلكَ الأجواءِ.أمَّا السَّوقُ فهُو المكانُ الذي لا يستغنِي عنهُ مجتمعٌ، مهما صَغُرَ أو كَبُرَ.الدِّرعيَّةُ هِي العاصمةُ ومقرُّ حُكمِ آلِ سعودٍ في ذلكَ الوقتِ.

مشاركة :