شيعت جموع غفيرة أمس (الأربعاء) جثمان الطالب نواف السلمي الذي توفي اختناقا داخل حافلة نقل مدرسة أهلية. وتقدم المعزين مدير عام التعليم في محافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي، وحضر صلاة الجنازة والدفن يرافقه قيادات تعليم جدة وعدد من مديري ومعلمي مدارس جدة، ناقلاً تعازي وزير التعليم إلى أسرة الطالب. وأكد خاله ماجد السلمي لـ«عكاظ» أن الصلاة على الفقيد كانت في جامع الثنيان ثم ووري جثمانه ثرى مقبرة بريمان، وأن التحقيقات لا تزال جارية بعد أخذ جميع التحاليل المخبرية وفي انتظار النتائج. من جهته، أوضح مدير الطب الشرعي في صحة جدة الدكتور عبدالله القرني، أن التحقيق في القضية يتجه إلى عدم التعمد في الوفاة لعدم وجود أي شبهة جنائية، ويتوقع أن تتجه إلى كونها حادثة عرضية يتم على إثرها تقرير الدية مع تحميل قائد المركبة الخطأ لإهماله تفقد المركبة. فيما قال مصدر قضائي لـ«عكاظ» إن الحادثة لا تعمد فيها، وبالتالي لا تستوجب الجانب الجنائي في العقوبة وتقف على قرار القاضي وتحديد نسبة الخطأ فيها. ولفت إلى أن المتسبب يصنف على أنه متهم بالتسبب بالقتل الخطأ وحكمه في الحق الخاص «الدية» المقدرة شرعا، وفي الحق العام يجوز للقاضي تعزيره بالسجن والجلد إذا ثبت وجود إهمال جسيم خلف الحادثة. وفي السياق ذاته، تواصل لجنة التحقيق السداسية المشكلة من تعليم جدة، مهامها في تحديد أسباب الحادثة والمسؤول عنها، وذلك لليوم الثاني على التوالي وسط متابعة من مدير تعليم جدة عبدالله الثقفي. وأبلغت مصادر «عكاظ» أن هناك رسالة نصية أرسلتها المدرسة إلى أسرة الطالب الساعة 8.56 صباحا تشير إلى غيابه (إلا أن «عكاظ» لم يتسن لها الاطلاع على نص الرسالة)، كما تحفظت إدارة المدرسة على التعليق، معللة بوجود تحقيق في الحادثة، في وقت سلمت مستندات للجنة تبين تأكيدها على قائدي الحافلات المخصصة للطلاب بضرورة القيام بجولة تفقدية للحافلة من الداخل عقب نزولهم للتأكد من خلوها وألزمتهم بالتوقيع عليها مع كتابة تعهد بالالتزام بالتعليمات، فيما لم يرد المتحدث باسم التعليم على اتصالات «عكاظ» أو رسائلها النصية.
مشاركة :