على شفا حرف جارف.. صرير قلم وأنين وتر

  • 3/17/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سفر جميل ورشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يخفت بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال، فهناك العديد من الكُتُب ترى وأنت تغرق في بحر قراءتها ما بين المدِّ والجزر أن عنوان الكتاب كان معبراً تماماً عن مضمونه، يشعل جذوة الفكر، مبلوراً ما احتوت صفحاته وهذا الوصف ينطبق على كتاب: «على شفا حرف جارف» للكاتبة أمل الزهراني «أميرة الخواطر» الذي كان مداده سطور الألم والأمل تارة، وتارة الفقد والغياب، وتارة كتابات يكون سطرها حائراً لا يعلم أيكون بأعلاها أم بأسفلها. الكتاب خواطر وقصائد شِعرية رسمت الحنين على صدر موج الغياب.. صرير قلم، وأنين وتر، خرج من رحم الألم والمعاناة، فيه تصحوا الذكريات لتطرح عن الأحلام دثارها. فكرة الكتاب لكل كتاب قصة، تبدأ من فكرة في مخيلة المؤلف حتى تنتهي، وعن فكرة هذا الكتاب تقول المؤلفة أمل الزهراني: «في حضرةِ الحرفِ، يبزغُ النُّورُ من ثنايا الرُّوحِ ومن نبضاتِ القلبِ حتى وإن كان يعتصِرُ ألمًا.. أكتبُ لأولئكَ الذينَ كانت قلوبُهم عَرْجاءَ ولم تجِد لها مُتَّكأً في زحمةِ المصالحِ وزيفِ المشاعرِ.. أكتبُ لأولئكَ الذين لا يلومونَ تقصيرَك، لا يَتَتَبَّعونَ أخطاءَك، ولا يطعنوكَ في ظهرِك. على شَفا حَرْفٍ جَارِف.. غُضُّوا أبصاركم.. ودعوا قلوبكم تلتفتُ للّذينَ يَهبونا الحياةَ برغمِ مرارتِها وقسوتِها.. للَّذينَ يؤمنونَ بنا كبشرٍ ويرونا القُدوة.. للَّذينَ يرونَ بأنَّنا أكبرُ من مكانٍ ما.. في وقتٍ ما.. في ركنٍ ما.. لكلِّ الذينَ لم أُعَبِّرْ لهم يوماً عن حجمِ الحبِّ في قلبي.. لكلِّ الذين يقرؤونَ حُروفي وتاهوا في مُنتصفِ الطَّريقِ. أقول: هاتوا أيديكُم.. نحنُ الحبُّ، وما كان الحبُّ يوماً حِكراً على أولئكَ الذينَ زاغوا عن المغزى.. وتاهوا عن المعنى.. هاتوا أيديكُم.. امسكوها جيداً.. امسكوها بقوَّة فالطَّريقُ شاقٌ، ونحنُ أهلُه.. الرّوح ممزقة، والجسد جثة هامدة، والقلب يئنُّ شوقًا.. تأتينا لحظات يقطع الغياب الأنفاس. نواسي النفس بالمُناجاة، نختبئ بين الذكريات لنستريح؛ ولكن كل هذا الذي يحدث لا يقلل الشوق، بل يشحذ نصله أكثر وأكثر، فرحى الغياب تطحن القلب طحنًا.. في داخلي بقية إنسان، اختبأت خلف سواد خوفٍ وأحزان، خطواتي تعثَّرت، ولا زلت أجاهد بقوة، وأمل، وإصرار.. تدور الحياة وتسير، وأعود لنفس المكان، أهجع بعزلة الظلام، أرْبت على نفسي، وأُغمض جفن الليل على حلمي، وأرفض أن أكون ضحية إنسان.. رأى كتابي الأول على (شفا حرف جارف) النور، بعد إطلاق دار الرائدية للنشر والتوزيع مسابقة أمير وأميرة الخواطر على مستوى الوطن العربي، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من عدة أستاذة في اللغة العربية، ووصلت المشاركات «98» خاطرة تنافسوا على هذا اللقب، وفزت حينها بالمرتبة الأولى وحصلت على لقب أميرة الخواطر. وكانت الجائزة طباعة ونشر كتاب لي على حساب دار الرائدية للنشر والتوزيع. حينما تلقيت نبأ الفوز ورغبة دار الرائدية للنشر بطباعة كتاب لي، شعرت بالفخر، وشعرت أن حرفي لا بد له في الظهور والانتشار على نطاق أوسع ليصل إلى أكبر شريحة من القراء، فقمت بتجميع جميع النصوص التي كتبتها، وكتبت عدداً آخر من الخواطر ليصبح الكتاب جاهزاً للطباعة والنشر. الكتاب يحتوي على نصوص نثرية تُحاكي شريحة واسعة ممن يعانوا من الألم والفقد والغياب، وآثرت إبراز مواقف وأحداث عانيت منها ويعاني منها الآخرون على مرّ الأيام، لذا كل من قرأ أو سيقرأ الكتاب سيجد نفسه حتماً بين طيات إحدى الخواطر التي كتبتها بلغة سلسة وراقية والتي أتمنى أن تُرضي ذائقة القارئ الأدبية».

مشاركة :